تطورات جديدة تنتظر قطاع الكهرباء مع دخول نظام "السوق الفورية" حيز التنفيذفي 2017

مسقط- العمانية

ينتظر قطاع الكهرباء تطورات جديدة تساهم فيمواكبة الطلب المتزايد على الطاقة الذي يبلغ معدل نموه السنوي 10 بالمائة والذيمن المتوقع أن يرتفع إلى نحو 11 بالمائة بحلول عام 2020.

وأعلنت الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه في مطلع العام الماضي عزمها علىتنفيذ ترتيبات جديدة في المستقبل للطاقة والمياه من منتجين مستقلين، وتتضمن هذهالترتيبات إدخال نظام السوق الفورية للطاقة في عام 2017، مع بدء انتهاء العقودطويلة الأمد التي تم توقيعها سابقا مع محطات إنتاج الكهرباء والمياه بحيث يتم تشغيلالنظام الجديد جنبا إلى جنب مع النظام الحالي القائم على شراء الطاقة، وفقًا لاتفاقياتطويلة الأمد.

وتتضمن الترتيبات الجديدة اتباع طريقة أكثر مرونة لإبرام اتفاقيات جديدة لشراءالطاقة من قبل الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه بهدف زيادة التنافس بينالمحطات الحديثة والقائمة.

وبحسب المعلومات التي تضمنتها نشرة الاكتتاب في أسهم شركة العنقاء للطاقة التيتدير محطة كهرباء صور وطرحت 35 بالمائة من رأسمالها للاكتتاب العاممؤخرا، فإن النظام المقترح للسوق الفورية سيوفر خيارا آخر للمنتجين لبيع الطاقةللشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه، فبدلا عن إبرام اتفاقيات طويلة الأمد سيكونبإمكان المنتجين المؤهلين المشاركة في نظام السوق الفورية والحصول على أسعارمحددة على أساس يومي وفقا للقواعد المحددة للسوق، وستظل الشركة العمانية لشراءالطاقة والمياه المشتري الوحيد وفقا لالتزاماتها القانونية القائمة، ومن خلال توفيروسيلة إضافية وعلنية وشفافة للمنتجين فإنه يعتقد أن يزيد نظام السوق الفوريةالمقترح من التنافس في سوق توليد الطاقة الكهربائية بما يواكب الطلب المتنامي علىالطاقة في السلطنة.

وشهد العام الماضي نموا بنسبة 6ر9 بالمائة في إجمالي إنتاج السلطنة من الكهرباءليبلغ حوالي 7ر28 ألف جيجاواط في الساعة مقابل 2ر26ألف جيجاواط في الساعةفي عام 2013م.ووفقا لتقديرات الشركة العمانية لشراء الطاقة من المتوقع أن يرتفع الطلب علىالكهرباء بالشبكة الرئيسية في أوقات الذروة من 5886 ميجاواط في عام 2015م إلىنحو 9133 ميجاواط في عام 2020 بمتوسط نمو يبلغ 11 بالمائة سنويا.وتبلغ السعة الإنتاجية لمحطات الكهرباء بالسلطنة حاليا حوالي 7594 ميجاواط وذلكبعد أن أضافت محطة صور لإنتاج الكهرباء بمحافظة جنوب الشرقية التي تم افتتاحهارسميا في مطلع العام الجاري 2000 ميجاواط.

والشبكة الرئيسية هي الشبكة التي تغطي الجزء الشمالي بالسلطنة وتوجد بها 11محطة لإنتاج الكهرباء أو إنتاج الكهرباء والمياه معا بسعة إنتاجية تبلغ حوالي 7200ميجاواط، كما توجد شبكتان أخريان هما شبكة كهرباء صلالة بمحافظة ظفار، وشبكةكهرباء المناطق الريفية.

وبحسب الاتفاقيات الموقعة سابقا فإن الاتفاقية الموقعة مع شركة الكامل للطاقة التيتدير محطة كهرباء الكامل بطاقة إنتاجية تبلغ 282 ميجاواط ستنتهي في عام 2017مفي حين تنتهي الاتفاقيات الموقعة مع محطة الغبرة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياهبمحافظة مسقط ومحطة كهرباء بركاء1 في عام 2018م.

