إشادات واسعة بدور المراكز الصيفية في تأهيل وتثقيف الشباب وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات

عبدالله العبري: الطلاب يتلقون شتى علوم الدين إلى جانب الأنشطة والفعاليات المصاحبة

أيمن العبري: المراكز تحظى بإقبال طلابي لافت بفضل النجاح الذي حققته السنوات الماضية

أحمد الناعبي: تزامن الأنشطة مع العطلة الصيفية يزيد من أهميتها في استثمار أوقات الفراغ

خميس الصبحي: فائدة المراكز لا تقتصر على الطالب.. وتتعداه إلى المعلم والأسرة والمجتمع

أحمد العبري: الكثير من أنشطة المراكز الصيفية يناسب الطلاب فقط دون الطالبات

ناصر الصبحي: الفعاليات الصيفية تدرب الطلاب على العمل الجماعي وحب الخير للآخرين

أكَّد عددٌ من المعلِّمين والطلاب على أهمية المراكز الصيفية، ودورها في تأهيل جيل متعلم وواع، ليس فقط في الجانب الديني، بل في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والعلمية والرياضية، واستغلال أوقات الطلاب في فترة الإجازة الصيفية، وملئها بما هو نافع.. وأشاد عددٌ مِمَّن استطلعتْ "الرؤية" آراءهم بجهود وزارة التربية والتعليم في دعم والإشراف على سير العمل بتلك المراكز. وناشدوا مؤسسات القطاع الخاص المساهمة في تمويل أنشطة تلك المراكز لتعم الفائدة على مختلف فئات المجتمع.

وقال الدكتور عبدالله بن مبارك العبري رئيس مركز الإمام أبي سعيد الكدمي لتعليم القرآن الكريم وعلومه -تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية- إنَّ الطلاب يتلقون شتى علوم الدين من نحو وفقه وعقيدة وتجويد، إضافة إلى الأنشطة والفعاليات المصاحبة طيلة فترة المركز، والتي تمتدُّ حتى نهاية الإجازة الصيفية، وقد تأسَّس المركز بمبادرات أهلية ومجموعة من الشباب عام 1433هـ الموافق 2012م، ويستقبل المركز سنويًّا أكثر من 40 طالبا بعد فرزهم في مقابلات من أنهى الصف الثامن أو التاسع.

مسقط - أحمد الشماخي

وأكَّد الدكتور عبدالله العبري على أهمية المركز في الولاية ودوره في خدمه طلاب العلم، وفي استغلال الطلاب فرصة وجودهم وتفرغهم للاستفادة من المركز؛ حيث تساهم المراكز الصيفية في ملء فراغ الشباب بالنافع والمفيد؛ فيمارسوا هواياتهم ويتعلموا ما يهمهم من أمور دينهم، كما تغرس فيهم المواطنة الصالحة والأخلاق النبيلة والاعتماد على النفس، وكذلك ممارسة العمل الجماعي. ومن بَيْن المواضيع التي يهتمُّ بها المركز الصيفي تعليمهم ما يهمهم من أمور دينهم واكتساب الأخلاق النبيلة والقيم الإسلامية، وكذلك تدريبهم على الكثير من مهارات الحياة، والاهتمام من قبل الطلاب بعد المدارس غالبا ما يكون ضعيفا، ولكن تنويع مصادر المعرفة؛ ولذلك فإنَّ تجهيز وسائل الترفيه والتسليه يخرجهم من روتين الدراسة إلى التعلم بمرح ومتعة.

3 مستويات للدراسة

وذكر الدكتور العبري أنَّ الطلاب يقسَّمون إلى ثلاثة مستويات يدرسون الفقه والعقيدة والنحو والتجويد في الفترة الصباحية، وفي المساء ينتقلون إلى الأنشطة والفعاليات المتنوعة، إضافة إلى الدرس العلمي بعد صلاة المغرب، كما يشمل المركز العديد من البرامج الترفيهية مثل كرة القدم والطائرة والسلة والسهم ورمي الجلة وتنس الطاولة والبلياردو، والعديد من الألعاب التي تنمي قدرات الطالب.

