بيروت - وكالات-
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" داهم مقاهي للإنترنت في معقله بمدينة الرقة السورية بعدما أمر بحظر الشبكات اللاسلكية التي تتيح الاتصال للمستخدمين في المنازل.
وقال المرصد نقلا عن منشور وزعه التنظيم في الرقة إنّه سعيا لتطبيق قراره بمنع تداول الأخبار أمهل أصحاب المقاهي أربعة أيام منذ يوم الأحد لإيقاف شبكات الإنترنت اللاسلكية التي يستخدمها السكان. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر إنها كثفت غاراتها الجوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا بسلسلة غارات في الرقة ومحيطها.
وقال المرصد مستندا لشبكة مصادر على الأرض إن أفرادا من الدولة الإسلامية بدأوا بالفعل منع الإنترنت بإجراءات بينها إيقاف الشبكات التي قد يستخدمها حتى مقاتلوها في المنازل.
وحسب المرصد فإن التنظيم يهدف لقطع الاتصال بين أفراده وأقاربهم خشية محاولة الهرب أو تسريب معلومات لوكالات مخابرات. وتسيطر الدولة الإسلامية على محافظة الرقة وأجزاء أخرى من شمال سوريا وشرقها حتى الحدود مع العراق. وفي الرقة يسيطر التنظيم كليا على الحياة الخاصة حيث جرم الموسيقى والصور الشخصية. كما تدير الدولة الإسلامية كل شيء تقريبا من المخابز إلى المدارس والمحاكم والمساجد. وفي ديسمبر الماضي أمر التنظيم أصحاب المتاجر بإغلاق شبكات الإنترنت اللاسلكية في أوقات الصلاة في دير الزور بشرق سوريا. ويوم الأحد ذكرت مجموعة من النشطاء تسمي نفسها (الرقة تُذبح بصمت) في حسابها على موقع تويتر إن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقطت منشورات معادية للدولة الإسلامية في الرقة. وفي المنشورات رسم - كذلك الذي يظهر على أغلفة الكتب - لقتلى من الدولة الإسلامية بالإضافة لأربعة رجال بأزياء عسكرية وفي أيديهم أسلحة يسيرون فوق طريق ألقيت على جانبيه الجثث. وفي أسفل الرسم كتب باللغة العربية "ستشرق الحرية." ويبدو الجنود المسلحون وكأنهم من قوات كردية تتحالف مع واشنطن في القتال ضد الدولة الإسلامية في سوريا.
وفي سياق آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قياديا تونسيا في تنظيم الدولة الإسلامية وخمسة متشددين أجانب آخرين قتلوا في غارة جوية قرب مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال المرصد إن الطائرات المقاتلة أصابت سيارة كانت تقل المتشددين الأجانب قرب قرية تسمى فوج الميلبية في الريف الجنوبي للمدينة. وأضاف المرصد إنه لم يعرف ما إذا كان الهجوم الجوي في محافظة الحسكة نفذه الجيش السوري أو التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشن حملة جوية منفصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الجاري إنها كثفت حملة جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا بموجة من الضربات على مدينة الرقة والمناطق المحيطة بها. ومدينة الرقة هي العاصمة الفعلية للخلافة التي أعلن المتشددون قيامها في مناطق من سوريا والعراق.
ويشن الجيش السوري وفصائل تقاتل إلى جانبه حملة منفصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة المجاورة لتركيا شمالا والعراق شرقا. ويقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الحسكة ضد كل من القوات المؤيدة للحكومة والمقاتلين الأكراد السوريين الذين يتلقون دعما جويا من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة .وواصل التنظيم أيضا شن هجمات خاطفة داخل مدينة الحسكة على الرغم من طرده من بعض المناطق بعد اخفاق هجوم ضخم شنه الشهر الماضي. واستهدف الهجوم السيطرة على عاصمة المحافظة المنتجة للنفط والحبوب في سوريا. والمدينة مقسمة إلى مناطق تحكمها بشكل منفصل حكومة الرئيس بشار الأسد وإدارة كردية.