وتنتهي الاتفاقيات الموقعة مع محطات وادي الجزي ومنح في عام 2020م، وفيعام 2022م تنتهي الاتفاقيات الموقعة مع محطات الرسيل وصحار1 وتنتهي فيعام 2024م الاتفاقية الموقعة مع محطة بركاء 2 ثم في عامي 2028م و2029متنتهي الاتفاقيات الموقعة مع محطات صحار 2 وبركاء 3 والعنقاء للطاقة وهذه هيالمحطات التي توفر الكهرباء للشبكة الرئيسية.

ويرجع ارتفاع الطلب على الكهرباء الى النمو الاقتصادي الذي تشهده السلطنة الذييؤدي إلى ظهور صناعات كبرى بالإضافة إلى النمو العمراني وازدهار القطاعالعقاري وازدياد أعداد السكان واستمرار الحكومة في الاستثمار في مشروعات البنيةالأساسية.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة الأنباء العمانية من "نشرة الاكتتاب في أسهم شركة العنقاء للطاقة" فإن الفترة القادمة ستشهدتأسيس مشروع جديد مستقل لإنتاج الطاقة بسعة إنتاجية تتراوح بين 2850 ميجاواطو3150 ميجاواط وذلك على مرحلتين، الأولى في عام 2017م بسعة إنتاجية قدرها960 ميجاواط إلى 1160 ميجاواط فيما ستضيف المرحلة الثانية في عام 2019السعة الإنتاجية المتبقية.

وتدرس السلطنة حاليا إنشاء محطة جديدة لإنتاج الكهرباء بولاية الدقم للوفاءباحتياجات مشروعات الصناعات الثقيلة التي سيتم إنشاؤها بالمنطقة الاقتصاديةالخاصة بالدقم.وتأتي هذه المشروعات في الوقت الذي تتجه فيه السلطنة للاستفادة من الطاقةالمتجددة في إنتاج الكهرباء، وقد تم العام الجاري التشغيل التجاري لأول مشروعيعمل بالطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بولاية المزيونة بمحافظة ظفار بمتوسط طاقةإنتاجية تبلغ 1667 كيلوواط في الساعة يوميا.كما تم في شهر يوليو 2015م التوقيع على عقد لبناء أكبر محطات الطاقة الشمسيةفي العالم تحت مسمى "مرآة " بين شركة تنمية نفط عمان وشركة جلاس بوينتسولار وسيكون مقرها في جنوب السلطنة وتعمل بالطاقة الشمسية بطاقة تبلغ 1021ميجاواط، وستقوم المحطة باستخدام أشعة الشمس لإنتاج البخار الذي سيستخدم فيالاستخلاص المعزز للنفط من خلال الطاقة الحرارية وفي استخراج النفط الثقيلاللزج في حقل "أمل" النفطي.

ويتم حاليا أيضا العمل على مشروع آخر للطاقة المتجددة وهو مشروع توليد الكهرباءباستخدام الرياح بسعة إنتاجية تصل إلى 50 ميجاواط في منطقة هرويل في ولايةشليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار وستتولى شركة كهرباء المناطق الريفية تشغيلهبعد الانتهاء من أعمال الإنشاء.

وتعد السلطنة من المناطق الملائمة لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، وقد خلصتالدراسة التي أجرتها هيئة تنظيم الكهرباء في عام 2010م بشأن مصادر الطاقةالمتجددة الى أن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح هما الأنسب لتميز موقع البلاد في هذاالمجال.

وتشير الدراسات إلى أن الشمس تشرق على السلطنة 342 يوما في السنة، ويبلغاستهلاك السلطنة من الطاقة الكهربائية المدعومة حوالي (5500) ميجاواط سنويا معالعلم بأن الطاقة الشمسية قد توفر ضعف هذا الرقم.

تعليق عبر الفيس بوك