دبا.. لؤلؤة لامعة تمزج زرقة الماء بشموخ الجبال وتجذب السياح بالمواقع الساحرة

دبا- الرؤية

تزخر السلطنة بالعديد من المناطق السياحية، وتحفل بمختلف الوجهات السياحية الآسرة للألباب قبل القلوب، وذلك بتراثها العربي الأصيل وبيئتها البكر الخالية من التلوث، سواء على الشواطئ أو أعلى قمم الجبال. وتعتمد النظرة المستقبلية للقطاع السياحي في السلطنة على تحقيق التنمية المستدامة بالاعتماد على ما تمتلكه البلاد من مقومات عديدة، يمكن أن تمثل مصدر دخل وبوابة لتوظيف الباحثين عن عمل. ومن بين المواقع السياحية المتناغمة، ولاية دبا، والواقعة في شمال البلاد، وتقع ضمن محافظة مسندم التي تتمع بشواطئ ممتدة وتحظى بشعبية كبيرة في الاستقطاب السياحي لجمال شواطئها وثرواتها وأيضًا تمتعها بالمناظر الجبيلة لهواة التسلق وأيضا محبي الطبيعة البكر.

 

الموقع السياحي

وتقع ولاية دبا في الجنوب الشرقي من محافظة مسندم، وتعد من أكبر ولايات المحافظة.. لؤلؤة تتربع على التاج السياحي، وهي صالحة للزيارة في جميع الفصول. وتعتبر من أكبر ولايات المحافظة من حيث عدد القرى التي تبلغ 114 قرية تتوزع بين الجبل والسهل والبحر، وتتنوع التضاريس فيها تنوعا بديعا، البحر بألوانه الزرقاء والجبال التي تزين أراضيها والامتدادات السهلية كلها تشكل تكوينا جغرافيا أخاذا، أما مواقعها الأثرية ذات الدلالة التاريخية فهي كثيرة في ولاية دبا منها موقع العقيق وهي مساكن أهل دبا قديما والتي تنتشر بكثرة في الولاية، وتم بناؤها بالحجارة والطين، وحصن (السيبة) الذي أعيد ترميمه في هذا العهد الزاهر، ومنطقة سبطان الأثرية والتي تقع على مقربة من الطريق الواصل بين ولايتي دبا وخصب، وتمتاز بآثارها الزراعية وتعد من بين المناطق العمرانية الناهضة، ويشهد ميناء الصيد بها تفريغ مئات الأطنان من مختلف أنواع الأسماك ذات الجودة العالية ومنها الكنعد والسهوة والشعري وغيرها، ويقصده العديد من التجار والمنتفعين من مختلف المناطق المجاورة.

ويعد فندق دبا إضافة جديدة للمشاريع السياحية في الولاية حيث تتمتع الولاية بمقومات سياحية متنوعة تجعلها قبلة السياح، فتنوع التضاريس أضفى للولاية جمالا وسحرا، ويؤمها الكثير من عشاق البحر، لمشاهدة الشعاب المرجانية والخيران، ومن أشهرها خور حفة، وخور زغي، وخور صانات، وخور معلى وغيرها كثير، وبها الأودية منها وادي (الخب)، ووادي (البدي)، وبها العيون الجارية مثل (عين سقطة). وقد حظيت الولاية بالكثير من المنجزات، فعلى صعيد التعليم توجد بها ثلاث مدارس تضم في فصولها 1041 طالبا وطالبة، وعلى صعيد الصحة أنشأت الحكومة مستشفى به العديد من الوحدات العلاجية، ومختلف العيادات التخصصية، وتغطي شبكة الطرق الحديثة مختلف القرى داخل الولاية من بينها الطريق الجبلي (دبا- خصب) وبها مشروع محطة تحلية المياه، ومشروع سد التغذية الجوفية، إلى جانب خدمات حكومية أخرى.

وفي دبا تعتبر السفن الجميلة التي ترسو على بحرها أحد أهم المعالم الجميلة عرفت الولايات العمانية منذ القدم أنواعا مختلفة من السفن التي كانت تصنع بأيدي عمال مهرة خاصة أهالي ولاية خصب الذين توارثوا المهنة عن أجدادهم واشتهر به الكمزاريون - نسبة إلى قرية كمزار التابعة للولاية بهذه الصناعة، وركبوا البحر وامتهنوا الصيد الذي لا يزال مهنتهم الرئيسية.

البحث عن اللؤلؤ

ويعد البتيل واحدًا من هذه السفن التي تتميز بسرعتها الفائقة ما جعلها تتمتع بشهرة واسعة في عمق البحار بجانب الاعتماد عليها سابقا في المعارك البحرية ورحلات الغوص عن اللؤلؤ والتجارة الساحلية. وإضافة سريعة إلى تاريخ البتيل، يؤكد أنها نموذج من القوارب المصنوعة من الخشب المصفوف مع بعضه بالحبال؛ حيث كان يجوب الخليج العربي منذ الآف السنين، أما آخر نموذج لهذا النوع من البتيل الصغير فصنع في كمزار عام 1970 ورممه عبدالله علي الكمزاري عام 2002 ليعرض في حصن خصب، أمّا النوع الكبير من قوارب البتيل فيسمى السلق ويجوب بالشراع والمجاديف.

وهناك "الماشورة"، والتي ودعت مياه البحار والخلجان منذ عام 1999، وكانت قديما تستخدم كقوارب للسفن الشراعية الضخمة التي كانت تجوب المحيطات مثل البغلة والبوم كما كانت تستخدم كقوارب إنقاذ ووسيلة اتصال في البحار.

وشهدت ولاية دبا ومحافظة مسندم بشكل عام إنشاء القوارب الصغيرة التي تعرف بـ"الزورق"، التي احتضنتها ولاية دبا وخلجان مسندم وما زالت حيث يمكن مشاهدتها في خلجان مسندم حتى يومنا لأنّ الصيادين يفضلون استخدامها لما تتميز به من اتزان وسط الأمواج المتلاطمة.

والبتيل السفن الأشهر في مسندم عامة ومن بينها في دبا لها نظير في منطقة الخليج العربي حيث يحتوي الجزء الخلفي للقارب على زخارف شبيهة بسلسلة من القواقع الصدفية تضم تنويعة من الأنسجة والخرز الملون كما يحتوي على زخارف منقوشة على القضبان المتقاطعة.

وهذه الحرفة محفورة في الذاكرة العمانية وهو ما تجسد في محافظة مسندم التي كانت تقع بمعزل تام عن طرق التجارة البرية وتعيش أنماط الحياة البحرية بسبب تضاريسها الوعرة لذا اعتمد سكانها على البحر للتواصل مع العالم الخارجي، وكان صانعو السفن يصنعون مراكب خشبية لصيد السمك ونقل البضائع والتنقل بين المستوطنات الساحلية واليوم تتخذ هذه السفن جانبًا آخر يكمن في الترويج السياحي للمنطقة والإبحار للجزر البعيدة بين القرى والجزر التي تتمتع بها ولاية دبا الشهيرة.

تعليق عبر الفيس بوك