حركة سياحية وتجارية نشطة خلال أيام عيد الفطر في صحار.. والحدائق العامة تستقبل روادها بفعاليات ترفيهية

الرؤية- خالد الخوالدي

شهدت ولاية صحار حركة سياحية وتجارية مميزة طوال أيام عيد الفطر؛ حيث كان الإقبال كبيرا على زيارة وارتياد مختلف الأماكن السياحية التي تزخر بها الولاية نظرا لموقعها المتميز على ساحل البحر وامتداد شواطئها وكثرة مزارعها ووفرة أشجارها والمواقع الأثرية والسياحية الطبيعية ووجود العديد من الحدائق والمتنزهات العامة التي أصبحت منتجعا طبيعيا لزوارها.

وسجلت المراكز التجارية إقبالا كبيرا من الزوار، بالإضافة إلى القادمين لصحار لزيارة الأهل والأصدقاء، والعاملين فيها من المقيمين، فجميعهم كانت صحار بما تحتويه من مراكز تجارية وأماكن سياحية فرصة لهم خلال إجازة عيد الفطر السعيد للتسوق والترفيه بأشكاله المختلفة.

وتضم ولاية صحار العديد من المرافق والمواقع السياحية، فمن الحدائق الجميلة التي تم إنشاؤها في صحار حديقة اليوبيل الفضي التي تقع في الجزء الجنوبي من وادي صلان، وتوجد في الحديقة عدد من المظلات والمسطحات الخضراء التي تملأ جوانب الحديقة وشيدت جسور للتنقل بين أطراف الحديقة بالإضافة إلى وجود عدد من الألعاب التي تشغل فراغ الأطفال وكذلك ممرات بطول (3) كيلومترات لراغبي التنزه حول البحيرة المائية.

وهناك أيضا حديقة صحار العامة التي تعتبر من أقدم الحدائق بالولاية حيث تم فيها اتباع أحدث الأساليب الهندسية لتنسيق الحدائق وزودت بالنافورات بالإضافة إلى تزويد الحديقة ببعض الألعاب التي تناسب أعمار الأطفال المختلفة، وكذلك المركز الترفيهي الذي يضم العديد من المرافق المتمثلة في مسرح مكشوف يتسع لــ (600) شخص بالإضافة إلى الألعاب الكهربائية الحديثة، والألعاب الرياضية الترفيهية، وكذلك القرى العمانية التقليدية وما يمارس فيها من أنشطة متنوعة تعكس حياة الإنسان العماني قديمًا فهي تحاكي واقع تلك الحياة التي كان يعيشها الآباء والأجداد.

وبجانب ما سبق، يأتي متنزه الأنس الطبيعي الذي يقع على طريق وادي الجزي ويحتوي على أشجار كثيرة يمكن ان تكون محطة للتأمل في الطبيعة وخاصة في هذه الأيام السعيدة حيث الاحتفال بعيد الفطر المبارك ويحتوي متنزه الأنس الطبيعي على مجموعة كبيرة من الأشجار التي تشكل نسقاً جمالياً يضفي على المكان رونقاً بديعاً مما جعله مزاراً سياحياً.

المراكز الترفيهية

ومن أهم المراكز الترفيهية التي استقطبت المزيد من السياح والزوار مركز صحار الترفيهي والذي يضم في جنباته العديد من المرافق التي تمزج حاضر مدينة صحار بماضيها والمتمثلة في التصميم المتميز الذي انفرد به المركز كواجهة حضارية لمدينة صحار حيث روعي في تصميمه العمارة العمانية التقليدية وما تشتمل عليه من المتطلبات الأساسية التي اشتهر بها الإنسان العماني قديماً، ويتكون المركز الذي أنشئ على مساحة تبلغ (84000) ألف متر مربع من بوابة رئيسية مصممة بطابع تراثي تقليدي وعدد (3) بوابات فرعية إلى جانب مبنى للإدارة مزود بإذاعة ثابتة مربوطة بأجهزة صوتية متطورة منتشرة في المركز ومسجد خصص جزءاً منه للنساء ومسرح مكشوف مع المدرجات يتسع لعدد (600) شخص مضافاً به بعض التجهيزات الخاصة بالمسارح بهدف الاستفادة منه في مختلف المناسبات سواء الفنية منها أو الثقافية كما توجد بالمركز عدد من الألعاب الكهربائية الحديثة لمختلف الأعمار السنية وألعاب أخرى صغيرة للأطفال إضافة إلى بعض الألعاب الرياضية الترفيهية (سنوكر، بلياردوا، دارس، كرة سلة، كرة طائرة).