وأضاف الدكتور بأنَّ المركز طيلة فترة الإجازة الصيفية ينقل الطلاب إلى برنامج تواصل، وهو عبارة عن برنامج مصغَّر يستمر فيه المركز مع الطلاب طيلة العام الدراسي، وهو برنامج خاص عبارة عن لقاء مع الطلاب في الفترة المسائية خلال أيام الأسبوع، تصحبه بعض البرامج والأنشطة ومتابعة الطلاب في حفظ القرآن الكريم والمتون الشعرية وكذلك إقامة فعاليات ومناشط لأي مناسبة يمر بها الطلاب، وكذلك رحلات زيارة العلماء وملتقيات عامة خلال إجازة نصف العام.

وقال العبري إنَّ المركزَ يستقبل الطلاب مجَّانا، ويعتمد على التبرعات والمساهمات الخيرية من أولياء الأمور والشركات وأصحاب الأيادي السخية، ويقوم بالتدريس معلمون أكفاء ذوو خبرة واسعة في مجال التدريس؛ منهم: خريجو كلية العلوم الشرعية، كما يشرف على المركز مجموعة من شباب الولاية في متابعة البناء والصيانة وتطوير المنهج ومخاطبة المؤسسات في التبرع لتغطية مصاريف المركز.

أمَّا أيمن بن غانم العبري، فقال: إنَّ أهمية المراكز الصيفية ترجع إلى أن الطالب يتعلم فيها أمور دينه وما شرعه الله تعالى للناس في كتابه وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومنها: حفظ كتاب الله وتعلم الطريقة الصحيحة لتلاوته ومعرفة أسباب النزول...وغيرها، إلى جانب تعلم سيرة المصطفى وتعلم العقيدة الصحيحة...وغيرها من أمور الدين، وتسير المراكز الصيفية وفق خطط مدروسة ومعدة من قبل مختصون.

وأضاف بأنَّ من أهم المواضيع التي يهتم المركز الصيفي بتلقينها للطلاب: تعلُّم كتاب الله تعالى وحفظه ومعرفة أحكام التجويد امتثالا لقول النبي (ص) "تعلموا القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يُتعلم"، وحياته (ص) حتى يقتدي به الناس في حياتهم وكيفية أداء الصلاة بطريقتها الصحيحة. ومعرفة باقي أركان الإسلام وتعلم الأخلاق والآداب التي حث عليها الشرع الحنيف...وغيرها من أمور الدين.

إقبال طلابي لافت

وقال العبري إنَّه يُلاحظ اهتمامَ الطلاب بالالتحاق بالمراكز الصيفية، وبفضل الله في الأعوام الاخيرة رأينا الاهتمام الكبير من الطلاب للالتحاق بالمراكز الصيفية، كما لاحظنا اهتمام أولياء الأمور بدعم المراكز الصيفية وتشجيع أولادهم على الالتحاق بها. وأضاف بأنَّ المراكز الصيفية هي امتداد للعام الدراسي للطلاب الدارسين في المدارس الحكومية، ويجب الاهتمام بها وتشجيعهم على الالتحاق بها؛ لما لها من دور كبير في تعليم أحكام شرع الله تعالى وتعلم أخلاق الدين العظيم الذي جاء به النبي (ص)؛ ففيها يتعلم كتاب الله حفظا وتلاوتا وتجويدا، ويتعلم فيها سيرة المصطفى، والكثير من أمور الخير التي تنفع الإنسان في دينه ودنياه وآخرته.

وقال أحمد بن سالم الناعبي: إنَّ المراكز الصيفية تضم الشباب وتجمعهم على الخير وتؤصل فيهم تلك الحقبة التأريخية التي مرت على الآباء والاجداد عندما كانوا يتحلقون لطلب العلم في مرحلة التعليم عن طريق الكتاتيب قبل المدراس المنتظمة.

