سوريا: هجوم مزدوج بين قوات الأسد و"حزب الله" لمحاصرة المعارضة في الزبداني

دمشق، بيروت - الوكالات

أعْلَن الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية أنهما شنَّا هجوما بريا وجويا كبيرا على مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، أمس، وأنهما يشددان حصار المقاتلين المتحصنين داخل المدينة.

ويسعى الجيش السوري مع حزب الله المتحالف معه منذ فترة طويلة إلى انتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السنة. وهذه المدينة قريبة من طريق بيروت دمشق الرئيسي الذي يربط البلدين وستمثل السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا لحكومة الرئيس بشار الأسد. وأظهرت لقطات تليفزيونية بثتها قناة المنار التليفزيونية التابعة لحزب الله والتليفزيون السوري الرسمي أعمدة النار تتصاعد من المدينة وسمع دوي القصف الجوي واصوات المدفعية الثقيلة.

والزبداني التي كانت يوما واحدة من المنتجعات الساحلية الشهيرة باتت أحد المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة على الحدود. وكانت المدينة جزءا من طريق إمداد رئيسي للأسلحة التي كانت ترسلها سوريا في السابق إلى مقاتلي حزب الله قبل اندلاع الصراع السوري في 2011 والذي خلف أكثر من 200 ألف قتيل.

وقال الجيش السوري: "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع المقاومة اللبنانية تبدأ عملية عسكرية واسعة في مدينة الزبداني بريف دمشق، بعد ان أحكمت الطوق على التنظيمات الإرهابية المتحصنة في المدينة وتتقدم حاليا باتجاه أهدافها من عدة محاور وتكبد الإرهابيين خسائر كبيرة بالافراد والعتاد". وأضاف الجيش أيضا أنه احكم سيطرته على قلعة التل غرب الزبداني. ويقول مقاتلو المعارضة إنهم زرعوا الألغام حول المدينة شبه المهجورة وإنهم مستعدون بشكل جيد لصد الهجوم. ويشتبك الجيش السوري والمقاتلون المؤيدون للحكومة مع مقاتلي المعارضة في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشمال من العاصمة. ومن بين جماعات المعارضة الموجودة بالمنطقة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وكثف حزب الله المدعوم من إيران وهي حليفة رئيسية للأسد في الحرب هجومه على مواقع على طول منطقة جبال القلمون على جانبي الحدود السورية اللبنانية في الأشهر الأخيرة. ويهدف الهجوم إلى قطع طرق إمداد الأسلحة لقوات المعارضة على طول الحدود الوعرة التي يسهل اختراقها. وكان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري والجماعة اللبنانية لاستعادة السيطرة على الزبداني متوقعا في الأيام الأخيرة.

وعلاوة على قتال قوات المعارضة حول مدينة درعا في الجنوب وفي مدينة حلب في الشمال، يحارب الجيش السوري على عدد من الجبهات الأخرى إذ يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.

تعليق عبر الفيس بوك