البوسعيدي: معرض "عمان تاريخ وحضارة" مرجع توثيقي ثري للباحثين والمهتمين.. وذاكرة وطنية خالدة


أكَّد الدكتور جمعة بن خليفة منصور البوسعيدي مدير عام بحث وتداول الوثائق بالهيئة العامة للوثائق والمحفوظات، أنَّ معرض "عمان تاريخ وحضارة" يمثل مرجعا تاريخيا وتوثيقيا ثريا للباحثين والمهتمين.

وقال إنَّ الهيئة حريصة على المشاركة في مهرجان صلالة السياحي؛ وذلك لما له من أهمية كبيرة وتوافد الكثير من الزوار إليه.. مشيرا إلى أن الهيئة تجد هذه المشاركة فرصة سانحة للاطلاع على هذا الموروث الحضاري البارز الذي تزخر به السلطنة، ويمكن الاستفادة منه في مختلف البحوث والدراسات والاطلاع على المخزون الحضاري والتراثي لهذا البلد العريق. وأضاف أنه تم الاعداد والتحضير للمعرض منذ ما يقارب أكثر من 6 أشهر، ومرت الاستعدادات بعدد من المراحل؛ بدءا من استخراج الوثائق بناء على نوعها واهميتها، ومن ثم عملية توصيف الوثائق وغيرها من المراحل الاخرى.

وتحدث البوسعيدي عن أقسام المعرض، وقال إنَّ المعرض يضم مجموعة من الوثائق التاريخية التي تمثل حقبا تاريخية مختلفة وأقسام متعددة تحكي تاريخ السلطنة التليد، وسيرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأهم منجزات النهضة المباركة، كما يضم المعرض قسم يوضح العلاقات الدولية (المعاهدات الدولية والمراسلات والاتفاقيات) بين السلطنة وبقية الدول. واضاف ان قسم الوثائق الخاصة يتضمن الوصايا والاقرارات والتعازي والتهاني والطب الشعبي والافلاج وغيرها، وهي وثائق تملكها الهيئة من المواطنين وتخص العائلات العمانية التي تعتبر بدورها النواة الأولى لجمع وتسجيل الوثائق.

وأوْضَح أنَّ المعرض يُمثل فرصة للاطلاع على العديد من الوثائق والصور التاريخية النادرة التي تتناول فترات ممتدة وحقب تاريخية مختلفة تتحدث عن مخزون وإرث حضاري وثقافي لذاكرة هذا الوطن العزيز. وتابع أن المعرض يتضمن قسما خاصا بشرق إفريقيا، يحكي عن العلاقات العمانية والأجنبية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتمازج الثقافي بين شطري دولة مسقط وزنجبار، وحياة العمانيين في تلك الفترة، إلى جانب قسم خاص بالطوابع والعملات وخرائط قديمة تحدد المسارات البحرية التي تربط عمان والمحيط الهندي وشرق إفريقيا والمناطق الآسيوية وقسم خاص بإنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وبناء نظام إدارة الوثائق بالجهات الحكومية، إلى جانب احتوائه على مجموعة من الوثائق والأصول والمخطوطات ومجموعة من قصاصات الصحف والمجلات، إضافة الى مجموعة من الوثائق التي تخص اهالي محافظة ظفار.. موضحا أنَّ هناك فريقًا يتواجد ولمدة عشرة أيام سيقوم بالتسجيل وتوثيق عدد من الوثائق مع المواطنين.

وأكَّد أنَّ المعرض يهدف لفتح آفاق جديدة لجميع الباحثين والمؤرخين والدارسين والمهتمين بالمجال التاريخي وذاكرة الوطن وتشكل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أهمية خاصة لحفظ الذاكرة الوطنية بفضل ما يتجمع لديها من الوثائق التي ترحل من الجهات المعنية والخاضعة لقانون الوثائق أو تلك التي يبادر المجتمع بتسجيل وثائقه لديها فضلا عما توليه الهيئة من جهد حثيث في الحصول على الوثائق المتوفرة في الأرشيفات ودور الوثائق في مختلف دول العالم والعمل على تعريف الدول كافة بما تضمه السلطنة من إرث ومخزون حضاري وتاريخي.

وأكد البوسعيدي أنَّ المعرض مرجع ثري لكل من يبحث عن التاريخ خاصة للدارسين والباحثين والزوار.. مشيرا إلى الوثائق الخاصة التي تقوم الهيئة باقتنائها من المواطنين -سواء عن طريق البيع أو الإهداء- حيث يتواجد لدى الهيئة قسم خاص يقوم بالتواصل مع المواطنين والتسجيل معهم وفق القانون المحدد لطمأنة المواطنين. وقال إنَّ الوثائق المتوفرة لدى الهيئة خضع البعض منها للترميم والعناية، وذلك حفاظا عليها من قبل المعنيين، وهناك قسم خاص يستخدم احدث الاجهزة للقيام بذلك.

تعليق عبر الفيس بوك