مسقط - ناصر المجرفي
تماثلتْ الطفلة زينب -التي أصيبت برصاصة في الرأس- للشفاء بعد نجاح الأطباء في استخراج الرصاصة والشظايا، في العملية الجراحية التي خضعت لها يوم الثلاثاء الماضي، والتي استمرَّت لأكثر من ساعتين بمستشفى النهضة. ووجَّه مُحمَّد حسين اللباد من مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية -والد الطفلة- شُكره لحكومة السلطنة وإدارة مستشفى النهضة وطاقمه الطبي على العناية والرعاية التي وجدها خلال فترة مكوثه في المستشفى.
وقال والد الطفلة: أوجه شكري العميق إلى الشعب العماني على وقفته معنا، وكل من ساهم بدعمنا معنويا، وشكر خاص إلى وزارة الصحة -وعلى رأسها معالي وزير الصحة، وإدارة وأطباء مستشفى النهضة، خاصة من أجروا العملية- وشكر خاص إلى سعادة ميثاء المحروقية وكيلة وزارة السياحة، كما نشكر الجهات الأمنية لمتابعتهم الحالة.
وعن تفاصيل الحادث، قال والد الطفلة: كان قضاء الله وقدره، كنا في رحلة العيد في زيارة للأهل في بعض دول الخليج، وكانت محطتنا الأخيرة سلطنة عمان، وصلنا إلى محافظة مسندم ونزلنا في أحد الفنادق، وبعد الوصول بساعة كان الأولاد يلعبون في حديقة الفندق بالدور الأرضي التي لا تبعد عن الغرفة سوى أمتار قليلة، فجأة جاء ولدي الصغير ميرزا يبكي ويقول إن أخته زينب تنزف دما، فأسعفناها على الفور إلى مستشفى دبا، وكنا نعتقد في بداية الأمر أنه جرح سطحي بسيط، لكننا لاحظنا تورم الوجه بشكل سريع وغريب.
لم نكن نعرف أنها رصاصة لولا ولدي الذي أخبرنا بأنها رصاصة نزلت عليها من السماء على حسب تعبير الولد الصغير، وبناءً على كلامه وإصراره على أنها رصاصة تمَّ عمل أشعة وتفاجأنا بوجود الرصاصة.
وردًّا على سؤالنا حول كيفية معرفة الولد الصغير الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات أنها رصاصة، قال: الله يعلم، ربما هي فطنة، أو ربما رآها وهي تنزل على رأس أخته، وفعلا كانت رصاصة كما قال. وتابع بأنَّ الحكومة العمانية لم تقصر وتجاوبت بشكل سريع، وأحضروا لنا طائرة عمودية في البداية نقلتنا إلى مستشفى صحار للقيام بالفحوص اللازمة خاصة الأشعة المقطعية لوجود جرَّاح دماغ متخصص في المستشفى، وتمَّ الكشف على العين والأذن وطمأنونا مبدئا على تحسن حالتها وعلى عمل كافة وظائفها الحيوية من سمع وبصر ونطق وحركة...وغيرها، وكانت تلك مؤشرات إيجابية، وتم نقلنا بسيارة الإسعاف إلى مستشفى النهضة؛ حيث استقبلنا فريق طبي مكون من أربعة استشاريين برئاسة الدكتور حمد الحارثي، وبعد الفحوصات ومراجعة الأشعة المقطعية أكثر من مرة تقرَّر إجراء العملية يوم الثلاثاء الماضي، وتكللت بالنجاح ولله الحمد، والبنت حاليا في وضع صحي ممتاز ورجعت تمارس حياتها بشكل طبيعي، كما أكد لنا الدكتور أنَّ الانتفاخات في الوجه ستختفي خلال أسبوع أو أسبوعين.
وعن العناية الطبية، قال: تلقينا عناية واهتماما فاق كل تصور، وشعرنا أننا بين أهلنا؛ فالكل مهتم بابنتي زينب من جانب الشعب العماني والحكومة العمانية -ممثلة في وزارة الصحة ووزارة السياحة والشرطة- واختتم بقوله بأنَّ الجهات الامنية تقوم بعملها على أكمل وجه وحتى الآن لم يُطلعونا على تفاصيل ضبط مطلق الرصاصة، وهو أولا وأخيرا حادث عارض ولم يكن مقصودا.
