مقتل 42 شخصا في سلسلة تفجيرات وهجمات بالعاصمة الأفغانية

كابول - رويترز

قتلتْ مَوْجة من الهجمات على الشرطة والجيش الأفغاني ومنشآت لحلف شمال الأطلسي 42 شخصا على الأقل، وأصابت مئات الأشخاص؛ لتبدِّد الآمال في أن متمردي حركة طالبان قد ضعفوا نتيجة صراع على الزعامة بعد إعلان وفاة زعيمهم.

وهجمات أمس الأول -التي شملت تفجير شاحنة ضخمة ملغومة في منطقة كثيفة السكان، وهجوما انتحاريا على أكاديمية للشرطة- كانت من أخطر الهجمات منذ شهور، والأولى في كابول منذ تولى زعيم جديد قيادة طالبان الأسبوع الماضي.وتمثل الهجمات ضربة أخرى لعملية سلام عقدت أول اجتماعاتها في يوليو لكنها توقفت الأسبوع الماضي.

وكثيرا ما تستهدف طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة كابول في محاولة لزعزعة استقرار حكومة الرئيس أشرف عبد الغني الهشة على الرغم من أن الهجمات الأخيرة كانت كبيرة على نحو غير معتاد.ومثل هذه الهجمات المعقدة والمنسقة تشير إلى وجود رسالة من طالبان لاسيما في وقت حساس بعدما كشفت الأسبوع الماضي عن وفاة الملا محمد عمر والنزاع على القيادة فيما بعد.وقال توماس روتيج من شبكة محللي أفغانستان "السؤال هو... من يبعث الرسالة؟".

وطالبان في خضم النزاع على القيادة بعد تعيين الملا أختر منصور زعيما جديدا للحركة الأسبوع الماضي. وكان ينظر إلى منصور في السابق على أنه منفتح على محادثات السلام، لكنه تعهد بمواصلة التمرد الذي أسفر عن مقتل وإصابة آلاف هذا العام.وقال روتيج إن منصور قد يكون يبعث بأحدث هجمات كابول رسالة عزيمة إلى أعضاء طالبان الصغار وإلى الحكومة الأفغانية.

ومن ناحية أخرى، تسعى فصائل طالبان -التي تعارض قيادة منصور- إلى وأد أي أمل في إجراء محادثات في المستقبل من خلال إطلاق موجتهم الخاصة من أعمال العنف.وقال روتيج: "كان أمل البعض أن يضع موت الملا عمر حركة طالبان في حالة من التشتت وربما يؤدي إلى ضعفها... أعتقد أن هذا يفرط قليلا في التفاؤل."وأعلن متحدث باسم طالبان مسؤولية الحركة عن الهجوم على أكاديمية الشرطة في كابول.

وقال مسوؤل بالشرطة: "كان المفجر يرتدي زي الشرطة وفجر المواد الناسفة بين الطلاب العائدين لتوهم من العطلة."وذكر مسؤول بالشرطة الأفغانية أنَّ 26 طالبا على الأقل لقوا حتفهم بينما أصيب 28 آخرون في أكاديمية الشرطة.وقال الكولونيل بريان تريباس المتحدث باسم مهمة حلف الأطلسي في أفغانستان إن أحد أعضاء قوة الحلف المتبقية في أفغانستان قتل في معركة اثناء الليل في معسكر انتجريتي وهي قاعدة قرب مطار كابول.

وهذا ثاني قتيل للقوات الدولية في أفغانستان هذا العام بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد في نهاية عام 2014 بعد 13 عاما من تدخل عسكري بدعم الولايات المتحدة لاسقاط نظام طالبان.ولم يكشف الحلف عن جنسية القتيل. وتصاعدت الحرب الأفغانية بين قوات الحكومة التي يدعمها الغرب وبين طالبان منذ أن انتهت المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي العام الماضي وانسحاب معظم القوات الاجنبية.ووفقا للأمم المتحدة فإن خمسة آلاف مدني تقريبا سقطوا بين قتيل وجريح في الاشهر الستة الأولى من 2015 نتيجة للصراع.

تعليق عبر الفيس بوك