الرئيس الإيراني يفتتح معرض طهران الدولي للكتاب.. والسلطنة ضيف شرف الحدث الثقافي

طهران - العمانية

افتتح فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس معرض طهران الدولي للكتاب في دورته الثامنة والعشرين بالعاصمة الإيرانية طهران بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام الذي يرأس وفد السلطنة المشارك في المعرض. وتشارك السلطنة ممثلة بوزارات الإعلام والتراث والثقافة والأوقاف والشؤون الدينية كضيف شرف في فعاليات المعرض التي تنطلق اليوم الأربعاء ويستمر حتى 16 مايو الجاري.

وألقى فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية كلمة له في حفل الافتتاح قال فيها إن سبيل التنمية والتطوير يمر عبر قراءة الكتاب، مؤكدا على ضرورة إيلاء الاهتمام للثقافة الدينية والوطنية في نشر الكتب مشيرًا إلى أن لغة الإسلام هي لغة الكتاب والرشد وليس السيف والعنف وأن جزءا كبيرا من الدبلوماسية الثقافية في التعامل الإقليمي والدولي يتم عبر الكتب والمعرفة.

وأضاف روحاني أنه يجب أن تكون مبادئنا في نشر الكتب واضحة وشفافة وبعيدة عن النزعات السياسية والحزبية وضرورة ضمان الأمن والحرية في اطار المبادئ الأخلاقية لأصحاب القلم.

وأوضح روحاني أن معالم الثقافة الإيرانية والإسلامية تتجسد في كتب مثل ملحمة رسالة الملوك" الشاهنامة" للشاعر الإيراني فردوسي وأشعار الشاعرين الإيرانيين سعدي وحافظ في كتابيهما بوستان وكلستان، مضيفا أنّ العالم يتعرف على الحضارة الإيرانية عبر الكتاب أنّ كتاب "القانون".

في الطب" لابن سيناء كان مصدرًا علميًا للعلماء والباحثين في جامعات الغرب والشرق. كما اعتبر الكتاب هو لسان الإسلام الناطق رافضا المقولة التي روجت بأن انتشار الاسلام في العالم كان بحد السيف.

كما ألقى معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام كلمة السلطنة في افتتاح المعرض رحب فيها بفخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأصحاب المعالي والسعادة والمفكرين والاساتذة والحضور .

وقال معاليه إنّه لشرف كبير لي أن أقف هنا اليوم مهنئا إيّاكم بافتتاح هذا المعرض ومشاركًا زملائي فيه نيابة عن حكومة سلطنة عمان. مضيفا أنّ حكومة السلطنة سعيدة بهذه الحفاوة وهذا التقدير من الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتمثل في اختيار السلطنة لتكون ضيف شرف معرض طهران الدولي للكتاب 2015 وإذ نتقدم إليها بالشكر الجزيل والتقدير الكبير على هذه المبادرة لنرجو أن تكون مشاركتنا ثرية بمضمونها وافرة بمعارفها وبما ستتيحه للزائرين من التعرف على جانب مهم من جوانب النتاج العماني الفكري والحضاري .

وأوضح معالي الدكتور وزير الإعلام أنّ العلاقات التي تربط البلدين الصديقين ليست وليدة اليوم بل هي امتداد لحقب قديمة ومنطلق إلى مستقبل أكثر إشراقا - بإذن الله -بمساندة من قيادة البلدين الساعية لتوفير الأمن والاستقرار في المنطق.

وأشار إلى أنّ العلاقات بين السلطنة وإيران في نمو مستمر في مختلف المجالات مثل الغاز والطاقة والمجال الطبي والنقل البحري والتبادل التجاري والسياحي والتعاون الثقافي والإعلامي وغيرها.

وذكر معاليه خلال كلمته أنه بعيدًا عن مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي الظاهر للعين كمجلس الأعمال العماني الإيراني المشترك فإن هناك تعاونا موازيا في المجال الثقافي والإعلامي وعلى سبيل المثال لا الحصر المشاركة في معارض الكتاب وإقامة معارض ثقافية وفنية متبادلة وترحيب بالتعاون في الإذاعة والتلفزيون بين البلدين وتوقيع مذكرات تفاهم بين وكالات الأنباء ووجود صفحة أسبوعية في جريدة عمان تتناول أبرز ما نشر في الصحافة الإيرانية إلى غير ذلك من مجالات التعاون.

