انطلاق الفعاليات الترويجية للمقومات السياحية للسلطنة في أسبوع كاوس للإبحار الشراعي في بريطانيا

كاوس (بريطانيا)- عادل البلوشي

دشن مشروع عمان للإبحار بالتعاون مع وزارة السياحة، مشاركتها في فعاليات أسبوع كاوس للإبحار الشراعي بالمملكة المتحدة، والذي يُقام خلال الفترة من 8 وحتى 15 أغسطس الجاري، وتأتي مشاركة السلطنة في هذا المهرجان الأشهر على مستوى العالم في مجال الإبحار الشراعي.

وتهدف المشاركة إلى الترويج للسلطنة وإبراز مقوماتها السياحية لكافة الزوار؛ إذ يعد سوق بريطانيا أحد أبرز الأسواق التي تركز وزارة السياحة عليها؛ لجذب العديد من الزوار واستقطابهم لزيارة السلطنة. وشهدت أول ثلاثة أيام من الفعاليات إقبالاً كبيرا من الجمهور البريطاني والأوروبي على الخيمة العمانية؛ للتعرف على المقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة؛ حيث تعرف الزوار واطلعوا على المعروضات التي تمثل عراقة السلطنة وتراثها، واستمعوا إلى شرح من قبل المنظمين حول السلطنة كوجهة سياحية في أقصى الشرق العربي، والتي تنعم برخاء اقتصادي وتنوع سياحي تتميز به، إضافة إلى التاريخ التليد والموروث العريق. وشهدتْ الخيمة العُمانية أمس إقبالاً كبيرا من قبل الزوار من مختلف الجنسيات؛ حيث استمتع الزوار بمشاهدة عرض مرئي عن السياحة في السلطنة، تطرَّق إلى التنوع السياحي والبيئي الذي تتمتع به السلطنة عن غيرها من دول المنطقة، وتحتوي الخيمة على بعض المشغولات الفضية؛ مثل: الخنجر العماني، وبعض الحلي النسائية، واطلع الزوار على الأزياء العمانية النسائية والرجالية المعروضة في إحدى جنباتها، والتي تمثل باختلاف جمال تصميمها محافظات السلطنة وولاياتها، ولم تغِبْ الحنَّاء عن الخيمة العمانية، فقد توشَّحت أيادي كل من النساء والأطفال بنقش الحناء.

الخيمة السياحية

ويتضمن أسبوع كاوس للإبحار الشراعي إقامة خيمة سياحية ينظمها مشروع عمان للإبحار بالتعاون مع وزارة السياحة، حيث تهدف الوزارة من هذه الفعالية بالتحديد إلى الترويج للسلطنة واستقطاب الزوار البريطانيين ومن مختلف الجنسيات للتعرف على أبرز المقومات التي تزخر بها السلطنة، إذا تم عرض مجموعة من الصور المذهلة عن عُمان وتعريف الزوار بالعادات والتقاليد المنتشرة في السلطنة كنقش الحناء، وقامت مجموعة من النساء بتزيين أيادي الزوار من النساء الأجانب بتصاميم متميزة للنقش.

ويعد ركن الضيافة العمانية من أهم الأركان في الخيمة العمانية، حيث يتولى القائمون بالمهرجان توزيع الحلوى والتمر والقهوة إلى كافة زوار المهرجان، إضافة إلى تطييب الزوار بالروائح الذكية ومنها رائحة اللبان التي تنتشر في جميع أركان المهرجان وكذلك ماء الورد، ويحرص العمانيون في الخيمة على تقديم شرح واف ومفصل لكافة الزوار عن الضيافة العمانية وآلية تقديمها وأبرز ما تحتويه ومتى تقدم وفي أي من المناسبات كالأفراح الوطنية والأعراس.

تجربة مثالية

وقالت البريطانية لويس إحدى الزائرات للخيمة العمانية، إنها سعيدة بالمشاركة والتواجد في الخيمة العمانية، معربة عن فخرها بمشاركة السلطنة في مهرجان كاوس للإبحار الشراعي الذي يعد الأقدم على مستوى العالم. وأضافت: "سعيدة للغاية بهذه المشاركة من قبل السلطنة التي تشهد تطورا كبيرا في الإبحار الشراعي، وتعرفت عبر زيارتي لأركان الخيمة العمانية المختلفة على العديد من العادات والتقاليد العمانية الأصيلة، كما تعرفت على ما تزخر به السلطنة من معالم سياحية وأثرية وتراثية مختلفة كما أن السلطنة تتميز بتنوع البيئات الموجودة فيها كالبيئة البحرية والبرية والجبلية ولكل منها تفاصيلها الخاصة". وأضافت: "إن مشاركة السلطنة ممثلة في مشروع عمان للإبحار في هذا المهرجان الأشهر على مستوى العالم، دليل واضح على اهتمام السلطنة بهذه الرياضة، كما أن المشاركة بهذا المهرجان تعد فرصة سانحة للعمانيين لتوجيه رسالة تعريفية لكافة الزوار الأوروبيين ومن مختلف دول العالم لهذا المهرجان وتعريفهم بالسلطنة؛ لأن الكثير منهم قد لا يعرفون المعلومات الأساسية عن السلطنة، كما أن تقديم بعض المنشورات والمطبوعات وعرض بعض التجارب المباشرة بالخيمة سيسهل كثيرا على الزوار في بناء انطباع عام ومباشر عن مقومات السياحة في عمان".

