مشاركون: توصيات "ندوة ثقافة الطفل" تعزز تطوير المناهج ودعم مؤسسات التعليم للنهوض بدورها التنموي

مسقط - محمد البلوشي

خرجت ندوة "ثقافة الطفل"، التي نظمتها وزارة التنمية الاجتماعية بجامعة نزوى في الأسبوع الأول من شهر مايو الجاري، بجملة من التوصيات حملت في طياتها العديد من النقاط المتعلقة بالنهوض بمكانة الطفل في السلطنة.

وقد أولت الوزارة جوانب الطفولة جل اهتمامها لأجل إعداد جيل المستقبل والنهوض بالطفولة وخلق سواعد واعية ومدركة لدورها التنموي في خدمة المجتمع، ولذلك فإنّ إقامة العديد من الأنشطة والبرامج والملتقيات لقطاع الطفولة في مختلف محافظات السلطنة يعتبر من الغايات الأولية التي تهدف إلى تنمية وتطوير إبداعات الأطفال ومساعدتهم على تطوير ذاتهم وقدراتهم العلمية والعملية.

ومن أبرز التوصيات، الاهتمام بالأسرة النواة (خاصة بالمربين) وتزويدها بالمفاهيم والقيم التربوية التي تعينهم على تربية أطفالهم تربية فاضلة في محيط أسري متماسك، وأهمية تكامل دور مختلف مؤسسات المجتمع المختلفة في عملية التنشئة الثقافية للطفل، وكذلك ضرورة دعم مؤسسات تعليم الطفل ما قبل المدرسة وزيادة انتشارها كونها مؤسسات مهمة في تشكيل الهوية الثقافية لهم، وتطوير مناهج الأطفال لتكون قادرة على تعزيز القيم والثقافة وتقديم المزيد من أنشطة التعليم التعاوني، وأيضاً التوصية بتشجيع ودعم المبادرات التطوعية المتعلقة بثقافة الطفل، وتشجيع البحث العلمي والدراسات الميدانية في هذا المجال، إضافةً لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة التي تدعم البرامج في هذا الجانب، وإقامة المكتبات والمراكز الثقافية في جميع محافظات وولايات السلطنة، إلى جانب تعزيز دور الوسائل الإعلامية لدعم ثقافة الطفل العماني.

كما تضمنت الندوة توصيات جلسة العمل الحوارية للأطفال وأولياء أمورهم وهي توفير المكتبات الثقافية وتوفير الكتب الخاصة بالطفل، وبذل الجهود في تطوير جميع المجالات المعنية بالطفل، وكذلك فكرة الحقيبة المدرسية والمتمثلة في ثقل هذه الحقيبة المدرسية من الناحية الصحية وإعادة النظر في نوعية المناهج، واكتشاف المواهب الطلابية والاهتمام، وأيضاً تفعيل دور الإعلام في تثقيف الأطفال ووضع قناة خاصة بالأطفال كملحق خاص لهم في الجرائد والصحف، وتشريب المناهج الدراسية بالقيم والأخلاقيات الدينية، إلى جانب توفير مسارح أهلية تقدم مسرحيات للأطفال.

أساس بناء الأمة

من جانبه، أكد معالي الشيخ محمد بن عبد الله الهنائي مستشار الدولة أن ندوة "ثقافة الطفل" تشكل أهمية خاصة، لاسيما وأنها تعنى بثقافة الأطفال الذين هم أساس بناء الأمة ووقود حركتها ومستقبلها، موضحاً بأنها تحمل بين طياتها مفهوماً سامياً حول دعوة المجتمع إلى الأخذ بالوسائل التي تجعل الطفل ينشئ على الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة والعادات الحميدة.

فيما أوضح سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية أن هذه الندوة جاءت إيماناً من الوزارة بمكانة الطفل الذي يمثل أساس الأسرة، ولذلك فإن الوزارة تولي اهتماماً بالغاً بهذا الجانب من أجل إعداد جيل المستقبل والنهوض بالطفولة لخلق سواعد واعية ومدركة لدورها التنموي في المجتمع، موضحاً بأن مثل هذه الندوات والبرامج تهدف إلى تطوير إبداعات الأطفال وتسهم في انفتاحهم على العالم المعاصر، مؤكداً بضرورة غرس القيم النبيلة لدى هؤلاء الأطفال لبناء أسرة ذات قيم إسلامية ومنها مجتمع واعي قادر على مواكبة التغيرات.

