مهارات القرن الحادي والعشرين

إيمان الحريبي

لم تعُد مهارات التعليم في القرن الحالي تُعنى بتحصيل المعارف والعلوم فقط، بل أصبحت هناك مهارات أخرى يجب تقديمها للطالب والمعلم معا؛ بما يعدهما للمتغيرات في عالم الانفتاح على العالم والتطور التكنولوجي والمعرفي، ويهيِّئ الطالب للمنافسه مستقبلا في سوق العمل.

ويمكن أن نذكر بعضًا من هذه المهارات التي نتحدث عنها؛ ومنها: المسؤولية والقدرة على التكيف، ويُقصد بها ممارسة المسؤولية الشخصية والمرونة، ووضع الأهداف والمعايير العالية لتحقيق الأهداف. ومن هذه المهارات أيضا: مهارات الاتصال؛ ويُقصد بها فهم وإدارة التواصل في سياقات مختلفة. والمهاراة الأخرى: الإبداع والتطلع الفكري، وكذلك مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والتكنولوجيا، وأيضا مهارات التعامل والتعاون مع الآخرين، ومهارة تحديد المشكلات وصياغتها وحلها، ومهارة التوجيه الذاتي، ومهارة المسؤولية والقدرة على التكيف.

وتقوم مهارات التعليم في القرن الحادي والعشرين على عددٍ من الدعائم التي حدَّدتها اليونسكو؛ وأولها: "التعلم من أجل تعرف"؛ وذلك لتوفير الأدوات المعرفية اللازمة لفهم العالم وتعقيداته على نحو أفضل وإرساء أساس مناسب للتعلم في المستقبل. وثانيا: "التعلم من أجل أن تفعل"؛ وذلك لتوفير المهارات التي من شأنها تمكين الأفراد من المشاركة على نحو فعال في الاقتصاد والمجتمع العالميين. ثالثا: "التعلم من أجل أن تكون"؛ وذلك لإتاحة القدرة على التحليل الذاتي، وتوفير المهارات الاجتماعية لتمكين الأفراد من تنمية أقصى إمكاناتهم من النواحي النفسية والاجتماعية والعاطفية والمادية؛ بحيث يصبح كل فرد منهم شخصية متكاملة من جميع الجوانب. وأخيرا: "التعليم من أجل العيش المشترك"؛ وذلك من خلال توجيه الأفراد نحو القيم التي تنطوي عليها حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية والتفاهم والاحترام بين الثقافات والسلام على جميع المستويات المجتمع والعلاقات الإنسانية.

لذلك؛ علينا متابعة المستجدات في العملية التعليمية في ظلِّ ما يتميَّز به عالم اليوم من تسارع وتطور كبير؛ لذلك على منظمومة التعليم أنْ تسعى بكلِّ جَهد أن تواكب هذا التطور بتطوير التعليم وكل ما يتصل به من مهارات تهتم بالمعلم والطالب والمنهج الدراسي، بجانب أن يتم الاهتمام أيضا بغرس قيم المواطنة في نفوس المتعلمين، وتمكين المتعلم من مهارات القرن الحادي والعشرين؛ باعتباره فكرا؛ إذ إنَّه وحسب تقارير منظمات التعاون والتنمية، فإن النمو الاقتصادي الذي تشهده البلدان النامية أتى نتيجة لتحسين المهارات؛ مما يبيِّن جدوى الاستثمار في أساليب التدريس والتقنيات لتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين عندما يصبح المطلوب أعمق من أساسيات القراءة والكتابة.

تعليق عبر الفيس بوك