مواطنون: أصحاب محلات الخياطة يستغلون موسم العيد لرفع أسعار الأقمشة والتفصيل

الغافري: مهنة الخياطة مربحة ولابد من تطويرها لجذب الشباب العماني للعمل بها

الشماخي: الذهاب إلى محلات الخياطة قبل العيد بوقت كاف يجنب المواطن الزحام وتوابعه

الغريبي: الخياطون يبررون رفع الأسعار بكل جرأة بقولهم "سعر العيد غير"

الزعابي: بعض الخياطين يحددون موعدًا لاستلام الدشداشة بعد العيد مما يفقدها قيمتها

الوردي: تباين الأسعار من محل لآخر يرجع إلى اختلاف أنواع الأقمشة ومهارة الخياط

عامل بمحل خياطة: نرفض الكثير من الطلبات خوفا من عدم الوفاء بها لضيق الوقت

تنشط الحركة على محلات الخياطة وتفصيل الملابس خلال الأسبوع الجاري قبيل أيام من عيد الفطر المبارك، ويتزايد إقبال المواطنين على المحلات لشراء الأقمشة وتفصيل الملابس الجديدة بكثافة مما يمنح العاملين بمحلات الخياطة فرصة لرفع الأسعار استغلالا لضيق الوقت، وتبرير ذلك باختلاف أسعار الأقمشة المستوردة ومهارة الخياطين. وقال عدد من المواطنين لـ"الرؤية" إنهم يحرصون على تجهيز "الدشداشة" قبل فترة مناسبة من العيد تجنبا لارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر فضلا عن تجنب الزحام واحتمال عدم وفاء الخياط بموعد الانتهاء من الدشداشة قبل صلاة العيد، مما يفقدها قيمتها. وعلى الجانب الآخر، برر العاملون بمحلات خياطة الملابس ذلك بزيادة الطلب وقالوا إنّهم يضطرون إلى العمل ليل نهار كلما اقترب موعد العيد، وأشاروا إلى أن اختلاف أسعار الأقمشة باختلاف بلد المنشأ يساهم في زيادة الأسعار.

الرؤية - محمد قنات

بداية، قال الدكتور هاشل بن سعد الغافري إن الخياطة الرجالي جزء من المنظومة العامة للوظائف التي تحتاج إلى البحث عن وسائل لتطويرها بما يعود بالمصلحة على الوطن والمواطن العماني كتشجيع الشباب العماني لشغل هذه المهنة وهي مهنة مربحة مادياً إذا ما تم تقنينها وتهيئة المناخ المناسب للشاب العماني لممارسة المهنة بما يعينه على العمل والإنتاج، والعمل على التقليل من ظاهرة العمالة المستترة التي فتحت المجال أمام العمالة الوافدة للتحكم في هذه المهنة وغيرها من المهن المختلفة.
وأشار الغافري إلى أنّ أسعار الخياطة في إطارها العام مناسبة مقارنة بمتوسط دخل الفرد العماني فهناك تنوع في محلات الخياطة من حيث مستوى مهارة الخياطة وجودة القماش وبالتالي كل الخيارات مطروحة أمام المستهلك، وأضاف أنّ ظاهرة الازدحام في محلات الخياطة في هذه الأيام أمر طبيعي لكونه موسما له خصوصيته، على الرغم من إنني أميل إلى شراء مستلزمات العيد بما فيها خياطة الملابس قبل موسم العيد بفترة كافية؛ تجنبا للزحام من ناحية وتجنباً لضرر ارتفاع الأسعار من ناحية أخرى، خاصة وأن أصحاب محلات الخياطة بلا شك يرفعون أسعار الخياطة في المواسم نتيجة لزيادة الطلب، لذلك أدعو الجميع إلى خياطة الملابس في غير المواسم وعدم التبذير لمنافاته قيم الشرع الحنيف وتعاليمه وكذلك عدم التكلف فوق قدرة الفرد المادية لأنّ الله لا يكلف نفساً إلا وسعها كما قال الله سبحانه في كتابه العزيز "لِينفِقْ ذو سعةٍ مِّن سعتِهِ ومن قدِر عليْهِ رِزْقه فلْينفِقْ مِما آتاه الله لا يكلِّف الله نفْسًا إِلا ما آتاها سيجْعل الله بعْد عسْرٍ يسْرًا". وتابع الغافري أنّه يفضل اللباس الأبيض صباح يوم العيد لمناسبته قدسية ذلك اليوم المتمثل في صلاة العيد والذكر والتهليل والتكبير ومع ذلك فالأمر متروك لتقدير الشخص وذوقه والناس فيما يعشقون مذاهب والله خلق الحياة بألوان متعدد ليترك للإنسان حرية الاختيار.
ومن جانبه، قال محمد بن خليفه الشماخي إنّ لجوء البعض لخياطة ملابس العيد في وقت ضيق قبل العيد يرجع إلى سوء تنظيم الوقت خصوصا في رمضان شهر العبادة والطاعات على الرغم من أنّ معظم الشباب يمكنهم الانتهاء من تفصيل دشداشة العيد قبل رمضان حيث الوقت متوفر والازدحام يكون أقل.

