مصر: هجمات دموية لـ"داعـش" تقتل 70 في سيناء معظمهم من الجيش.. واشتباكات عنيفة بالشيخ زويد

الإسماعيلية، القاهرة- رويترز

قالت مصادر أمنية إن متشددي الدولة الإسلامية "داعش" شنوا أمس الأربعاء هجمات منسقة واسعة النطاق على نقاط تفتيش عسكرية في محافظة شمال سيناء المصرية قتل فيها 70 شخصا على الاقل فيما يعد أكبر عملية للمتشدين في المحافظة المضطربة إلى الآن.

وقصفت طائرات إف 16 وطائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي المصرية أهدافا في المنطقة الاستراتيجية المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة والتي تطل على قناة السويس. وهذا ثاني أكبر هجوم في مصر في أسبوع. وقتل النائب العام هشام بركات يوم الاثنين في انفجار سيارة ملغومة في القاهرة. وتثير الهجمات أسئلة عن قدرة الحكومة على التصدي لنشاط المتشددين في شمال سيناء الذين قتلوا من قبل مئات من قوات الجيش والشرطة.

وأعلنت جماعة ولاية سيناء -ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر- مسؤوليتها عن الهجمات في بيان على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وقالت مصادر أمنية وطبية إن 70 شخصا على الأقل قتلوا في هجمات شنها من يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون على عدد من نقاط التفتيش في محافظة شمال سيناء المصرية أمس الأربعاء.

وقال الجيش إن خمسة نقاط تفتيش هوجمت من جانب نحو 70 متشددا وإنه دمر ثلاث سيارات مزودة بمدافع مضادة للطائرات. وأضاف دون أن يبين عدد القتلى في كل جانب إن خسائر الجانبين زادت.

ونفذ المتشددون هجمات كبيرة في السابق قتل فيها عشرات من أفراد قوات الأمن لكنهم ركزوا بشكل عام على الهجمات الضيقة النطاق. وتمثل هجمات الامس التي دار خلالها القتال لأكثر من ثماني ساعات أكبر عملية للمتشددين إلى الآن. وقالت المصادر الأمنية إن 36 شخصا على الأقل بين جندي وشرطي ومدني قتلوا وإن 38 متشددا قتلوا أيضا. وقال المتحدث العسكري في بادئ الأمر إن عشرة جنود سقطوا بين قتيل وجريح وإن 22 مهاجما قتلوا. وفي وقت لاحق قال إن عدد القتلى ارتفع من الجانبين. وقال الطبيب أسامة السيد في مستشفى العريش العام بمدينة العريش عاصمة المحافظة إن المستشفى استقبل 30 جثة بعضها كان بالزي العسكري.

وقالت المصادر الأمنية إن المهاجمين يحاصرون قسما للشرطة في مدينة الشيخ زويد وإنهم زرعوا قنابل حوله لمنع الأفراد بداخله من الخروج. وقالت إنهم زرعوا قنابل بطول طريق يربط بين الشيخ زويد ومعسكر للجيش لمنع وصول إمدادات أو تعزيزات عسكرية. وفي نفس الوقت قصفت طائرات أباتشي وطائرات إف 16 أهدافا في المنطقة. وأضافت المصادر أن المتشددين استطاعوا الاستيلاء على سيارتين مدرعتين وأسلحة وذخيرة.

وقالت مصادر أمنية وشهود إنه سمع دوي انفجارين في مدينة رفح المصرية على الحدود مع غزة أمس الأربعاء. ولم يتضح على الفور سبب الانفجارين. ويحاول المتشددون في شمال سيناء إسقاط نظام الحكم. وكثف المتشددون هجماتهم على الجيش والشرطة منذ أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان قائدا للجيش عزل الرئيس السابق المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما. والجماعة الأكثر نشاطا في المنطقة هي ولاية سيناء التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي. وقالت امس إنها هاجمت أكثر من 15 موقعا عسكريا وشرطيا ونفذت ثلاثة هجمات انتحارية.

وقال أيمن دين الذي كان قريبا من القاعدة ويدير الآن مكتبا للاستشارات الأمنية في الخليج إن الهجمات "تذكير صارخ بحقيقة أنه رغم الحملة العسكرية المكثفة المناوئة للإرهاب في سيناء في الأشهر الستة الماضية لا تنقص صفوف الدولة الإسلامية بل تزيد وتتطور عملياتها وتدريبها وتزيد جرأتها".

وكانت الدولة الإسلامية قد حثت أتباعها على تصعيد الهجمات خلال شهر رمضان لكنها لم تحدد مصر كهدف.

وفي أواخر ابريل نيسان جددت الحكومة العمل بقانون الطوارئ في أجزاء من شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وكانت حالة الطوارئ قد سرت في اكتوبر بعد مقتل 33 من أفراد الجيش في هجوم أعلنت جماعة ولاية سيناء مسؤوليتها عنه.

واتخذ الجيش عدة إجراءات لسحق المتشددين شملت بجانب قصف مواقعهم تدمير أنفاق سرية تحت خط الحدود مع قطاع غزة كما أقام منطقة عازلة على الحدود. ويحفر الجيش خندقا في الوقت الحالي على الحدود مع القطاع. وأثارت الإجراءات غضب بعض السكان الذين يقولون إنهم يعتمدون في كسب الرزق على تهريب السلع في الأنفاق كما يشتكون من إهمال الحكومة لهم.

وبمقتضى معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 تعتبر سيناء منزوعة السلاح بشكل كبير. لكن إسرائيل وافقت دوما على طلبات مصر لنشر تعزيزات للتصدي للمتشددين في شمال سيناء وأشار مسؤول إسرائيلي إلى إمكانية أن تكون هناك تعزيزات إضافية في المنطقة بعد الهجمات.

وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز طالبا ألا ينشر اسمه "هذا الحادث غير قواعد اللعبة". وأضاف "نحن منتبهون لاحتياجات مصر كما نحن دائما".

تعليق عبر الفيس بوك