سوريا: الأكراد ينتزعون السيطرة على قرى من "داعش" شمال الرقة بدعم غارات "التحالف"

عواصم - الوكالات

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إنَّ القوات الكردية السورية استعادت السيطرة على أكثر من عشر قرى كان تنظيم الدولة الإسلامية قد استولى عليها شمالي مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة الخلافة التي أعلنها.

وتلقت القوات الكردية دعما من الضربات الجوية التي شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة. وذكر المرصد -الذي يتخذ من بريطانيا مقرًّا له- أن الغارات الجوية المكثفة على شمال سوريا والاشتباكات على الأرض قتلت ما لا يقل عن 78 مقاتلا من تنظيم الدولة الإسلامية منذ ليل الأحد. وقال مسؤولون أمريكيون إن الغارات هي الأكثر استمرارية منذ بدء الحملة الجوية في سبتمبر. وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن الهدف منها هو تعطيل قدرة المتشددين على الرد على تقدم وحدات حماية الشعب إلى الشمال من الرقة.

وقال المرصد السوري إن مقاتلين من الدولة الإسلامية مازالوا يسيطرون على بلدة عين عيسى على بعد 50 كيلومترا إلى الشمال من مدينة الرقة. وكان مقاتلو التنظيم قد انتزعوا السيطرة على عين عيسى من وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم أمس الأول.

وجاء هذا الهجوم على مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في أعقاب اشتداد الغارات الجوية على مدينة الرقة في مطلع الأسبوع وبرزت وحدات حماية الشعب - التي تعمل في المناطق التي تسكنها غالبية كردية في شمال سوريا قرب الحدود التركية - كأهم شريك في سوريا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي للدولة الإسلامية في سوريا والعراق أيضا. وقال المرصد السوري الذي يتابع الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات إن التحالف لعب "دورا فعالا" لمساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة 11 قرية شمال شرقي عين عيسى.

وحققت وحدات حماية الشعب الكردية تدعمها جماعات معارضة صغيرة مكاسب في مواجهة الدولة الإسلامية في محافظة الرقة خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيطرت على تل أبيض على الحدود التركية في 15 يونيو قبل ان تتقدم صوب عين عيسى. وكانت القوات الكردية سيطرت على عين عيسى في 23 يونيو. ورغم أن وحدات حماية الشعب برزت كقوة فاعلة في الحرب ضد الدولة الإسلامية إلا أن تأثيرها يتضاءل خارج المناطق الكردية التي تشكلت الوحدات أصلا للدفاع عنها في شمال شرق سوريا.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السوريين الذين تعتبرهم واشنطن معتدلين لمحاربة الدولة الإسلامية في سوريا. لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت يوم 18 يونيو إن هذه المساعي تسير ببطء أكبر من المتوقع. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للكونجرس إن الولايات المتحدة تدرب حوالي 60 مقاتلا من المعارضة السورية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية وذلك اعتبارا من الثالث من يوليو. وقال كارتر إن هذا عدد أقل بكثير من التوقعات وأرجعه لأسباب منها تشديد عمليات التدقيق الأمريكية في أمر المجندين. وقال كارتر في تصريحات معدة مسبقا أدلى بها في جلسة لمجلس الشيوخ "نبحث عن سبل لتبسيط عملية التدقيق الخاصة ببرنامجنا للتدريب والتزويد بالعتاد من أجل إدخال مزيد المجندين". وأضاف "نعمل أيضا على صقل منهجنا التعليمي وتوسيع نطاق تواصلنا مع المعارضة المعتدلة ودمج الدروس المستفادة من الفصل الأول في عملية التدريب". وأطلق البرنامج في مايو في الأردن ثم في تركيا وكان يهدف لتدريب ما يصل إلى 5400 مقاتل سنويا.

وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بزيادة دعم بلاده للمعارضة المعتدلة في الحرب الأهلية بسوريا، وقال إنَّ الولايات المتحدة تحتاج لفعل المزيد لمنع هجمات تنظيم الدولة الإسلامية وإجهاض مساعيه لتجنيد أتباع. ومتحدثا في مقر وزارة الدفاع (البنتاجون) أشار أوباما إلي صعوبة منع "هجمات فردية" صغيرة داخل الولايات المتحدة على الرغم من النجاح في منع هجمات كبيرة منذ الهجمات التي شنت في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001. وقال إن الولايات المتحدة ستواصل تعقب عمليات التمويل غير المشروعة للدولة الإسلامية في العالم.

تعليق عبر الفيس بوك