البريمي - رياض السيابي

قالت وفاء بنت سالم الشامسية صاحبة المشروع التطوعي "نشر الوعي المروري لدى العمالة الوافدة" بولاية البريمي إن جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي دليل على اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بالعمل التطوعي، ورغبته في أن يكون المجتمع مبنياً على أساس التكافل والتعاون الاجتماعي، وهو ما تسعى الجائزة إلى ترسيخه في نفوس الشباب، وتقنين العمل بحيث يكون منطلقا على أسس منهجية واضحة وعملية تسهم في الارتقاء بهذا الجانب، ولا تكون بمثابة أعمال عشوائية لا فائدة منها.

وأضافت أن الفرق التطوعية الشبابية باتت أكثر نضجا وخبرة بعد تدشين جائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي على مدار ثلاث دورات، كما أصبحت ذات ديمومة وفاعلية تجاه مختلف شرائح المجتمع، وهناك تنافس جاد وواضح من قبل الجميع في الابتكار والإبداع في نوعية المشاريع المطروحة إضافة إلى تركيز المشروع على هدف يتعلق بزيادة عدد المستفيدين منه، لذلك فإن الجائزة تعد حافزا ودافعا إيجابيا لتبني الشباب مشاريع تطوعية، ووضع خطط وأهداف واضحة ومقننة، كما فعّلت الجائزة مهارتا التخطيط والتنظيم لدى الشباب، وأكسبتهم الخبرة في تنويع آليات التنفيذ لأي مشروع تطوعي.

وفيما يتعلق بمشروع "نشر الوعي المروري لدى العمالة الوافدة" قالت الشامسية إن المشاريع المتقدمة لجائزة السلطان قابوس للعمل التطوعي في دورتها الثالثة عام 2013م، ويعد أول مبادرة موجهة نحو العمالة الوافدة المقيمة في محافظة البريمي من مختلف الجنسيات لبث الوعي المروري لديهم، وتمكينهم فيما يتعلق بالإسعافات الأولية، من خلال توزيع النشرات والمطبوعات على 300 عامل و100 محل تجاري، وعقد حلقات العمل التدريبية ل70 مشاركا في الإسعافات الأولية وإدارة الأزمات أثناء الحوادث المرورية بلغتهم الأم، وتوزيع السترات الفسفورية على 60 عاملا في مجال توصيل الطلبات من المقاهي والمطاعم، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الوحدات الحكومية كمكتب محافظ البريمي، ومكتب والي البريمي، ودائرة التنمية الاجتماعية بولاية البريمي، وبلدية البريمي، وإدارة الخدمات الصحية، وإدارة مرور البريمي.

ويهدف المشروع إلى استمرارية تأهيل الأجانب في هذا المجال، وتغطية المحافظة بأكملها من حيث توزيع السترات الفسفورية على كافة العاملين في المهن التي تتطلب تنقلهم في الشوارع، إلى جانب إيجاد تشريع يلزم أصحاب المطاعم والمقاهي بتوفير السترات الفسفورية والخوذات لعمال توصيل الطلبات الخارجية، إضافة إلى الدراجات الهوائية التي لا بد أن تراعي قوانين الأمن والسلامة وتقلل من نسبة الحوادث وحالات الدهس. واستعرضت الشامسية الأهداف العامة للمشروع ومنها نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع المدني عمومًا، وثقافة الوعي المروري عند المقيمين من الأجانب والوافدين، وتحقيق التكافل والتكامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتعميق مفاهيم الإسلام في الحث على أعمال الخير والبر، وبناء قاعدة متينة من الشباب المتطوع يعتمد عليهم مستقبلاً في تحقيق احتياجات المجتمع، وبث روح الوعي والانتماء بين المواطن والمقيم من خلال الأنشطة التطوعية مما يؤصل التلاحم والترابط بين كافة طبقات المجتمع، كما يهدف إلى القضاء على أوقات الفراغ التي يُعاني منها الشباب بما توفره لهم الأنشطة التطوعية من برامج تشغل وقت فراغهم، وتوفير خدمات قد يصعب على الإدارة الحكومية تقديمها لما تتسم به الأجهزة التطوعية من مرونة، وغرس الوئام والمحبة في المجتمع، إضافة إلى خلق نوع من التكامل مع الخدمات الحكومية الموجودة في المجتمع، والسعي إلى تخطي الحواجز السلبية والانعزالية في المجتمع، وتعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها وتحديد مسارها الصحيح نحو عمل اجتماعي، وتقليل وتخفيف المشكلات التي تواجه المجتمع، إلى جانب تنمية روح المشاركة في المجتمع ومواجهة السلبية واللامبالاة .

وواجه المشروع في بدايته بعض التحديات مثل ضعف الدعم المالي، وقلة عدد المتطوعين، وغياب التغطية الإعلامية، وعدم تعاون بعض الجهات مع المشروع بما يضمن تحقيق الأهداف، وبهدف تذليل هذه الصعوبات قالت الشامسية إن المشروع يهدف إلى نشر الوعي بأهمية العمل التطوعي من خلال كافة وسائل الإعلام، والتعاون مع بعض الجهات التي سهلت المهام كمكتب المحافظ، ومكتب الوالي ولجنة السلامة المرورية بالولاية، والاعتماد على الجهود الذاتية والمالية للمتطوعين، ووفق ما يتوفر من مواد وأدوات لتحقيق الهدف من المشروع، والاستعانة بجهود المتطوعين المختصين في الجوانب الفنية وإعداد صفحة تعريفية بالمشروع في الفيس بوك والاستفادة من المنتديات المحلية، والتواصل مع مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والعمل على استقطاب العناصر ذات التأثير المباشر والإيجابي على المجتمع كأعضاء مجلس الشورى، وأعضاء المجلس البلدي.