الرؤية- يوسف علي البلوشي
نظم فريق نعمة الرياضي الثقافي الاجتماعي رحلة سياحية لعدد من أعضائه بصحبة مجموعة من الشباب إلى جزيرة مصيرة، وضمت المجموعة أكثر من 30 مشاركاً.
وهدفت الرحلة إلى اكتشاف المفردات الطبيعية وسبر أغوار الجزيرة التي تحيط بها المياه وتتمتع بمقومات سياحية جميلة وأيضا تجربة الانتقال عبر العبَّارات الحديثة والقديمة لاكتشاف الفروقات بينها ومميزات كل منها.
وقال ناصر محمد ناجمان البلوشي: بدأت الرحلة عبر منطقة شنة التي تعتبر مرسى العبور إلى جزيرة مصيرة حيث تتواجد أكثر من عبارة تابعة للشركة الوطنية للعبارات كما توجد بعض الناقلات القديمة التي تسمى بحسب اللهجة المحلية "الياسورة " واستخدم الشباب المشاركون في الرحلة وسائل مختلفة للوصول للمنطقة مستمتعين بها وبالمرور عبر الطرق المختلفة. وعند وصول العبارات إلى الجزيرة، حمل الجميع حقائبهم ومعداتهم التي جهزوها للرحلة وتوجهوا إلى مركز التجمع وتمّ توزيع المهام على المجموعات التي شكلت. ومن ثمّ قام الشباب بزيارة مرافق الجزيرة المختلفة من شواطئ وحارات والسوق والاستمتاع بأجوائها الطبيعية، كما قام البعض بممارسة العديد من الرياضات التقليدية والحديثة مثل كرة القدم والاستمتاع أيضاً بالسباحة في مياه بحر مصيرة الجميل الذي تميز بالصفاء والنقاء.
ووصف البلوشي الرحلة إلى مصيرة بأنها كانت ممتعة وجميلة وزادت من الترابط والألفة بين الشباب الذين المشاركين، والذين انطلقوا في مجموعتين إلى الجزيرة الوادعة الهادئة التي تتمتع بأجواء رائعة عبر سيارات الدفع الرباعي.
وقال إن الهدف من الزيارة زيادة الألفة والتقارب بين الشباب وأيضًا تعريفهم بأهم المقومات السياحية للجزيرة والتشجيع على الرحلات السياحية الداخلية كون أن السياحة الداخلية هي أهم عنصر في نجاح التنشيط السياحي للولايات خاصة وأن السلطنة تحظى بمميزات خلابة وأجواء جميلة وخاصة بفصل الصيف.
وقال صالح بن محمد من ولاية السيب تعتبر هذه الرحلة الثانية التي أقوم بها خلال فصل الصيف، حيث كانت رحلتي الأولى إلى مسندم والجبل الأخضر وأحببت أن التحق بالشباب للاستفادة والتعرف على مقومات جزيرة مصيرة ومكنوناتها الجميلة والوقوف على أهم المرافق السياحية والاستمتاع بالأجواء الجميلة ونقل كل هذه المعالم للعالم الآخر عن طريق التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة وكذلك إقامة الفعاليات والأنشطة التي تشجع على السياحة .
كما عبر يونس البلوشي عن سعادته بالانضمام إلى المرتحلين من الشباب، قائلاً إنه هدف من مشاركته إلى اكتشاف مفردات الجزيرة التي تعتبر إحدى أهم الجزر العمانية ومن أهم المقاصد السياحية في السلطنة،
وقال إسماعيل محمد: تعد شواطئ مصيرة من الأماكن السياحية التي تزخر بها عمان،وتتيح فرصاً لا مثيل لها لمشاهدة السلاحف البحرية وهي تناسل وتتكاثر في بيئتها الطبيعية، كما أن السياحة في الجزيرة مناسبة جداً للتزحلق الشراعي على البحر وصيد الأسماك والغوص؛ إضافة إلى انتشار عدد من العيون المائية في الجزيرة، أهمها عين القطارة ووادي بلاد وغيرهما من العيون بالقرب من جبل "الحلم" في جنوب الجزيرة ولكنها لم تحصل على أي اهتمام. وتخلو الولاية من الأفلاج، وتوجد بها بعض الآثار القديمة أهمها حصنا مرصيص ودفيات، ومقبرة أثرية في منطقة صفايج وآثار يرجع تاريخها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. وفي وسط الجزيرة توجد سلسلة جبلية تعد بمثابة العمود الفقري لها.