وذكر معاليه أنّ السلطنة تتطلع دوما إلى تطوير وتقوية هذه العلاقات ورفع مستواها وأظهر دليل على متانتها الزيارات المتبادلة مؤخرا بين قيادتي البلدين بحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وفخامة الدكتور حسن روحاني.

وأشار معاليه إلى أن معارض الكتب في مختلف أنحاء العالم تشكل ساحة تهدف إلى تعميق الصلات وتوثيق العلاقات وتساهم في التقريب بين الثقافات ونشرها في مختلف الأوساط العالمية وهي مكان رحب للازدياد من مناهل الفكر والعلم والمعرفة .. مضيفا أنه في خضم النزاعات والخلافات التي تسود العالم فإننا اليوم بحاجة ماسة إلى التسامح والحوار وتبادل الآراء وقبول الآخر للوصول إلى صيغ توافقية تخدم كل الأطراف وهذا لن يأتي إلا بوجود نية صادقة وإرادة لإيجاد الحلول لكل المعضلات محليا وإقليميا ودوليا وما هذه المعارض إلا نافذة مهمة من نوافذ الحوار وفرصة مواتية للتقارب والتعايش الفكري بين مختلف الأطياف والمجتمعات والتعارف عليها عن قرب ويقين .

وفي هذا الجانب أوضح معاليه أن السلطنة تدعم أواصر التعاون مع مختلف دول العالم وتنتهج الحوار البناء في مختلف القضايا بل وتدعو إليه في المحافل والاجتماعات كونه السبيل الأمثل لتسوية أية خلافات وتوليه الأولوية قبل كل خيار في جميع مراحل التفاوض ساعية لتوثيق علاقاتها مع شعوب العالم وفق سياسة الانفتاح والاعتدال وقائمة على مبدأ احترام الآخر وعدم التدخل في شؤون الدول جاهدة للتواصل مع الجميع ونشر السلام والوئام .

وقال معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني إن هذه المشاركة تأتي من السلطنة ترسيخا لهذا الجانب وإيمانا منها بأهمية مثل هذه المعارض ورغبة منها في مشاركة شعوب العالم هذا الحضور الغفير وتلبية للدعوة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ممثلة في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.

وبين معاليه حرص مشاركة السلطنة في معرض طهران الدولي للكتاب كونه من المعارض التي تشهد إقبالا متزايدا وارتأينا مناسبة التنوع في مشاركتنا هذه تنوعا يليق بهذا الحدث الدولي حيث ستكون هناك فعاليات مصاحبة لجناح السلطنة ستتنوع على المحاضرات وعرض للمخطوطات وفيلم وثائقي ومعرض للصور والفنون التشكيلية والأزياء والحرف اليدوية ومعزوفات لفرقة العود التقليدية .

ووجه معاليه في ختام كلمته الدعوة للجميع لزيارة جناح السلطنة في هذا المعرض وحضور الفعاليات المصاحبة له وفعاليات الليلة العمانية التي ستقام في برج ميلاد غدا الخميس.

بعد ذلك تجول فخامة الرئيس الإيراني والحضور في معرض طهران الدولي واطلعوا على أهم الكتب المعروضة كما زار فخامته جناح السلطنة واطلع على أهم الكتب والمخطوطات المعروضة بالإضافة إلى الصور التراثية والحضارية والسياحية والأزياء العمانية وخلال الزيارة قدم معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الاعلام هدية تذكارية إلى فخامة الرئيس الإيراني .ويتضمن جناح السلطنة العديد من الأقسام من بينها قسم للكتب وآخر لعرض المؤلفات والاصدارات والنشرات الثقافية والأدبية والاقتصادية والسياحية العمانية.ويضم الجناح كذلك قسماً للتوزيع وقسماً تعرض بين جنباته مجموعة من اللوحات الفنية والصور التراثية والحضارية والسياحية التي تتحدث عن حياة الانسان العماني إضافة إلى قسم للأزياء العمانية التي تمثل مختلف ولايات السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك