مشاهدون: المسلسلات الهندية والكورية والتركية تخطف الأضواء من الدراما العمانية محليًا

قال عدد من مشاهدي المسلسلات العمانية والعربية والأجنبية إنّ الدراما العمانية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب الذي يجذب إليها المشاهدين محليا وعربيا، وأكدوا أنّهم "يدمنون" متابعة الكثير من المسلسلات التركية والكورية والهندية نظرًا لجودة الإخراج والإبهار في الصورة واتقان الممثلين لأدوارهم وهو ما تفتقر إليه الكثير من الأعمال المحلية. وأضافوا أنّهم يطمحون إلى إنتاج مسلسلات محلية ذات جودة فنية عالية، متسائلين عن دور القطاع الخاص في ذلك المجال الدرامي. وأشار عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم إلى أنّالمجال أمام تطوير قطاع الدراما العمانية لا يزال مفتوحا، حيث إنّالمواهب الشابة قادرة على إحداث التغيير في هذا القطاع، خاصة وأنّ الشركات الصغيرة المعنية بالمجال الفني مثل التصوير والمونتاج يديرها الشباب بأنفسهم.

الرؤية - سعاد الوهيبية

وقالت بشرى المنذريةإنّ أكثر المسلسلات التي تجذبها وتدمن على مشاهدتها هي المسلسلات الكورية؛ إذ تحرص يوميا على متابعة أغلب الحلقات عبر اليوتيوب، دون أن تنتظر عرض الحلقات على التلفاز، خاصة وأنّ المسلسل الذي تتابعه غالبًا ما يتوافق مع فترات الدراسة في الجامعة؛ وهو ما يصعب عليها متابعة كافة الحلقات عبر التلفاز، واليوتيوب هو الملجأ.

وأضافت المنذرية أنّ أكثر ما يجذبها في المسلسلات الكورية هي القصة التي تدور حولها حلقات المسلسل والغموض في بعض المشاهد، كما أنّها تجمع ما بين الكوميديا والتراجيديا في المشهد الواحد أحيانًا، إلى جانب قدرة الممثلين على التأثير في المشاهد، من خلال الإيماءات التي يقومون بها لتجسيد المشهد، وتسلسل الأحداث، والإخراج الجيد.

أمّا عزة الحسيني فتفضل متابعة المسلسلات التاريخية مثل مسلسل "عمر" و"الزير سالم" وغيرها من المسلسلات التاريخية؛ وتبرر تفضيلها لهذا النوع بقولها إن هذه المسلسلات تعرض للمشاهد حقبة من الزمن لم يعشها، كما أنها توفر مقارنة واقعية، وتكون فيها أحيانا إسقاطات تغذي مداركنا ومخزوننا المعلوماتي.

وقال نصر المحاربي: أفضل مشاهدة المسلسلات التارخية مثل مسلسل "عمان في التاريخ" الذي عرض أكثر من مرة على الشاشة المحليّة، وتفضيلي لهذا المسلسل والمسلسلات المشابهة له بسبب قربها من محاكاة تاريخ الدول وعراقتها. أمّا شهلاء الوهيبية فتقول: أفضل متابعة المسلسلات الهندية التي تعرضها قناة "أم بي سي بوليود"، والسبب يعود إلى تكاتف طاقم العمل ورغبتهم الصادقة في إنتاج الأفضل؛ وهو ما يظهر من خلال الحبكة البسيطة التي تدور حولها الأحداث، والتسلسل المتزن للمشاهد، وإتقان الممثلين لأدوارهم، وجودة الصورة والصوت. كما أن المتابع للمسلسل يدخل في جو من الاندماج كلما تتابعت الأحداث، حتى أشعر بالخيبة كلما اقتربت الحلقة من النهاية، وكلي لهفة لمتابعة تفاصيل الحلقات المقبلة، فأجدني ألجأ أحيانا لمتابعتها عبر اليوتيوب.

وأضافت الوهيبية أنّ حقل الإنتاج الفني الهندي له القدرة على جذب أكبر عدد من المتابعين، كونه يعرض المشاهد بدقة في الطرح، كما يختار قصة تلامس الواقع وتحرك المشاعر، إضافة إلى اهتمام المخرجين بأدق تفاصيل المشهد، والجودة التي تخرج بها "بوليود" مسلسلاتها، وحرصها الشديد على جذب أكبر قدر من المتابعين من خلال الترويج عنها بشكل مكثف؛ حتى وصلت إلى مستوى النجومية بحرفة وتميز نجومها الكبار، الذين أصبح لهم صيتا وسمعة تدفع المشاهد على المتابعة.