مشهد متكرر سنويا


وأضاف الشماخي أنّ الذهاب مبكرا إلى محلات الخياطة يجنب الشخص الازدحام الذي اعتاد عليه الناس قبل العيد خاصة أن هذا المشهد أصبح مكررًا في كل الأعياد، إلى جانب أنّ الذهاب مبكراً يتيح للشخص فرصة اختيار خياط ماهر يمكن أن يوافق على خياطة الدشداشة وتسليمها له قبل وقت كاف من صلاة العيد كما أنّ البعض من المواطنين يدخلون في مشاكل عندما ترفض محلات الخياطة استلام أقمشتهم بحجة أنّ الوقت تأخر، أو أن يستلمها الخياط لكن بأسعار تزيد على الأسعار العادية وهنا لا يمكن أن يحتج الشخص على السعر لأنه لن يجد خياطا يستلم منه القماش وحتى وإن وجد لن يتمكن الخياط من تجهيزها قبل العيد.

وأشار إلى أن الأسعار باتت مرتفعة جدًا مقارنة بالسابق نظرًا لارتفاع أسعار استيراد المواد الخام من البلد المصدر بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وبسبب طمع التجار الموزعين للمواد الخام وفرض الضرائب على المواد الخام من قبل الحكومة، وقد تتراوح الأسعار من 9 ريالات إلى 35 ريالا. وأوضح أن أسعار الخياطة تعتمد على ماركة الأقمشة ومهارة الخياط، وهناك بعض محلات الخياطة تعرض أنواع أقمشة أفضل لذلك فإن أسعارها تكون أغلى من غيرها، وفي بعض الأحيان تكون هناك مبالغة تبرر بأنّ القماش من نوع خاص ومميز وبعض المحلات تعرض أقمشة بخمسة أضعاف السعر في محلات أخرى وهو أمر مبالغ فيه ولا داعي له.


وأكد الشماخي أنه يفضل الذهاب مبكرا لخياطة الدشداشة تفادياً للازدحام ومنعاً لحدوث اى تاخير قد يؤدي إلى تاخير موعد استلام الدشداشة لذلك فإنّ الذهاب مبكراً إلى محلات الخياطة يعطي الخياط مساحة ووقت كاف لخياطة الدشداشة دون تسرع ويفضل الذهاب مبكرا لتفادي الزحمة وللحصول على الدور المناسب لتجهيز الملابس واستلامها في الوقت المناسب قبل العيد.
وأضاف الشماخي أنه من الصعب التكهن بالألوان التي يرتديها الشخص في العيد وذلك لاختلاف الأذواق لكن يلاحظ أن معظم الأذواق تتفق على اللون الأبيض المناسب لهذه الأجواء الحارة، كما أن البعض يعتبرون اللون الأبيض هو اللون الرسمي لأول أيام الأعياد . ونبه إلى أن محلات الخياطة تنتهز فرصة العيد من أجل رفع أسعار خياطة الدشداشة لجني الأرباح من الزبائن بسبب طمعهم وجشعهم وعدم وجود منظومة لتحديد الأسعار من قبل حماية المستهلك.

"سعر العيد غير"

وقال أحمد بن سعيد الغريبي إنّ عيد الفطر هدية وجائزة من الله لعباده بعد أدائهم ما افترضه عليهم من الصوم والمسلم لا يرد الهدية، ومن آداب هذا اليوم ومن عادات الناس في السلطنة وغيرها أن يكونوا في كامل زينتهم لأنّهم في ضيافة الله عز وجل ويجب إظهار الفرح والسرور بهذا اليوم السعيد، ومن صور الزينة والاستعداد للعيد في سلطنة عمان خياطة دشداشة العيد وشراء الكماليات حيث تختلف أذواق الناس من شخص لآخر في اختيار نوع الثوب ولونه وشكله لكن الشائع والمفضل لدى معظمهم هو اللون الأبيض.

وأضاف الغريبي: نلاحظ الزحام وتسابق الناس لإنهاء خياطة الدشداشة قبل رمضان بأيام فنرى الناس يذهبون إلى الخياط قبل العيد بفترات طويلة لأنه كلما تأخرت فإن الخياط لا يستقبل الطلبات لأنه مشغول ومزحوم باقمشة اخري وقد يرجع السبب إلى قلة الخياطين بالسلطنة. ومن ناحية أخرى نرى بعض محلات الخياطة ترفع أسعار الأقمشة فيها مقارنة بمحلات أخرى بحجة أن الثوب أصلي أو نظرا لاختلاف بلد الصنع وغيرها فضلا عن أن معظم المحلات ترفع السعر وقد يصل إلى الضعف أحيانا وعندما تسألهم تكون الإجابة وبكل جرأة "سعر العيد غير"، فلابد أن يكون للجهات المعنية كهيئة حماية المستهلك دور في الرقابة ومتابعة السلع والأسعار في هذه المحلات على وجه الخصوص.

وقال سامي الزعابي إن تفسير الازدحام المبكر على المحلات لخياطة ملابس العيد يرجع إلى عدم تنظيم مهام العيد حيث أن من المفروض أن يتم ذلك قبل رمضان تجنبا للزحام و الحصول على جودة الخياطة و تلافيا لأي مشاكل. وأضاف أن أسعار الخياطة متفاوتة والحد الأدنى 3 ريالات وهو سعر مناسب و قد يزيد حسب الخياط ، كما أن أسعار الأقمشة نفسها مختلفة السعر حسب الجودة ، وتابع انه يفضل الذهاب مبكرا إلى محلات الخياطة تجنبا للزحام وتراكم الأعمال في نهاية الشهر الكريم حيث يعتبر اللون الأبيض من أفضل الألوان التي يمكن أن الإنسان في العيد. وأكد أن بعض من محلات الخياطة تنتهز فرصة العيد من أجل رفع أسعار خياطة الدشداشه بحجة كثرة الطلب، ولكن يجب الوقوف لمثل هذه الظاهرة و علاجها أو التبليغ عنها لهيئة حماية المستهلك حتى يلتزموا بالأسعار المتعارف عليها من قبل الجميع.

وأضاف: أنّ الكثير من الخياطين يحددون موعدًا عقب العيد لاستلام الدشداشة، مما يفقدها قيمتها لأنّ الإنسان ينوي أن يصلي بها العيد، وأشار إلى أنّ محلات الخياطة هذه الأيام بالذات تعانى من زحام غير مسبوق من قبل الشباب ووصف الإقبال على محال تفصيل الملابس الرجاليّة هذه الأيام بـ"المزعج" أحياناً. وقال إنّ هناك بعض المحلات التي ترفض استلام أي قماش لتفصيله في هذه الأيام باعتبار أنّ لديهم عملا منذ فترة طويلة ويسعون إلى تسليمه إلى أهله في فترة قبل العيد حسب الاتفاق المسبق مع أصحاب محلات الخياطة. ودعا الزعابي الشباب العماني إلى ضرورة التقيد بالزي العماني الأصيل وخاصة الدشداشة العمانية التقليدية وعدم الإنجرار وراء ظاهرة تغيير الدشداشة بما لا يناسب عادتنا وتقاليدنا.

اختلاف الأسعار موسميا

وقال سلطان علي الوردي إنّ الناس يستعدون لهذه المناسبة بشراء الأغراض التي يستخدمونها في نهار العيد، ومن ضمن هذه الأغراض الخضروات والفواكه والقهوة التي يقدمها أهل البيت للزوار في صباح العيد، ويستعد الناس للعيد بشراء وخياطة ملابس جديدة للظهور بمظهر جميل في أيام العيد، وتابع أن الازدحام المبكر على محلات الخياطة يهدف إلى ضمان ملابس العيد قبل حلول موعد العيد وتهرباً من غلاء الأسعار، كما تختلف أسعار خياطة الأقمشة العمانية باختلاف الأقمشة نفسها واختلاف طريقة الخياطة، ولكن أسعار الخياطة تتراوح بين ٣ إلى ٩ ريالات عمانية عادةً. وأرى أنّه من الأفضل ارتياد محلات الخياطة قبل موعد العيد بفتره تجنبًا لارتفاع الأسعار.

وأضاف الوردي أنه يفضل ارتداء الملابس البيضاء في يوم العيد لأنه اللون المناسب للزي العماني. وأكد أن بعض محلات الخياطة تستغل الزبون الذي يأتي لخياطة الملابس في وقت متأخر، حيث يرفع الخياط سعر القماش وسعر الخياطة ليستغل قدومه المتأخر ليعزز من ربحه لذلك لابد أن ينتبه الجميع إلى تجهيز ملابسهم مبكرا لتفويت الفرصة على المستغلين.

وعلى الجانب الآخر، قال أحد عمال الخياطة في الخوير أنهم رفضوا الكثير من طلبات الخياطة لأنهم لا يمكن أن يضمنوا لأصحاب تلك الأقمشة أن تجهز قبل العيد. وأضاف أنّ المحل أصبحت عليه نسبة إقبال عالية خلال هذه الفترة وأن الطلب على خياطة الدشداشة أكثر من ذى قبل، مما يشكل عليهم ضغطًا من ناحية العمل وهم ملتزمون بالوفاء بإنجاز كل الطلبات التي تمّ استلامها من أصحابها قبل يوم العيد وتسليمها، ومن أجل ذلك يعملون لفترات طويلة في الليل والنهار.

تعليق عبر الفيس بوك