وبشأن آلية تنفيذ توصيات الندوة، أشار الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية بالوزارة إلى أن هذه التوصيات يتم تنفيذها من خلال إعداد خطة لتنفذها على مستوى الوزارة بدوائرها المختلفة، موضحاً أنه تتم عملية توجيه هذه الدوائر بتنفيذها وفق برامجها السنوية. وأوضح أنه فيما يتعلق بالجهات الأخرى ذات العلاقة في هذا الجانب، فإنه يتم عرض هذه التوصيات عليها لاتخاذ اللازم، بالإضافة إلى عرضها على لجنة متابعة تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل، كما تستكمل متابعتها برصد ما تحقق والاستمرار بإكمالها. ولفت إلى أنّ بعض هذه التوصيات تحتاج لخطط بعيدة المدى، منوهاً بضرورة متابعة هذه التوصيات بشكل مستمر ودائم خصوصاً بما يتعلق بتوصيات الأطفال التي جاءت من حلقة العمل المصاحبة للندوة، حيث إنّ الأطفال هم مستقبل السلطنة الواعد.

شرائح مختلفة

وزاد مدير عام التنمية الأسرية أنّ هناك مجموعة من البرامج الموجهة للطفل خلال العام الجاري، فيما يتعلق بالطفل، كالتوعية بقانون الطفل الصادر بالمرسوم السلطاني 22/2014، والذي يعد من أبرز خططها. وأكد أن الوزارة نظمت العديد من البرامج في هذا الجانب في مختلف محافظات السلطنة، وهذه البرامج لها دور في تعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم، مبيناً أنّ هناك برامج أخرى لهذا العام تتعلق برعاية الأطفال الفاقدين للسند الأسري وموضوع الحضانات الأسرية، وبرامج لتنمية مركز رعاية الطفولة، وكذلك برامج متعلقة بحماية الأطفال من الإساءة من خلال لجان الحماية، كما أن هناك برامج إرشادية للأسر في كيفية التعامل مع هذه الفئة.

وأضاف المعولي أنّ هناك خطة مستقبلية تسعى الوزارة لتحقيقها كبناء الإستراتيجية الوطنية للطفولة، والتي ترتكز على قانون الطفل، وانضمام السلطنة للاتفاقيات الدولية التي تنبع من واقع حقوق الطفل، مؤكداً أنّ هذه الإستراتيجية لها أبعاد اجتماعية وتعليمية وصحية وثقافية وترفيهية، متمنياً أن تخرج هذه الإستراتيجية بمجموعة من البرامج والآليات التنفيذية التي تتيح للأطفال حقوقهم والاهتمام بالتنمية المعرفية والثقافية لديهم، وإيجاد أماكن ترفيهية، وتوفير أندية ثقافية لهم بمختلف المحافظات بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

فيما أبرز سعيد بن سليمان القري مدير عام التنمية الاجتماعية بمحافظة الداخلية أهمية ندوة "ثقافة الطفل" على الأسرة والمجتمع، وقال إن ثقافة الطفل ليست حديثاً من باب الترف الفكري وإنما هو من ضروريات الحياة العصرية، مشيراً إلى أن الثقافة لأي مجتمع تمثل إحدى الركائز الأساسية التي من خلالها نتعرف على أسلوب الحياة السائد فيها وهي المرآة العاكسة لقيم المجتمع الروحية والفكرية.

من جانبها، قالت سلمى بنت مصطفى اللواتية كاتبة وناشطة اجتماعية إن مرحلة الطفولة مهمة من الناحية الدينية والاجتماعية والتربوية، وهذه المرحلة تحدد من خلالها الجوانب التي ترسم لهم النهوض بالمجتمع، وتشكيل وجهتهم الحضارية حيث تكون عليه صورتهم المتجددة التي تستطيع أن تواكب كل التغيرات الحاصلة في العالم من حولهم، موضحةً أن المؤسسات الحكومية والخاصة في هذا الجانب بحاجة إلى هيكلة في أطر واضحة تتناسب مع القوانين المنظمة لهذا الشأن، والبناء عليها ضمن برامج تتجه نحو التكامل بعيدًا عن الازدواجية التي من شأنها بعثرة الجهود.

تعليق عبر الفيس بوك