لبنان: تظاهرات لـ"التيار الوطني" اعتراضا على "تهميش" المسيحيين بالحكومة

بيروت - رويترز

تَظَاهر مئات من أنصار زعيم التيار الوطني ميشيل عون في بيروت، أمس؛ احتجاجا على ما يرونه تهميشا من جانب رئيس الوزراء السني تمام سلّام لدور المسيحيين، وذلك في خطوة من شأنها أن تساهم في تصاعد التوترات السياسية في بلد يعاني بالفعل من تداعيات الحرب في سوريا.

ويقول عون إن سلّام يتخذ قرارات دون توافق بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المكونة للحكومة التوافقية ويضطلع بصلاحيات رئيس الجمهورية المسيحي وهو منصب شاغر منذ العام الماضي بسبب الأزمة السياسية في البلاد. ويقول منتقدو عون ومن بينهم زعماء مسيحيون آخرون إن دافعه شخصي. فعون المرشح للرئاسة يريد أن يتولى صهره العميد شامل روكز قائد القوات الخاصة بالجيش اللبناني منصب قائد الجيش بعد انتهاء مدة ولاية قائد الجيش الحالي العميد جان قهوجي في سبتمبر. ولوح المئات من أنصار التيار الوطني الحر بأعلام الحزب البرتقالية أثناء تحركهم نحو مقر الحكومة في وسط بيروت حيث تنعقد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة سلام. وعون (80 عاما) حليف لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال حزب الله إنه يؤيد موقف عون السياسي لكنه لا يشارك في المظاهرة.

وتتمثل جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في لبنان بما في ذلك تيار المستقبل المدعوم من المملكة العربية السعودية في حكومة سلام التي تشكلت العام الماضي بعد فراغ حكومي دام عشرة أشهر.

ورغم أن هذه الحكومة التي تشكلت بمباركة إيرانية سعودية تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات الأساسية، فإن وجودها حال دون حدوث فراغ كامل في الذراع التنفيذية للدولة. وأصبح منصب الرئيس شاغرا في لبنان العام الماضي عندما انتهت ولاية العماد ميشال سليمان دون الاتفاق على من يخلفه في الرئاسة. وقالت مصادر سياسية في الأحزاب المتحالفة مع عون أن وزراءه لن يستقيلوا من الحكومة رغم أن نائبا في التيار الوطني الحر هدد بمزيد من التصعيد. ونقلت وسائل إعلام محلية عن وليد خوري النائب عن التيار الوطني الحر قوله "سنبقى في الشارع حتى إسقاط الحكومة إذا استمرت على هذا النهج". وفي حين ساهم التنافس بين المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية في تأجيج الصراع في المنطقة سعى حلفاؤهما في لبنان إلى احتواء التوترات حيث عقد حزب الله وتيار المستقبل جلسات "حوار" ساعدت على احتواء التوتر بين السنة والشيعة.

ووصف النائب المسيحي هادي حبيش -وهو عضو في تيار المستقبل- الاحتجاج بأنه "زوبعة في فنجان". وأمضى عون 15 عاما في الخارج بعد الحرب الأهلية في لبنان وعاد في عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وهو الحدث الذي أثار ضغوطا دولية أدت إلى انسحاب القوات السورية من لبنان.

تعليق عبر الفيس بوك