30 ممثلا للمؤسسات الابتكارية والتكنولوجية في ختام الحلقة الثانية من "وايبو" بمجلس البحث العلمي

مسقط - الرُّؤية

اختتم مجلس البحث العلمي -ممثلا بدائرة الابتكار- وبالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "وايبو"، حلقة العمل التدريبية الثانية، خلال مايو الجاري، والتي جاءت كخطوة للأمام في سبيل تحويل إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في السلطنة إلى واقع على المدى القريب.

وحملت حلقة العمل عنوان "دعم الابتكار من خلال النفاذ إلى المعرفة التكنولوجية وإنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار"، وبحضور نحو 30 مشاركا من ممثلي الجهات المعنية بجوانب الابتكار ونقل التكنولوجيا والملكية الفكرية بالسلطنة.. وتضمنت عددا من الموضوعات المهمة؛ منها: مشروع المنظمة العالمية للملكية الفكرية بشأن إنشاء مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، وأدوات وإستراتيجيات البحث، وأدوات تصنيف براءات الاختراع، والأنواع المختلفة لطرق البحث عن براءات الاختراع، والمفاهيم الأساسية في البحث التكنولوجي، ونبذة عن الموارد التي تقدمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وخلال الحلقة، أشار أليكس ريتشل إخصائي برنامج مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار بمنظمة "وايبو"، إلى أنَّه وإضافة إلى توفير أنشطة الدعم والتخطيط، تقوم "وايبو" بتوفير الدعم المباشر لبناء المهارات من خلال خدمات مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار اللازمة والموارد المتخصصة من المواد التدريبية، كما تقوم المنظمة كذلك برفع الوعي بخدمات مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار، ورفع الوعي بالملكية الفكرية وأيضا الأنواع المختلفة من المواد الإرشادية.

وقد تمَّ إطلاق المشروع لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار تقريبا منذ العام 2009م؛ حيث اكتسبت المنظمة الكثير من الخبرة من خلال عملها مع الكثير من الناس الذين واجهوا مختلف التحديات من حيث العمل معهم ومحاولة مساعدتهم -ومن ضمنهم عمان- في إيجاد حلول لمشاكلهم ومحاولة التغلب على تلك المشاكل بشكل مباشر.

ويُمكن اعتبار الابتكار كدورة وكعملية؛ حيث أنَّ هناك العديد من الخطوات من أجل الانتقال من مجرد فكرة إلى شيء يصنع منتجا ذا قيمة للمجتمع. لذلك، في كل تلك الخطوات المختلفة يجب أن تتخذ القرارات. على سبيل المثال: يجب اتخاذ قرار حول تحديد في أي اتجاه يجب أن أوجه دراستي البحثية؟ من الشخص الذي يمكنني أن أتعاون معه في دراستي البحثية؟ كيف يمكنني أساسا تجنب السير على أصابع الآخرين بالتعدي على ملكياتهم الفكرية. لذلك، وفي كل هذه الحالات، أحد أهم العوامل هي المعلومات وهذا يعني أنه من أجل اتخاذ قرار مستنير في كل خطوة من هذه الخطوات نحن بحاجة إلى المعلومات. نعتقد أن معلومات براءات الاختراع هي مصدر مهم جدا من أجل اتخاذ قرار مستنير وتشكيل ملامح اتجاه البحوث والتعاون بشكل فعال.

وتعتبر المغرب من أبرز وأفضل الدول العربية في مجال مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار حيث تضم وحدها حاليا 49 مركزا لدعم التكنولوجيا والابتكار.

وتعتمد طريقة عمل "وايبو" على التنسيق من خلال حلقة وصل وطنية معينة يتم تحديدها من قبل حكومة البلد، وفي حالة المملكة المغربية (على سبيل المثال) تعتبر حلقة الوصل هنا هي المكتب المغربي للملكية الفكرية؛ فهو يقوم بالتنسيق مع المؤسسات المستضيفة، وفي بعض الحالات، يقوم مركز دعم التكنولوجيا والابتكار في البلد بدور حلقة الوصل والمؤسسة المستضيفة في نفس الوقت؛ وذلك ينطبق على المغرب. لذلك، وباعتباره المؤسسة المضيفة، يوفر المركز خدمات مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار التي تشمل في حالتهم على سبيل المثال توفير خدمات البحث عن براءات الاختراع.

