الجيش السوري يدخل الزبداني بمساعدة "حزب الله" غداة هجوم واسع للسيطرة على المدينة

دمشق - الوكالات

قال الجيشُ السوريُّ ومقاتلو حزب الله اللبناني، أمس، إنهم دخلوا مدينة الزبداني -التي تسيطر عليها جماعات مسلحة معارضة للحكومة السورية- في اليوم الثاني من هجوم واسع يهدف للسيطرة على المنطقة الحدودية الاستراتيجية التي تقع على الطريق الدولي السريع الذي يربط دمشق ببيروت.

وسعى الجيش السوري مدعوما بمقاتلي حزب الله إلى استعادة السيطرة على المدينة الحدودية من مقاتلين معارضين للنظام سيطروا عليها عام 2012؛ أي بعد عام من بدء الحرب الأهلية في سوريا. وقالت محطة تليفزيون المنار التابعة لحزب الله إن "قوات الجيش السوري ومجاهدي المقاومة (حزب الله) دخلوا مدينة الزبداني من الجهة الغربية ويسيطرون على منطقة الجمعيات" في المدينة التي تقع على بعد نحو 45 كيلومترا شمال غربي دمشق. وأظهرت مشاهد بثتها المحطة مقاتلين وهم يدخلون أجزاء من المدينة. وسبق العملية البرية التي انطلقت يوم السبت أيام من القصف الجوي والمدفعي لمراكز ائتلاف من الفصائل المسلحة المعارضة التي تدافع عن المدينة. وقال الجيش السوري أيضا على التليفزيون الرسمي إن مقاتليه استولوا على حي السلطانة بشرق المدينة بينما قال حزب الله إنه طوق الجزء الشمالي. وفي وقت سابق قال الجيش السوري إن عشرات "الارهابيين" قتلوا أو أصيبوا في الهجوم. كان الجيش السوري قد سيطر في مارس الماضي يعاونه حزب الله على الجبال الغربية التي تشرف على الزبداني لكن مسلحي المعارضة الذين يسيطرون على التلال الشرقية استخدموا قاذفات الصواريخ لقصف مواقع الجيش وحزب الله.

ويُعد هذا الهجوم جزءا من جهود الرئيس السوري بشار الأسد لتعزيز سيطرته على غرب سوريا. وتؤمن السيطرة على المدينة ممرا لنقل الأسلحة والقوات لحزب الله الذي يتنامى دوره العسكري داخل سوريا بشكل متصاعد منذ بدء الصراع. وكانت المنطقة المحيطة بالمدينة في الماضي منتجعا صيفيا وجزءا من طريق الامداد الذي كانت تنقل عبره الأسلحة من سوريا إلى حزب الله قبل اندلاع النزاع السوري عام 2011 الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص.

وعلاوة على قتال قوات المعارضة حول مدينة درعا في الجنوب وفي مدينة حلب في الشمال يحارب الجيش السوري على عدد من الجبهات الأخرى إذ يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.

وفي الأثناء، قال الجيش السوري إنَّ انتحاريين من تنظيم الدولة الإسلامية فجَّروا أمس شاحنة ملغومة قرب محطة للكهرباء تخدم مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا، في أحدث هجوم بعد طردهم من معظم أجزاء المدينة. وقال التليفزيون السوري إنه جرى إبطال هجوم ثان ضد محطة كهرباء تخدم أحياء جنوبية في المدينة ولكن الهجوم الأول سبب ضررا ماديا وأدى إلى سقوط ضحايا. ولم يذكر التليفزيون أي تفاصيل. ويواصل المتشددون شن هجمات خاطفة داخل المدينة رغم أنهم طردوا من بعض المناطق بعد أن شنوا هجوما كبيرا الشهر الماضي أخفقوا خلاله في السيطرة على عاصمة المحافظة المنتجة للنفط والحبوب. والمدينة مقسمة إلى مناطق يديرها بشكل منفصل كل من حكومة الرئيس بشار الاسد وإدارة كردية. وكان الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية الذي خسر مساحات كبيرة من الأراضي لصالح لأكراد وبعض العشائر العربية المحلية التي تدعمهم. وفقد المتشددون قرى حول رأس العين ومدينة تل أبيض شمال غربي الحسكة على طول الحدود مع تركيا.

تعليق عبر الفيس بوك