الشائعات ووسائل التواصل الاجتماعي

خلود العجمية

أخذت الشائعات حيزا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت تنتشر بسرعة هائلة؛ وذلك لأنها تصل إلى الفرد بطريقة مباشرة وسريعةّ عكس الإعلام التقليدي الذي يصل للمتابعين القلائل عبر قنوات توصيل عدة، تبدو أكثر تعقيدا وتطلبا لتصل في فترة ليست بسيطة إلى الجمهور.

ورغم أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي باتت جزءًا كبيرا من حياة كل فرد، وأصبحت من الأولويات والأساسيات في حياة العديد اليوم، إلا أنها تعتبر بيئة خصبة لنمو الشائعات وسرعة انتشارها.

فأصبحت الشائعات على رأس الأسباب التي تؤدي لمشاكل كبيرة ومعقدة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والدينية؛ فكم من الأسر التي تفككت علاقاتها بسبب شائعة خرجت على شاشة صغيرة لسبب أو لآخر، بل كم من سمعة تشوَّهت للسبب نفسه! الأمر الأعظم هو أن هذه الشائعات تؤثر بشكل قوي على المجتمع ككل؛ حيث يتناقلها الناس بينهم بشكل سريع دون التأكد من المصادر التي جاءت منها؛ وبذلك يقوم المتلقون بنشرها مباشرة مع إضافات ليس لها علاقة أو صلة بها. ويبقى هنا دور المتلقي الذي يلعب إما دورا سلبيا فيأخذها ويتأثر بها وينشرها سريعا، ومنهم من له الوعي الكافي ليلعب دورا حكيما في إيقاف هذه الشائعات فلا يأخذ بها ولا يضعها بعين الاعتبار... وهم قليلون جدا للأسف الشديد.

والمعروف أنَّه قد تكون بعض هذه الشائعات مقصودة وموجَّهة من أشخاص معينين يطلق عليهم اسم (العابثون أو المتطفلون) الذين هدفهم إلحاق الأذى بشخص معين أو مجتمع معين؛ حيث يقومون بتحضير وترتيب هذه الشائعات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم مُدركون مدى تأثير هذه الوسائل في المجتمع بشكل عام والفرد بشكل خاص؛ لذلك نلاحظ أنَّ الفرد أصبح يعتمد اعتمادا كليا على هذه الوسائل وأصبح هو الذي يصنع هذه الشائعات يؤثر ويتأثر بها.

لذلك؛ وللحد من هذه الظاهرة، يجب على كل فرد في المجتمع أن يقف وقفة محاسبة للنفس والتفكير في مثل هذه الرسائل قبل إعادة إرسالها دون معرفة صحتها.. ونرجو ألا يتم نشر أي خبر إلا بعد التأكد والتيقن من صحته وصحة مصادره.

تعليق عبر الفيس بوك