وأشار الزائر كوكتس من بريطانيا إلى أنّه يعرف عن عمان الكثير من المعلومات، قائلا: "أحرص دائما على زيارة مهرجان كاوس للابحار الشراعي بشكل مستمر، وأتابع مشاركة عمان سنوياً في هذا المهرجان". وأضاف أن معرفته عن عمان تتمثل في أنها تملك إرثا ثقافيا وحضاريا يعود إلى آلاف السنين، لافتا إلى أنه قرأ عن عمان كثيرا؛ بحكم العلاقات المتينة التي تربط سلطنة عمان مع المملكة المتحدة.

وأضاف كوكتس: "قرأت قبل فترة طويلة عن الجبال الشاهقة في عمان، وتنوع التضاريس الطبيعية فيها، حيث إنّ هذا التنوع الفريد في التضاريس وتواجدها في البلد الواحد، يجعلها ضمن إحدى الوجهات السياحية الهامة"، وقدم كوكتس إلى الخيمة العمانية بصحبة عائلته، حيث قامت ابنتاه فريا ودينا بتجربة النقش بالحناء وأعربتا عن سعادتهما بهذه التجربة، وأشارتا إلى أنهما اعتادا في كل سنة على الحضور إلى الخيمة العمانية والقيام بهذه التجربة الرائعة، وأشارت فريا إلى أنها تتمنى في يوم من الأيام أن تتعلم طريقة النقش وتنقل هذه الفكرة إلى زميلاتها.

زيارات مستقبلية

وأوضحت الزائرة تشيلسي من بريطانيا أنها تعرفت على الكثير من المعلومات عن السلطنة وباتت ضمن أحد أبرز خططها أن تكون السلطنة ضمن الزيارات المستقبلية، حيث تحرص كثيرا على السفر للدول الآسيوية في إجازاتها السنوية، مضيفة أن الخيمة العمانية في مهرجان كاوس تنوعت بالكثير من الأركان التي كانت تتمحور فكرتها عن تنوع التضاريس الطبيعية كالجبل والبحر والسهل والوادي، لافتة إلى أنها تعشق السفر إلى دولة تتمتع بكل هذه التضاريس وتكتشف الكثير من كنوز الطبيعة فيها، وتطرقت تشيلسي في حديثها إلى أنها قامت بتجربة نقش الحناء، حيث أشارت إلى أنها كانت تجربة مميزة وستنقل الفكرة إلى زميلاتها.

أما زميلتها كاريس فقد أبدت فهي الأخرى إعجابها بما رأته في الخيمة العمانية، مبتدئة تجربتها بأنها تذوقت الضيافة العمانية ممثلة في التمر العماني وتعطرت بروائح البخور واللبان العماني، بعدها تعرفت على العديد من المحميات الطبيعية بالسلطنة كمحمية جزر الديمانيات إضافة إلى الجبال كجبل شمس والذي يعد أحد الارتفاعات الشاهقة في عمان والتجربة الصحراوية في السلطنة ممثلة في رمال الشرقية. وأضافت كاريس أن السلطنة تتميز بالأزياء النسائية التقليدية المميزة؛ حيث تعرفت على العديد من أنواع الأزياء العمانية، وأن هناك أكثر من نوع، وكل نوع خاص يتميز بتفاصيله الخاصة. وأشارت إلى أن الأزياء العمانية يصاحبها ارتداء بعض المقتنيات كالحلي والمجوهرات التقليدية، وذكرت كاريس أنها انتبهت أثناء الزيارة للخيمة العمانية، إلى المندوس، حيث تعرفت على استخدامات المندوس سابقا لدى العمانيين في حفظ مقتنياتهم الثمينة. واختتمت كاريس حديثها بأنها ستزور السلطنة خلال الفترة المقبلة، ومن المحتمل أن يكون ذلك في شهر نوفمبر، حيث الأجواء الباردة في تلك الفترة.

ويشارك مشروع عُمان للإبحار في أسبوع كاوس بالتعاون مع وزارة السياحة؛ من أجل التعريف بالسلطنة، والترويج لها سياحيا، والنهوض بالقطاع السياحي الذي سيُساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني بالإضافة إلى أن عُمان للإبحار تركز على القارة الأوروبية؛ ﻷن بها الأسواق التي تستهدفها وزارة السياحة، ومشاركة المشروع في أسبوع كاوس بشكل سنوي يأتي من أجل تكريس الجهود للوصول للفئة المستهدفة من السياح أضف إلى ذلك أن عمان للإبحار ضمن فعالياتها في الخيمة العمانية تطرح مجموعة من الأسئلة للزوار عبر الأجهزة اللوحية، والفائز سيقضي 6 أيام في السلطنة.. كما أن توقعات المنظمين تشير إلى أن كاوس هذا العام سوف يستقطب نحو 100 ألف زائر حسب الجهات المنظِّمة للفعاليات، وتتواصل مشاركة عُمان للإبحار في هذا المحفل للترويج للسلطنة من خلال المشاركة في الرياضة البحرية والخيمة العمانية.

ويعود تاريخ مهرجان كاوس للإبحار الشراعي إلى أكثر من 180 عامًا؛ حيث بدأت أولى فعالياته عام 1826، كما يعد سباق كاوس واحدًا من أطول السباقات في العالم، وسيتواجد طاقم عُمان للإبحار في الحدث طوال أيام أسبوع كاوس خلال الفترة من 8 وحتى 16 أغسطس كجزء من برنامج الاستضافة مع المملكة المتحدة، ويتواجد فريقان من السلطنة، حيث يتكون الفريق النسائي من البحارة: ابتسام السالمية وتماضر البلوشية وأسماء البطاشية ومروة الخايفية، أما الفريق الرجالي فيتكون من: ياسر الرحبي وفهد الحسني ومحمد المجيني وعبد الرحمن المعشري وسامي الشكيلي.

تعليق عبر الفيس بوك