الحوار السطحي في السيناريو السينمائي

هيثم سليمان

سيناريست سينمائي وتلفزيوني

Instagram: @haithamxx

استرجاع: يُعرف الحوار في السيناريو السينمائي على أنه الكلام الذي يدور بين شخصيات بالنص سواء كان ذلك الحوار بين شخصيتين مختلفتين أم حوارًا مزدوجًا لشخصية واحدة فقط (حوارا ذهنيا) . ويأتي الحوار ليكمل جمالية النص ككل بل ويوضح مسار الأحداث في كثير من الأحيان.وحينما نتحدث عن الحوار،نحن بالتالي نتحدث عن قالب يمكننا أن نسميه"خذ وأعطي"حيث تتبادل الشخصيات بالنص عبارات منتقاة حسب سير الأحداث وحاجتها للتواجد بالنص مما يعني وجود تفاعل درامي سلباً كان أم إيجابًا أم جامدا بين تلك الشخصيات.

في المقال السابق من العمود تحدثت عن الأنواع الثلاثة من طبقات الحوار بالسيناريو السينمائي وهي الحوار السطحي، الحوار العميق والحوار الديناميكي . في هذا المقال سأتحدث وبشكل مختصر عن النوع الأول من الطبقات الثلاث ألا وهو الحوار السطحي. باديء ذي بدء، ما هو الحوار السطحي في السيناريو؟ يمكننا أن نعرفه ببساطة على أنه مايكتب من الكلام على لسان الشخصيات في متن نص السيناريو على أن يكون هذا الكلام بسيطا إلى درجة السذاجة والضعف أدبيا وفنيا بشكل يستسهل أو يستنكر فيه القارئ ذلك الكلام ويعتبره غير مناسب للشخصيات أو الظروف المحيطة بالحدث داخل المشهد أو أن يكون غير مقبول ثقافيا، لغويا، دراميا على الأقل من القارئ.لا يمكننا تجاهل أن هنالك حوارات سطحية تتواجد في الكثير من السيناريوهات السينمائية تفرضها عدة عوامل منها ما ذكرته في المقال السابق كنوعية الفيلم الذي يعكف الكاتب على كتابته وطبيعة توزيع الأدوار في النص حسب الشخصيات بقصة الفيلم. هذه العوامل يمكن أن تسيِّر أو تجبر كاتب السيناريو إلى وضع حوار سطحي يتناسب والظرف المحيط بالمشهد أو بالشخصيات ولكن دعونا نتجه الى الحالة التي لايكون هنالك إكراه، أو إجبار على الكاتب لسلوك هذا المنحى وهذه الحالة لابد أن تكون متصلة بالقدرات الفنية للكاتب نفسه.

عندما يكون كاتب السيناريو غير متمكن من أدواته يُصبح أكثر عرضة لوضع حوار سطحي هش.عدم معرفة الكاتب لكيفية تسخير أدواته (اللغة،المعرفة الكافية، الاتساق الفكري، الخيال، الصياغة والانسياب البصري والصوتي، الأفعال، الوصف، لغة البيئة والجسد والمكان) تدفع الحوار نحو هاوية التسطيح لأن ما يكتبه في السيناريو يؤثر مباشرة على مايكتبه في الحوار. أيضاً يشكل ضعف معالجة الفكرة أحد أسباب سطحية الحوار فحينما يتوقف الكاتب عن البحث في مكامن ترقيع فكرته وتطويرها وجعلها أكثر رونقا وجمالا يندفع لاشعوريا نحو حوار سطحي ضعيف مبني على سذاجة ونقص الفكرة. ونقص الفكرة أو عدم إنهائها يثير ارتباكا لدى القارئ الذي يحرص على ربط السيناريو بالحوار وهذا من حقه كقارئ طالما أن خانة السيناريو وخانة الحوار يكملان بعضهما بدهيا. أما المدى الذي يوفي ويخلص فيه الكاتب للسيناريو الذي يكتب وتمسكه بالقضية، الرسالة، الهدف المتضمنة في نصه فيشكل جانباًآخر لقوة أو ضعف الحوار. أن تعطي النص من روحك وشغفك وإيمانك لاشك أن هذا العطاء سيثمر فيما تكتب ويدفعه إلى الأفضل في كل حين.

ولي تكملة مع النوع الثاني من طبقات الحوار وهو الحوار العميق.

للإطلاع على كافة مقالات عمود رؤية سينمائية يرجى زيارة المدونة:

Scriptcut.blogspot.com





تعليق عبر الفيس بوك