وتفضل عايشة الكندية متابعة المسلسلات الأمريكية مثل مسلسل House، الذي يعرض على شاشة "أم بي سي 4"، وتبرر ذلك بقولها: أستمتع بهذا المسلسل كون أحد أبطاله من الممثلين المفضلين لدي، كما أن أحداث المسلسل تدور في إحدى المستشفيات ويتناول موضعات طبية عن الأمراض، لذا فإنني أجد المتعة والترفيه والتثقيف في نفس الوقت، إذ أنّ المشاهد توصل المعلومات الطبية التي يستصعب فهم تفاصيلها أحيانا بطريقة سهلة وبعيدة كل البعد عن التعقيد". ويفضل أحمد الصباري مشاهدة المسلسلات الإنجليزية والأمريكية، مبررًا ذلك بقوله إن القصص التي تعرضها هذه المسلسلات تكون دائما قصصًا واقعية قريبة للحياة المعاشة، كما أنّ طاقم العمل ككل يهتم بأدق التفاصيل، وهذا ما يجعلها تحظى باهتمام فني كبير.

ويضع الصباري المسلسلات العمانية في الكفة الأخرى من الميزان، ليقارنها بالمسلسلات التي يتابعها، وعن ذلك يقول: الدراما العمانية مستواها عادي، وغير منافسة للمسلسلات التي تعرض في القنوات الأخرى، إذ لا نجد أي تميز وأي جديد في عرضها.

وتوافقه بتول اللواتي الرأي بقولها إنّ المسلسلات العمانية تفتقد إلى الحبكة، كما أنّ الممثلين غير محترفين، لذا نجد الاستعانة ببعض المذيعين المشهورين في البلد، وهذا ما يجعل الشاشة تفتقر إلى الوجوه الجديدة للمثلين ذوي الحرفة، ناهيك عن هجرة البعض منهم للدول المجاورة؛ ليجد متسعا من المساحة وفرصة لإبراز نفسه. ولا ننسى الإنتاج والإخراج التي لا تصل إلى المستوى العالي من الجودة".

وترجع اللواتية أسباب التراجع إلى اعتماد القطاع الدرامي في السلطنة على القطاع الحكومي، وتجاهل القطاع الخاص هذا المجال، مشيرة إلى أن تكاتف الجهتين قد يسهم في تطوير المجال.

ويقول محمد الإسماعيلي إن المسلسلات العمانية بحاجة لدفعة قوية وجرعات مكثفة لتبلغ أشدها، ويصلح عودها ونبتها، فتصبح بعدها قادرة على منافسة السوق الدرامي الذي يصل المشاهد العماني من الخارج.

أمّا حبيبة الوهيبية فتقول إنّ الجو العام للمسلسلات العمانية تتسم بالهدوء والقصص الحزينة، وهذا ما يبعد المتابع العماني عن متابعةالمسلسل، كما أنّ اللهجات التي يتحدث بها الممثلون لا تقترب كثيرًا للهجة العمانية البحتة، لكن في المقابل نجد تطورًا ملحوظا في مقدمة الشارة من حيث الجرافيك المستخدم والتصوير والمؤثرات المستخدمة.

ويقول محمد الصبحي إنّتقييم المسلسلات يتوقف على العديد من الجوانب والمقاييس، ومن ذلك تقييم المسلسل من النواحي الإخراجية والفنية، مثل النص والحوار والفكرة والرسالة، إضافة إلى مدى قربه للمواقع المعاش. وإذا ما جئنا إلى المسلسلات العمانية نجدها تحتوي على بعض الأشياء وتفتقر في الجانب الآخر للعديد من الأشياء؛ فمسلسل مثل "داريش" و"انكسار الصمت" و"ربشة" نجدها تحتوي على فنيات جيدة إلى حد كبير، ولكن الفكرة قد تفتقر لقربها من الواقع كونها تتجه المبالغة. وفي المقابل نجد أنّ الممثل العماني لم يعط الفرصة، أو قد تعطى لغير الأحق بها.

ويضيف أنّ الإخراج له دور كبير في ظهور المسلسلات بهذه الطريقة التي لا تمت للواقع بشيء كون غالبية المخرجين هم في الأساس مخرجين مسرحيين ليس لهم في الدراما سابق خبرة، لذا فنرى المسلسلات تقترب للجو المسرحي أكثر من كونها دراما.

تعليق عبر الفيس بوك