وأكد على أهمية المراكز الصيفية.. وقال إنَّها تتزامن مع العطلة بين الفصول الدراسية، وهي فرصة سانحة للمصلحين في المجتمع لتوجيه الطلاب واستغلال قدراتهم للنهوض بوطنهم وأمتهم. وعليه، فإنَّ المراكز الصيفية تقدم للطلاب المهارات لإعدادهم كطلاب علم، يربطون ليلهم بنهارهم من أجل تحصيله والتفوق فيه. كما تهتم المراكز الصيفية بتزكية الطلاب نحو الفضيلة، وتعليمهم التحلي والتخلي، التحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن مساوئها، أن يكونوا أفرادا مخلصين لوطنهم، واعيين بأهمية الدور الذي عوّل عليهم باني النهضة صاحب الجلالة.

وأشار إلى أنَّ استفادة الطلاب من المركز الصيفي تأتي على عامليْن بالغيِّ الأهمية؛ الأول: مدى دافعية الطلاب أنفسهم لتطوير مهاراتهم، ويأتي غرس هذه الدافعية بوسائل مختلفة نذكر منها باختصار أنَّ ذواتهم قابلة لاستعاب مزيدٍ من المهارات، وأنَّ الناجحين فيمن حولهم لم يتميَّزوا إلا ببذل جهد أكبر. والأخير بالمدرس؛ فالمدرس عليه إكساب كل طالب لديه بما يثير اهتمامه ويصقل موهبته، وأن ينظر لطلابه على أنهم مكامن لطاقات جبارة قادرة على أن تتميز في أحد المجالات؛ وبالتالي يكملون بعضهم البعض.

وشكر الناعبي أولياء الأمور على دعمهم للمراكز الصيفية؛ من خلال حث أبنائهم لملازمة المراكز الصيفية.. وعن الطلاب، قال: نحفِّزهم للحضور عن طريق الرحلات والجوائز التشجيعية واستراحات بين أيام الأسبوع للقصص والمسابقات الثقافية.

استفادة جماعية

وقال خميس بن مرهون الصبحي -إمام جامع الصديق بولاية الحمراء- إنَّ أهمية المراكز لا تقتصر على الطالب وحسب، بل تتعدى إلى المعلم والأسرة والمجتمع والوطن والأمة الإسلامية؛ حيث إنَّ ما تبثه هذه المراكز من خير ينال الجميع -بإذن الله- فإقامتها حفظ لأوقات الطلاب والطالبات من ضياع وهدر لطاقاتهم.

وقال خميس الصبحي: إنَّ المراكز تهتم بالبرامج المعدة من قبل إدارة المركز أو المعلم الذي يقوم على المركز من ناحية تنفيذها ووقتها وتأثيرها على الطلاب، وأهم ما ترتكز عليه المراكز إخلاص القائمين عليها والمادة العلمية المهمة التي تخدم الطالب، والمركز يهتم بجوانب كثيرة يلقنها للطلاب خلال تواجدهم في المركز؛ وذلك من خلال حفظ ما تيسَّر من القرآن، وعلم التجويد، وحفظ ما تيسَّر من الأحاديث التي يتم شرحها وغرس القيم والأخلاق في نفوس الطلاب، وقصص الأنبياء والرسل والصحابة والصالحين، وحث الطلاب على الاقتداء بهم، وغرس العقيدة التي تربط الطالب بربه والمصير الذي لابد أن يؤمن به ويسعى إليه، والفقه الذي يجعل الطالب يعبد ربه على بصيرة من دينه ويجنبه الوقوع في المحظورات والمخالفات الشرعية.

