نبراس الملاهي يبهر جمهور "هواة العود" بمعزوفات متميزة في "سحر الشرق" ببيت الزبير

مسقط - الرؤية

نثر العازف نبراس الملاهي الفرحة والسرور في نفوس جمهور الفن والموسيقى، عندما ظهر في إطلالة سحرية امتزج فيها النغم العربي الأصيل مع العالمي، وذلك في أمسية "سحر الشرق" التي أقيمت على مسرح متحف بيت الزبير بمسقط.

ونظمت جمعية هواة العود التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم هذه الأمسية الفنية، بمشاركة نخبة من عازفي الجمعية، وبحضور عدد من أصحاب السمو والسعادة السفراء وعدد من الموسيقيين والأكاديميين والمهتمين والمدعوين من محبي الفن ومتذوقيه.

وبدأ الملاهي برنامج الحفلة بتقاسيم وترية بريشته التي غازلت عوده بنغمات هادئة فشاركته بقية الآلات الموسيقية بعزف "ألف ليلة وليلة" وهي من ألحان الموسيقار بليغ حمدي، ثم انسجمت الآلات مع سلطان الآلات الشرقية في عزف "لونجا نهاوند" وهي من روائع المؤلف عبده داغر. وبرؤية فنية من نبراس لمقطوعة "اسطنبول" من التراث التركي قدمها برؤيته الخاصة؛ حيث بدأها بعزف انفرادي ثم شاركته بقية الآلات الموسيقية، وكان للعزف الانفرادي لآلة الكمان وآلة الناي والقانون التي أبدع عازفوها بتقديمها مذاق موسيقي خاص. ثم عزف الملاهي مقطوعة "رصيف نيويورك"، وهي من تأليفه ولها حكاية خاصة استوحاها من زيارته إلى نيويورك بأمريكا مع رفاقه العازفين من خلال مشاهدته لعازفين أمريكيين وهم يعزفون على الرصيف، فجاءت بإيقاع سريع وشاركته آلات الجيتار والإيقاع الألحان. ومن السماعيات عزف نبراس مع أصحابه العازفين "سماعي جوكسيل" من تأليف جوكسيل باكتاجير، فداعبت أنامل العازفين الآلات الوترية والإيقاعية.. فكانت نغمات هادئة داعبت مشاعر الحضور.

وحرص نبراس الملاهي في حفله على وجود مساحة للفن العماني الأصيل ورغب أن يقدمها بلون مختلف وبرؤيته الخاصة، وبمشاركة بقية الآلات؛ حيث عزفوا فن الطارق وكانت بروح الفن العماني الأصيل وبنكهة حديثة مطورة، ثم أغنية "حلوة عمان" التي تلتها بعبق من فنون منطقة الجنوب وبحس نبراس الخاص واسلوبه الذي تناوله لتلك الفنون العريقة.

بعدها قدم العازفون "حنا السكران" وهي من أغاني الفنانة فيروز والحان إلياس الرحباني، وقدمها العازفون باحساس مرهف وبانسجام تام مع آلة العود، ثم "ليالي قرطبة" التي ألفها نبراس واستوحاها من الأسلوب الحديث للموسيقى الأندلسية، وجاءت بألحان شرقية وغربية فجاءت نغماتها منسجمة، وتناغمت آلة العود مع آلة الكيبورد والجيتار التي كانت بايقاع سريع وعزفها الملاهي بتكنيك رائع.

وحرص نبراس أن يكون للطرب الغنائي مساحة خاصة حيث شاركة الفنان محمود حكم عايل حيث أطرب الحضور بأغنية "ماذا يضيرك" وهي من أجمل أغاني الفنان محمد المخيني وألحان السيد خالد بن حمد البوسعيدي وأغنية "مرني.. مرني" من أغاني الفنان عبد الكريم عبدالقادر وألحان الدكتور عبد الرب إدريس، فأبدع المشاركون بعزف الأغنيتين وتفاعل الجمهور مع الفنان محمود بالتصفيق والترديد الذي أوجد جوا طربيا أمتع به الحضور.

وأخيرا اختتم نبراس برنامجه بمقطوعة "تيكو.. تيكو" وهي موسيقى عالمية برازيلية وبرؤية شرقية جاءت بعزف جميل وراقي وعلى إيقاع سريع تناغمت جميع الآلات التي تفاعل معها الجميع ، فكانت ختاماً حماسياً لحفل سحر الشرق الذي تناثرت الالحان عزفا وطربا بانسجام تام وبألوان مختلفة أرضت أذواق الحضور الذي تفاعل معها وصفق تصفيقا هتافاً في ختام الحفل اعجابا بما قدم من مقطوعات وأعمال عربية وتراثية وعالمية.

وشارك العازف نبراس في اطلالته في حفل سحر الشرق كل من طاهرة البلوشية على آلة الكمان وأسعد اليحمدي على آلة الجيتارووهب الضنكي على آلة القانون وادريس البلوشي ونعيم شنــــان على آلة الإيقاعات ورائد الفارسي على آلة الكيبورومطلوبة الميمنية على آلة الناي وعادل العبيداني على آلة بيز جيتاروغناء الفنان محمود حكم وفي هندسة الصوت عدنان البلوشي.

وأكد نبراس الملاهي أن تقديم حفل "سحر الشرق" شكل تحديا له في تقديم عصارة تجاربه ومهاراته والمستوى الذي وصل اليه في العزف خلال مشواره الفني، مشيرا الى أنه حاول التنوع في اختيار فقرات البرنامج بعناية بين شرقية واكاديمية وعالمية وخليجية ومن التراث العماني، وفي الغناء كان الاختيار موفق مع الفنان العماني محمود حكم عايل. واضاف أن العازفين الذين شاركوه في العزف يمتلكون خبرات كبيرة، وكان لهم دور مهم في أداء المقطوعات أثناء التدريب وتقديمها بالشكل اللائق في الحفل. وتابع: "هذا ساعدني على التركيز والاريحية في العزف والاشتغال على نفسي، وكانت من ضمن فقرات الحفل أعمال تعتبر صعبة تحتاج لتكنيك عالي والاشتغال عليها بقدر كبير من التركيز والاجتهاد والتحضير المسبق".

وتوجه الملاهي بالشكر إلى إدارة جمعية هواة العود، وعلى رأسهم فتحي البلوشي مدير الجمعية وموظفيها، على اتاحة الفرص لتقديم حفل خاص في فعالية "سحر الشرق".

تعليق عبر الفيس بوك