وأكد طلال طالب خميس: أن النسيج من أهم الحرف التقليدية بجزيرة مصيرة. مبيناً أنها كانت تشتهر بصناعة السفن في الماضي، ولا تزال تحتفظ بشهرتها في صناعة شباك الصيد. ويمارس بعض سكان جزيرة مصيرة حرفة الزراعة بصورة تقليدية ومن أهم المنتجات الزراعية بمصيرة النخيل، المانجو والرمان العماني المحلي، وكذلك يهتمون بتربية الإبل والأغنام التي تعود عليهم بالنفع وكذلك صيد الأسماك بأنواعها المختلفة.
وقال سعيد جمعة وهو أحد الشباب الذين انضموا للرحلة أيضاً: تعد الفنون الشعبية المتوارثة من أهم ما يميز ولاية مصيرة والتي من بينها الفنون البحرية، وخاصة فن "المسوبل" الذي يؤديه الصيادون عند رفع شباكهم من البحر أثناء استخراج الصيد وعندما يقومون بتنظيف سفنهم، أما فن "المغايض" فتؤديه النساء في الأعراس؛ ولكن الرزحة تبقى هي الفن الشعبي الرئيسي في ولاية مصيرة إلى جانب التغرود والهمبل من الفنون البدوية التي يؤدونها أثناء سباقات الإبل.
وقال بدر مراد: أثناء مشاهداتنا لاحظنا أن جزيرة مصيرة تتمتع بوجود الكثير من الخدمات الحكومية منها مكتب والي مصيرة والمحكمة الابتدائية والادعاء العام وكاتب العدل والإسكان والشرطة والكهرباء والمياه وقاعدة سلاح الجو السلطاني، كما أن هناك مستشفى متعدد الأقسام لتلبية احتياجات الرعاية الصحية لمواطني الولاية، كما توجد 4 مدارس للمراحل التعليمية الثلاث. ونالت الولاية حظاً وافراً من المساكن الاجتماعية، وكذلك أنشئ بها سوق تجاري متكامل إضافة إلى محطة لتحلية مياه البحر. وتم خلال العام 2014 تدشين خدمة النقل السريع عبر البحار بواسطة العبارات التي تقطع المسافة بين مرسى شنة وولاية مصيرة في زمن قدره 45 دقيقة، إلا أن الولاية تعاني من نقص في بعض الخدمات الضرورية مثل المنتزهات والحدائق العامة والترفيهية والمحلات التجارية الكبيرة.
يذكر أنّ جزيرة مصيرة تحظى بمعالم مميزة وتعتبر من ولايات جنوب الشرقية وتتميز بموقعها الخلاب وتعتبر معلماً سياحيا طبيعيا وهي عبارة عن جزيرة من أكبر جزر السلطنة وتقع في الجنوب الشرقي من السلطنة على مسافة 140 ميلا تقريبا أسفل رأس الحد ويبلغ طولها 400 ميل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وموازية للساحل ويفصلها عن الساحل الشرقي للسلطنة خليج صغير يسمى خليج مصيرة الذى يبلغ عرضه ما بين 10 إلى 15 ميلا.
وتذكر المصادر أن الإسكندر المقدوني اتخذها آنذاك قاعدة وأطلق عليها اسم سيرابيس ولها مسميات كثيرة وتبلغ مساحتها 640 كيلو مترا مربعا بطول 95 كيلو مترا مربعا وأقصى عرض حوالي 12 كيلومترا وهي تعتبر جسر العبور إلى كثير من المناطق والبلدان المطلة على بحر العرب والمحيط الهندي ولا يزال الجميع يقدر مكانتها وأهميتها التاريخية.