كيري يرى إمكانية إبرام اتفاق نووي مع إيران "هذا الأسبوع".. و"العند المطلق" يدفع واشنطن للانسحاب من المفاوضات

واشنطن- رويترز

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي خلال الأسبوع الجاري، لكن رهن ذلك بمدى استعداد طهران لاتخاذ "خيارات صعبة".

وقال كيري إن المفاوضات شهدت "تقدما حقيقيا،" موضحا أن التوصل إلى اتفاق لم يكن أقرب في أي وقت سابق. وأضاف أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا اتخذت الخيارات المناسبة. وجاءت تصريحات كيري خلال مؤتمر صحفي في فينيا، حيث يحاول مفاوضون عن إيران والقوى العالمية الستة بحث حلول لنقاط الخلاف. وبحسب كيري، فإنه إذا اتخذت "خيارات صعبة خلال اليومين المقبلين"، يمكن التوصل إلى اتفاق الأسبوع الحالي. لكن كيري حذر من أن إتمام اتفاق لا يزال أمرا "غير مؤكدا". وقال إن واشنطن مستعدة للانسحاب من المفاوضات إذا وجدت "عنادا مطلقا" من جانب طهران. وأكد على أن المفاوضات يمكن أن تمضي في أي اتجاه.

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد صرح أن الطرفين لم يكونا أقرب في أي وقت مضى من التوصل إلى اتفاق. وتريد القوى العالمية الستة - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا - من إيران الحد من أنشطة النووية الحساسة لضمان أنها لا تصنع سلاحا نوويا. وترغب إيران في أن ترفع العقوبات الدولية التي أضرت اقتصادها، وتؤكد على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

وفي الأثناء، التقى كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والإيرانيين لليوم السادس على التوالي أمس الأحد في محاولة لتذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق نووي، بما في ذلك موعد تخفيف العقوبات عن طهران والمدى الذي يمكن أن تتبعه في مجالي التطوير والأبحاث. ويحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف الوفاء بمهلة تنتهي غدًا الثلاثاء للتوصّل إلى اتفاق نهائي تقوم إيران بموجبه بالحد من برنامجها النووي لأكثر من عشرة أعوام في مقابل تخفيف العقوبات عنها.

وعلى الرغم من تحقيق بعض التقدم بشأن شكل تخفيف العقوبات الثنائية الذي قد تتلقاه إيران عن فإن الخلاف، ما زال قائما بين الجانبين بشأن مسائل مثل رفع عقوبات الأمم المتحدة وأعمال البحث والتنمية باستخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن کبیر المفاوضین الإیرانیین عباس عراقجی قوله "توصلنا إلى حل للكثير من القضايا المتعلقة بالعقوبات ويتبقى أربعة أو خمسة مواضيع تشمل النقطة الهامة المتعلقة بتزامن خطوات الجانبين".

ومن جهة أخرى، دشّن الحرس الثوري الإيراني نظام رادار جديد طويل المدى مصنوع محليا على مقربة من الحدود العراقية في إشارة إلى تعزيز الدفاعات الجوية في الوقت الذي تخوض فيه طهران ما قد تكون الأيام الأخيرة من المفاوضات النووية مع القوى الدولية. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن البريجادير جنرال فرزاد إسماعيلي قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني قوله إنه تم نشر نظام الرادار في مدينة الأهواز في إقليم خوزستان الجنوبي الغربي على مقربة من الحدود العراقية. وأعلنت إيران أن نظام الرادار الجديد الذي يحمل اسم (قدير) مصمم ومصنع محليا بالكامل ويمكنه رصد طائرة على بعد 600 كيلومتر وصاروخ باليستي على بعد 1100 كيلومتر. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن إسماعيلي قوله في تصريحات تشير إلى أن الرادار يمكنه أيضا رصد الطائرات الصغيرة بلا طيار "رصد وتعقب المركبات الجوية الدقيقة... إحدى صفات نظام رادار قدير". واتخذت إيران خطوات لتطوير دفاعاتها الجوية بعد أن حذر مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون من عمل عسكري محتمل لكبح برنامج طهران النووي وهي تخوض في الوقت الحالي مفاوضات لشراء نظام صواريخ أرض جو (إس-300) من روسيا. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي في أبريل الماضي إنّ "الخيار العسكري" ضد إيران لا يزال قائما. وحققت إيران والقوى الست الكبرى تقدما في المفاوضات النووية، لكن ما زالت هناك خلافات قائمة بشأن رفع العقوبات الدولية وتطوير أجهزة الطرد المركزي المتطورة. وحدد المفاوضون مهلة تنتهي في السابع من يوليو الحالي للتوصل إلى اتفاق نهائي.

تعليق عبر الفيس بوك