عين الكسفة بالرستاق استجمام واستشفاء وسياحة

الرستاق ـ طالب المقبالي

تزخر ولاية الرستاق بالعديد من الأماكن والمواقع السياحية الجميلة، من بينها عين الكسفة وشلالات الحوقين، بالإضافة إلى الأودية الجميلة التي تتوافر بها ينابيع المياه والأفلاج.

وتعتبر عين الكسفة واحد من مصادر المياه في منطقة عيني والذي ينبع منها فلج الحمام الشهير الذي يروي سكان المنطقة والمناطق المجاورة منذ قديم الزمان، وقد أكد وكيل فلج الحمام شيخان بن حميد الرمحي أنّ لعين الكسفة قصة متواترة عن الآباء والأجداد، تقول إنّه عندما قدم محمد نور - محمد بور بحسب تسمية العمانيين له - عاث في عمان وقام بهدم الأفلاج فكان لعين الكسفة نصيب من هذا العبث حيث أقدم على ردم العين القديمة باستخدام الأشواك وصوف الماعز فانفجرت وبقدرة رب العالمين في مكان مجاور لها وهو الموقع الحالي للعين وأصبح للفلج رافدان حيث ظلت العين القديمة تخرج الماء وبكمية قليلة. وتعالج مياه العين بعض الأمراض لا سيما الأمراض المرتبطة بالأعصاب وآلام المفاصل. مما جعل الأفواج السياحية تفد إليها خاصة أيام الإجازات من أجل الاستجمام والاستشفاء في آن واحد. ويشتكي بعض المواطنين من وجود تجاوزات يقوم بها بعض السياح وأنهم لا يأبهون بأهمية هذا المكان والمياه الطبيعية وكذلك القيم والمبادئ، حيث لا يلزم السياح باللباس المحتشم خاصة فئة النساء، مع استخدام المنظفات الصناعية أثناء الاستحمام وكذلك قيام البعض بغسل المفروشات من الفلج وقيام بعض الشباب بغسل سياراتهم من ماء الفلج، هذا فضلاً عن الفوضى التي تحدث أثناء مرور بعض الشباب مع العلم بأن عين الكسفة تحدها مناطق سكنية ومساجد ومقبرة ومغسلة للأموات، كما أنّ الاستحمام في العين مُباشرة قد يؤدي إلى تلويثها ويسبب حالة من الإغماء والتقيؤ. كما أنه يضر بمياه العين التي يحتاج إليها الناس للشرب خاصة مع حدوث أزمات في مياه الشرب في كثير من الأوقات.

ولحل هذه الإشكالات طالبنا معالي وزير السياحة بتوفير شرطة السياحة في المواقع السياحية عامة، وكذلك توفير مرشدين سياحيين تكون لديهم صفة الضبطية القضائية حيث إنّه في السابق كانت توجد وظيفة مراقبة أفلاج تتبع وزارة البلديات وتوظف النساء فيها وكان لهن دور ريادي في المراقبة والتوعية، كما أن سعادة الوالي أصدر قرارا بتوظيف من يقوم بالمتابعة والتوعية إلا أن ذلك لم يثمر، وأيضاً عمل لافتات إرشادية بأكثر من لغة تبين للسائح ما عليه القيام به أو ما عليه تفاديه عند زيارته لعين الكسفة، كذلك عمل سياج حول العين ذي طابع حضاري يمنع العابثين من السباحة في العين بشكل مباشر. أما بالنسبة للمشروع السياحي المقام في المنطقة فإن الأهالي طالبوا سابقا بتحويله إلى منشأة أخرى تخدم السائح مثل غرف أو استراحات. وحفاظاً على هذا المكان التاريخي والطبيعي قام الأهالي بتنظيم مناوبة يومية تطوعية ومستمرة منذ أربع سنوات بهدف التوعية وحل المشكلات التي تحدث في محيط العين، وكذلك إغلاق المسابح عند الساعة التاسعة مساءً بناءً على قرار مكتب سعادة الوالي.

ويقول عبد الله بن سالم الخاطري من سكان المنطقة تعتبر السياحة موردًا من الموارد الحيوية في البلاد وهناك توجه حكومي لجعل السياحة من مصادر الدخل الأساسية للدولة وهذا يظهر جلياً من خلال الأعمال والإنشاءات السياحية. ولتحقيق ذلك لابد من مراجعة بعض القوانين ذات العلاقة كما أنّه على الجهات التشريعية في البلاد الإسراع إلى صياغة قانون شامل متكامل يختص بالنشاط السياحي ليكون مرجعًا يمكن الاعتماد عليه. سواء عند عمل الإنشاءات السياحية أو فيما يختص بالعلاقة بين المجتمع المحلي والمنشأة السياحية وكذلك فيما يختص بغرس قيم السياحة الفاضلة.

تعليق عبر الفيس بوك