وفي جانب آخر.. يوجد بالمركز عدد من القرى التقليدية من بينها القرية البدوية والتي تتكون من خيمة الشعر ومرفقاتها كالمغزل اليدوي وبعض الحيوانات والبئر ودلو الماء وأدوات صنع القهوة والطعام والقرية الزراعية وتتكون من بئر وجازرة ومنزاف وأدوات تركيبها والساقية وثور الحراثة والمحراث وحبل طلوع النخلة والحبال وليف وسعف النخل والادوات المستخدمة في القرية كالداس والمخلاب والمسحاة والعتلة وزراعة بعض الاشجار كما تم توفير الجازرة بمرافقها وانشاء مزرعة صغيرة تحتوي على أهم المزروعات التي كان المزارع العماني يزرعها إلى جانب إنشاء البيوت السعفية التي يلتجىء إليها المزارع بعد قضاء النهار الطويل وذلك للاستراحة وشرب القهوه أما القرية البحرية (الساحلية) فتتكون من شاشة وقارب وشباك ودوابي وأدوات الصيد وبحيرة اصطناعية لرسو القوارب وتخصيص مواقع لممارسة هذه الأنشطة، بينما تتكون القرية العمانية التقليدية من البيوت العمانية ومكوناتها والقلعة ومكوناتها والساقية والفلج والمسجد وبيت الشيخ والتنور بالإضافة إلى السوق الشعبي ويتكون من المحلات التجارية (الدكاكين) والعرصة والسيارات القديمة والجاري ومصانع الفخار والحلوى العمانية وتوفير المواد الغذائية التقليدية كالتمور واللومي والأسماك المجففة والمملحة والقهوة الشعبية وبعض الحيوانات إلى جانب سوق للأعشاب والتداوي بالطرق التقليدية وخصص به موقع لمعرض توثيق صحار.

التقاليد العمانية

ويجسد مركز صحار الترفيهي حياة الإنسان العماني قديماً من خلال هذه القرى التي أنشئت على الطراز العماني التقليدي وهي تحاكي واقعية تلك الحياة التي كان يعيشها الآباء والأجداد ولكل منها أنشطتها الخاصة بها.

وتمتاز ولاية صحار بوجود الطريق البحري حيث يعتبر من المواقع السياحية المميزة في الولاية حيث لا يجد الزائر لهذه المدينة بدا من المرور عبر الطريق البحري للاستمتاع والتمتع بمنظر البحر وهدوء المكان.

وتزخر الولاية بالكثير من الأودية الجبلية التي تتميز بغزارة المياه العذبة وخاصة وقت هطول الأمطار حيث يجد الزائر مقيلا رائعا بين أحضان الطبيعة ويستمتع بخرير المياه المتدفقة ومن أهم الأودية: وادي الجزي ووادي الحلتي ووادي الصلاحي ووادي عاهن، ووادي حيبي، وغيرها من الأودية ذات الطبيعة الخلابة.

والى جانب هذه المقومات السياحية والتجارية التي تشتهر بها صحار فإن هناك مقومات أخرى تتعلق بالإنسان حيث يمتلك الأهالي في مدينة صحار العديد من الفنون الشعبية التقليدية التي تميزهم عن غيرها وتجذب الكثير من السياح والمواطنين والمقيمين وخلال عيد الفطر المبارك أقيمت بصحار احتفالات متتالية للفنون العمانية المغناة وذلك أمام قلعة صحار التاريخية برعاية والي صحار سعادة السيد هلال بن بدر بن علي البوسعيدي وبحضور عدد من أصحاب السعادة ومديري العموم والمسؤولين بشمال الباطنة ومشايخ واعيان وموطني الولاية والولايات المجاورة بالمنطقة.

وخلال الاحتفالات، كانت الفنون العمانية حاضرة بألوانها المتنوعة كغيرها من مدن وولايات السلطنة فهناك فن الرزفة، وهو فن يؤدي على شكل صفين متقابلين وعادة يكون في المناسبات مثل الأعياد والأعراس والحفلات المختلفة. وكان في السابق يؤدى بعد الانتصارات في الحروب لذلك سمي هذا الفن الحماسي، وفن العازي، وهو فن يؤدي بعد الانتهاء من الرزفة مباشرة حيث يقف الجميع في شكل دائرة مغلقة حول الشاعر الذي يقوم بالعازي ويكون العازي عبارة عن قصيدة مرتبطة بالمناسبة الذي يؤدي فيها هذا الفن ويقوم الجميع بالرد على صاحب العازي عند كل وقفه بكلمه (العز لله يدوم، وفن التغرود، وهو فن يؤديه أصحاب الإبل أثناء الترحال أو العرضة وعادة ما يؤدى على شكل ثنائي ويمكن أن يؤدى أحادي ويستخدم أصحاب الهجن هذا الفن بطريقة خاصة تثير الحماس والتفاعل بين الجمل وصاحبه ومن الملاحظ إن الإبل المتعودة على هذا النوع من الفن عادة تنظم الحركة على نغمات اللحن الذي يقوم به صاحبها، وفن الردح، ويؤدى هذا الفن على شكل ثنائي يتكون من شخصين حيث يقوم الشخص الأول باختيار القصيدة واللحن ويقوم الثاني بتكرار ما يقوله الأول على نفس اللحن والوزن والقافية وعادة ما يؤدى هذا الفن في مجالس البادية أو خلال حركة القوافل والترحال من مكان لآخر، وهناك أيضا فن المالد الذي تشتهر به مدينة صحار إلى جانب فنون أخرى مرتبطة بالنساء وغيرها من الفنون التي تزخر بها الولاية.

تعليق عبر الفيس بوك