لذلك، عند زيارة المخترع للمكتب المغربي للملكية الفكرية للإبلاغ عن رغبته في حماية براءة اختراع معين، يقوم المكتب ببحث موسع عن براءات الاختراع لمعرفة الاختراعات التي تم القيام بها سابقا في ذلك المجال، ولمعرفة مدى إمكانية تتجير المنتج لذلك المبتكر. ولأن المكتب المغربي للملكية الفكرية لديه الكثير من الإمكانيات، يعمل المكتب كداعم لمراكز دعم التكنولوجيا والابتكار الموجودة في المغرب وبالتالي تمثل هذه المراكز المحطة الأولى التي يزورها المبتكرين ثم يلجؤون إلى المكتب المغربي للملكية الفكرية في حال لم يجدوا إجابات شافية لتساؤلاتهم في المراكز الأخرى.

وفضلا عن ذلك، هناك عدد من البلدان في المنطقة العربية التي تتعاون معها "وايبو"، والتي عموما أغلبها في مراحلها المبكرة من التطور باستثناء تجربتي الجزائر والمغرب التي تطورت كلاهما حقا في هذا المجال إلى حد كبير، ومن أهم عوامل ذلك: انضمام هاتين الدولتين في مجال مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار بشكل مبكر مقارنة بالدول الأخرى التي انضمت لاحقا. فقد أطلقت وايبو هذا البرنامج في العام 2009م، وبحلول العام 2010م كانت قد انضمت كل من المغرب والجزائر بالمنظمة لتطوير مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار الخاصة بها. ولأنهم التحقوا ببرنامج مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار في وقت مبكر من البرنامج، حققوا تقدما كبيرا جدا مقارنة بتلك البلدان التي انضمت في وقت لاحق.

أنا في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد وقعت بعض دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقيات مع "وايبو"، وكثير منها كانت قد أعربت عن رغبتها في الانضمام إلى مشروع مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار. لذلك، ومن أجل إبلاغ البلدان حول اتخاذ قرارات جيدة بشأن ما تريده من هذا المشروع وكيف يمكن تحقيق أهداف معينة، عقد مؤتمر إقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض في عام 2012م وفي تلك المناسبة، قدمت عروض حول أنشطة مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار على المستوى العالمي وصحبها أيضا تقديم استعراض تجارب لدول عربية منها على سبيل المثال المكتب المغربي للملكية الفكرية المعني ببراءات الاختراع حول عملية تنفيذ هذه المراكز من جانب كل من وايبو ومن خبرات البلد المحلية التي يمكن من خلالها للناس أن يتعرفون على التجارب ويضعون لأنفسهم رؤية بشأن ما يرغبون في الاستفادة منه والحصول عليه من هذا المشروع.

وفيما يتعلق بالفارق بين برنامجي البحث عن براءات الاختراع "باتينتسكوب"، و"إسبيسنت"، فإن أحد أهم التمارين العملية التي تدرب عليها المشاركين في حلقة العمل هو البحث عن براءات الاختراع باستخدام برنامج "باتينتسكوب" الذي توفره المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبرنامج ("إسبيسنت" الذي يقدمه المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع؛ حيث تعرف المشاركون على المقارنة بينهما. وقد تم اختيار هذين البرنامجين نظرا لوجود الكثير من أوجه التشابه بينهما؛ فكلاهما يمتلك نظم قواعد بيانات براءات الاختراع مجانية، بينما توجد بينهما بعض الفروقات من حيث المحتوى ومن حيث الوظائف، والمرونة المتاحة. وبالتالي يتلخص السبب في استخدام هذين البرنامجين كأمثلة عملية في إظهار أن هناك أنواعا متشابهة جدا من أنظمة البحث عن براءات الاختراع بينها اختلافات حقيقية وتوضيح كيف يمكن للباحث الوصول لبراءة الاختراع الخاصة به بالطريقة ذات الفعالية الأكثر.

تعليق عبر الفيس بوك