إدارة البيئة بالظاهرة تنفذ مشروعا لإعادة تدوير الإطارات بالتعاون مع "بلدية عبري"

عبري - ناصر العبري

قالتْ مُنيرة بنت راشد العبرية المفتشة البيئية، إنَّ مشروع إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة الظاهرة لإعادة تدوير الإطارات يهدف للفت انتباه المجتمع المحلي إلى مدى خطورة هذه المواد المنبعثة من الإطارات وتشجيع المجتمع على إعادة تدوير المخلفات والاستفادة منها قدر الإمكان، بدلا من إتلافها وإحراقها. وانطلاقا من اهتمام الوزارة ممثلة بإدارة البيئة والشؤون المناخية بالمحافظة ونحو توطيد التواصل والتعاون المشترك مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع بلدية عبري ممثلة في قسم التوعية والإعلام وقسم التشجير.

وحول مخاطر انبعاث الدخان الصادر من حرق الإطارات، قالت العبرية: إنَّ الكثيرَ من الناس يعتقدون أن حرق النفايات والإطارات ليست سوى مصدر إزعاج للناس، وأنها عملية تولد فقط "دخان" ليس له تأثير واضح على البيئة أو على الإنسان، ولكن الحقيقة غير ذلك؛ فإطارات السيارات تتكون من المطاط الصناعي المصنّع من مركبات البنزين ومشتقاته والكربون الأسود والكبريت وأكسيد الزنك والشمع والفولاذ، وعند احتراقه يبعث غاز أول أكسيد الكربون ومعادن ثقيلة ومواد عضوية متطايرة وجزيئات صغيرة تدخل الجهاز التنفسي وتترسب في أعماق الرئة؛ مما يترتب عليه آثار ضارة وخطيرة على المدى البعيد. كما أن حرق الإطارات يصاحبه إطلاق كميات هائلة من الغبار والرماد والكثير من الغازات السامة والانبعاث التي تؤثر على الغلاف الجوي والصحة العامة، وتسبب تلوثا للتربة والمياه الجوفية؛ حيث ينتج عن حرق النفايات بشكل عام والإطارات بشكل خاص أدخنة لخليط من ملوثات؛ أهمها: الديوكسينات والفيورانات والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وتنتج بسبب درجات حرارة الاحتراق المنخفضة التي تتعرض لها.

وأضافت بأنَّ هذه المركبات تتميز بقدرة عالية على الانتقال لمسافات طويلة والاستقرار على المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والمراعي، وبإمكانها أيضا التراكم في السلسلة الغذائية, ولا تختفي مع الوقت بل تتراكم في دهون الحيوانات والبشر, ورغم أنَّ معظم الناس لديهم مستويات من الديوكسين المتراكم في أنسجتهم على مدى حياتهم، إلا أنه لا يوجد مستوى آمن من التعرض للديوكسين، وحتى عند مستويات منخفضة للغاية، كما تترتب عليه مجموعة واسعة من الآثار الصحية الخطيرة الممكنة بما في ذلك ضعف الإخصاب، والعجز، والإصابات المرتبطة بالنمو، وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب, وتم تحديد الحرق المكشوف للمخلفات ومنها الإطارات من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية على أنه "أكبر مصدر من حيث الكمية" لانبعاث الديوكسين، وهي مادة شديدة السمية حتى عند انبعاثها بمستويات منخفضة للغاية، وترتبط بمشاكل صحية خطيرة على البشر.

وأكَّدت العبرية أنَّ حرق الإطارات ينتج غازات أخرى كثاني أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين إلى جانب أكثر من 20 ملوثا خطرا أهمها البنزين والرصاص والزرنيخ والكادميوم والكروم والزئبق، وتلك المواد قادرة على إتلاف الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والكلى والكبد للأشخاص الذين عن القرب لتلك الانبعاث أو تعرضوا لها نتيجة انتقال الأدخنة لهم بسبب سرعة الرياح واتجاهها، وبالتالي لا يتأثر الناس في المناطق القريبة من الحريق فقط ولكن يتأثر المارة أيضا بسبب الكم الهائل من التلوث، وتتسبب تلك الغازات في العديد من الأمراض وأبرزها سرطان الرئة والأمراض التنفسية وانقباض الصدر وتضيق القصبات الهوائية، كما ان الغازات السامة المنبعثة من حرق الإطارات تؤثر سلباً على الصحة العامة.

وأوضحت العبرية أنَّ أضرارها تشمل الإصابة بالصداع وصعوبات في التنفس خاصة للمصابين بالربو وتسارع نبضات القلب وعدوى الجهاز التنفسي وتلف الكبد والكلى والسرطان وقد يؤدي للموت في أحيان كثيرة، وأكثر الفئات تأثراً بهذه المواد هم الأطفال والأجنة في أرحام أمهاتهم والرضع والمسنين ومرضى الربو، ومن يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

وعن مراحل تنفيذ المشروع، قالت العبرية إنه عبارة عن حديقة مصغرة لتجميع الإطارات والعمل عليها وطلائها ووضع التصور المبدئي للأفكار التي نرغب في تنفيذها, إلى جانب تنفيذ هذه الأفكار بصنع المراجيح والألعاب الأخرى وتصميم بعض أشكال الحيوانات لإضفاء بعض المرح, وتم وضع بعض الإطارات كأحواض لزراعة بعض الورود في خطوة لدمج أهمية التشجير وإعادة التدوير. وتنفيذ بعض الرسومات على الإطارات لكون المشروع تم تنفيذه في مدرسة للأطفال. وأشارت إلى أن مثل هذه المشاريع قد لا تحتاج إلى الإمكانيات المادية الضخمة بالقدر الذي تحتاج فيه إلى فريق عمل متكامل من الشباب العماني الطموح والذي يملك من الأفكار والإبداع ما يستطيع به أن يخطو خطوة حقيقة في تنفيذ هذه المشاريع البيئية إذا ما وجدوا الدعم المناسب.

تعليق عبر الفيس بوك