وأضاف الصبحي بأنَّ الأنشطة التي تُقام في المراكز تؤدي غرضها وتحقق بعض أهدافها، وإن كنتُ أراها غير كافية لصقل المواهب وتطوير مهارات الطلاب؛ ذلك أنَّ المكان واللوازم لإقامتها، والوقت الذي تنفَّذ فيه كلها عوامل تعيق تحقيق تطوير مهارات الطلاب. وعن اهتمام الطلاب بالمراكز، أراهم مقبلين عليها ولله الحمد ولو تخلف البعض. وأما أولياء الأمور فأقدم لهم جُلَّ التقدير والاحترام والشكر الجزيل؛ فقد أحسنوا الظن بالقائمين على المراكز فدفعوا بأبنائهم، وهذا أكبر داعم منهم. أما الدعم المادي، فجزاهم الله خيرا على ما يبذلونه من أجل المراكز. وعلى الآباء والقائمين على المراكز التكاتف لإنجاح هذه المراكز، وأوجِّه خطابي إلى المؤسسات والشركات أن تهب لهذه المراكز بعضا من خيرها؛ فالمراكز تحتاج لتطوير مستمر وتحتاج لأنشطة كثيرة، وتحتاج لدعم مادي مستمر ونداء إلى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تقوم بدورها أكثر وأكبر مما هو عليه الآن. وهذه السنة، جزى الله خيرا الوزارة فقد فتحت مركزين في كل ولاية للذكور والإناث، ولكن العدد محدود. فليت الوزارة تخصص نصيبا كبيرا من المال لدعم أنشطة المراكز، وهذه دعوة للمؤسسات الحكومية الأخرى أن تتعاون مع وزارة الأوقاف لدعم واحتضان هذه المراكز كوزارة التربية ووزارة التراث والثقافة...وغيرها. وأتمنى من المجتمع أن يجعل وقفا خاصا لكل مركز يغنيه عن السؤال وينقص كثير من المراكز المنهج المستمر والرؤية المستقبلية وكما تعاني المراكز من شح المدرسين في بعض الأحيان.

استثمار أوقات الفراغ

وعلى جانب آخر، قال الطالب أحمد بن سيف بن زاهر العبري -أحد رواد المراكز الصيفية- إن المراكز تعدُّ مواقع مناسبة للتربية والتعليم، كما أنَّها من أفضل الأماكن التي يمكن أن يستغل الأولاد -ذكورا أو إناثا- فيها أوقاتهم خصوصا في فترة الصيف؛ حيث إنَّ كثيرًا من طلاب المدارس يكونون في إجازة مفتوحة؛ وبالتالي يعانون من ضياع أوقات الفراغ؛ فتأتي المراكز الصيفية لتحول هذا الفراغ إلى تعلم وعطاء ينهلون من خلالها مختلف العلوم ويكتسبون مختلف المهارات.

وأضاف بأنَّ الاستفادة التي تلقاها من المركز الصيفي تعتمد على أمرين؛ الأول: متعلق بالمراكز نفسها وما تقدمه للطالب وما أعدت له من مناهج وبرامج وأنشطة، والثاني: متعلق بالطالب ومدى رغبته في التعلم والاستفادة من البرامج التي تطرحها هذه المراكز. ومن أهم المواضيع التي نتعلمها: القرآن الكريم وعلومه، والعقيدة والفقه والنحو والسيرة النبوية والحاسوب واللغة الإنجليزية.. وقال: إنَّ معظم المراكز الصيفية تركز على الطلاب فقط دون الطالبات، مع أن كلا الجنسين محتاج لهذه المراكز. وكذلك، فإنَّ المركز النموذجي هو الذي لا يكون لفترة معينة فقط، بل يتواصل إلى طوال العام وعلى ارتباط دائم بالطلاب.

وقال الطالب سالم بن ناصر الصبحي: إنَّ المراكز الصيفية إثراء غني لتربية الناشئة وطلاب العلم في شتى مجالات التربية الخلقية والروحية والجسدية والعقلية، وشعاع ينبض بالأمل في إصلاح المجتمع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا شك في ذلك ففيها ينشأ القادة وتغرس فيهم خصال الشجاعة والارتجال والاعتماد على النفس، ثم هؤلاء ينطلقون دعاة إلى طريق الخير ومحاطون في غالبية المراكز بلفيف من أهل العلم وأصحاب الهمم العالية، فيستقون منهم طيب الأخلاق والكلم، فإنَّ هذا لا تخلو منه المراكز -في غالبها- التي يُشار إليها بالبنان، والتي تخرج منها كبار أهل العلم والذين ذاع صيتهم في مشارق الأرض ومغاربها؛ فأهميتها لا تخفى على عاقل أبدا فهي تصقل المواهب بأنواعها وتنفض عنهم غبار الأخلاق والطباع السيئة، وتحثهم على استغلال أوقاتهم أحسن استغلال، كما أنها ملتقى للصحبة الطيبة.

تعليق عبر الفيس بوك