مهرجان الدبلوماسية الثقافية للشعر الإنساني بالرباط يحتفي بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية

الرِّباط - العُمانيَّة

أقيمتْ فعاليات الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية في مهرجان الدبلوماسية الثقافية للشعر الإنساني، في دورته الثالثة، التي اختتمتْ أمس بالعاصمة المغربية الرباط.

وقال أحمد التاغي رئيس الجامعة المغربية للشعر -في كلمة له خلال انطلاق الفعاليات الليلة قبل الماضية- إنَّ ما يُميِّز المهرجان في دورته الثالثة لهذا العام هو مشاركة السلطنة احتفاء المهرجان بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015.

ومن جانبه، أشاد سعادة السفير عبدالله الهنائي سفير السلطنة بالمملكة المغربية بالدور الريادي الذي تقوم به الجامعة المغربية للشعر، في التقريب بين الشعوب العربية والإسلامية، وتعميق الفهم المشترك بينها، مستخدمة دبلوماسية الكلمة نثرا وشعرا.

وأكَّد -في كلمته- أنَّ نزوى التي اختارتها منظمة إيسيسكو لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية 2015م، ترتكز على ماض عريق، على المستوى التاريخي والحضاري والثقافي والروحي، وهي تنعم اليوم بحاضر جميل مزدهر، في ظل النهضة المباركة.

وتحدَّث عن التواصل العريق بين الشعبين العماني والمغربي، الذي اختزل المسافة الطويلة بين الجهتين المتباعدتين شرقا وغربا؛ ذلك أنَّ التواصل بين الشعبين قديم جدًّا، والعلاقات الثنائية أخذت طابعها الرسمي في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، بإقامة علاقات الدبلوماسية، وما تبع ذلك من تأطير كافة مجالات التعاون بين البلدين.

ومن جانبها، أكدت أمينة الحجرية المدير العام المساعد لمنظمة إيسيسكو -في كلمة المنظمة- على أن المنظمة باعتبارها بيت خبرة، والضمير الثقافي للعالم الإسلامي، قد أولت موضوع التنوع الثقافي أهمية بالغة، وأسهمت بشكل فعال في النقاش الدولي حول هذا الموضوع، وتوِّجت الجهود بإصدار الإعلان الرسمي حول التنوع الثقافي، الذي اعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة، وقد أضحى الإعلان وثيقة مرجعية تعزز المبادرات الدولية في هذا المجال، خاصة الاتفاقية الدولية لحماية التنوع الثقافي التي اعتمدتها اليونسكو سنة 2005م.

وتحدَّثت عن مشروع عواصم الثقافة الإسلامية، ووصفته بأنه من أبرز المشاريع الحضارية التي تجسد عناية المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتنوع الثقافي، وهو مشروع اعتمده المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة سنة 2001م، والذي دعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى ترشيح مجموعة من المدن، حيث عملت إيسيسكو على اختيار ثلاث مدن منها كل سنة لتصبح عواصم للثقافة الإسلامية، تمثل المناطق العربية والآسيوية والإفريقية.

وخلال الحفل، تمَّ عرض فيلم تسجيلي عن مدينة نزوى، وألقى الكاتب عبدالله الريامي ورقة تحدث فيها عن تاريخ المدينة العريق والموغل في القدم، وما تمثله لدى العمانيين من ذاكرة ثقافية ومركزا سياسيا، وإشعاعا حضاريا، امتد إلى الأفاق البعيدة منذ فجر التاريخ، وامتد هذا الإشعاع إلى أنحاء مختلفة من العالم البعيد.

واستعرض الكاتب عبدالله الريامي -في ورقته- ما أشار إليه الكاتب والباحث كمال الصليبي في فصل "نبي من عمان"، أنَّ نزوى هي ذاتها مدينة نينوى القديمة، وفي العصر الإسلامي لعبت نزوى دورا كبيرا في دحض قوى الاستعمار.

كما تمَّ عرض صور ضوئية لمدينة نزوى عكستْ جماليات المكان المتمثل في المعالم الأثرية كالقلعة والحصن والحارات الأثرية، وسلَّطت الصور الضوء على التاريخ الثقافي للمدينة؛ حيث أبرزت جانبا من المخطوطات والكتب التي ألفها كبار العلماء في نزوى، وكذلك الهبات الطبيعية للمدينة كالأفلاج؛ من بينها: فلجا دارس والخطمين.

وألقى الشاعر العماني حمود بن علي العيسري مساعد الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، قصيدة بعنوان "حديث المشرق والمغرب"، كما ألقى الشاعران السعودي محمد الجلواح والمصري سمير درويش قصيدتين ضمن فقرات الاحتفال.

حضر الحفل عددٌ من أصحاب السعادة السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي بالرباط وشخصيات ثقافية وشعرية من المدعوين للمهرجان، إضافة إلى عددٍ كبيرٍ من المهتمين بالشأن الثقافي في المغرب.

تعليق عبر الفيس بوك