"الفرقة 9".. مسلسل كرتوني يبرز التكامل بين الشرطة والمؤسسات الخاصة لمكافحة الجرائم

◄ 15 حلقة متنوعة تنتجها شرطة عُمان السلطانية لتعرض في شهر رمضان المقبل

◄ الزدجالي: لابد من نشر الثقافة القانونية لحماية المجتمع من جرائم الاحتيال الإلكتروني

◄ الكيومية: المسلسل يهدف لتوعية المجتمع بالجرائم المستحدثة ووسائل الوقاية منها

◄ تتسم أحداث المسلسل بالطابع البوليسي المشوّق وتتناول كلُّ حلقة قضية مختلفة

◄ المتسللون والاحتيال الإلكتروني و"الهاكرز" والتحايل البنكي.. أهم القضايا المطروحة

تستهدفُ شرطة عُمان السلطانية من إنتاج المسلسل الكرتوني الشرطي "الفرقة 9"، الذي يُنتظر عَرْضه في رمضان المقبل، إظهارَ مدى التقدُّم التقني لشرطة عُمان السلطانية -والجهات الرَّاعية- في التعامل مع الجريمة بكافة أشكالها، وتحقيق أمن وأمان الوطن والمواطن، كما توضِّح الآليات التكاملية بين الشرطة والمؤسسات الخاصة والعامة في تحقيق هذا الهدف السامي.. وتتَّسم أحداثُ جميع حلقات المسلسل بالطابع البوليسي المشوِّق، في حبكة درامية مدروسة من جميع الزوايا، وستتناول كلُّ حلقة قضية مهمَّة من القضايا الساخنة على الساحة؛ منها: المتعلقة بقضايا الاحتيال الإلكتروني المختلفة -مثل: هاكرز، والاحتيال الإلكتروني، وقضايا الأحداث والتكنولوجيا، وقضايا الهواتف، والتحايل البنكي، والإيميلات الكاذبة- إضافة إلى قضايا المتسللين، وتعاون المجتمع وأفراده مع الجهاز.

وترجع أهمية المسلسل إلى أنَّ الأعمال الكرتونية أصبحتْ من أهم وسائل التواصل التي تعتمد عليها المؤسسات لإيصال رسائلها الإعلامية والتوعوية إلى المتلقي، وتستخدم في ذلك الوسيلة المباشرة كالخطاب التوعوي وغير المباشرة كالمواقف الطريفة أو التشويقية في قالب جاذب، وقد نَجَح الكرتون إلى حدٍّ كبير في جذب كافة الشرائح حتى حظي بحضور عالمي في هذا المضمار، وأصبح وسيلة فاعلة وناجعة ومقبولة من كافة الأفراد والأطياف بالمجتمعات.

مسقط - الرُّؤية

وتأتي قضية الاحتيال الإلكتروني على رأس القضايا المهمة التي سيُعالجها المسلسل "الفرقة 9"؛ حيث ظهرتْ في الآونة الأخيرة طرق احتيالية حديثة مسايرةً للتطور الملحوظ في المجتمع من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وتكمُن تلك الأساليب الجُرمية في قيام الجناة بانتحال صفة شركات عالمية تتعامل مع شركات ورؤساء في الشبكة؛ بحيث يقومون بالتواصل معهم بواسطة البريد الإلكتروني، ويتم إبلاغ الشركات المحلية بتغيير عنوان ورقم الحساب البنكي للشركة العالمية، ويتم إرسال رقم حساب آخر يخص الجناة؛ وبذلك تقوم الشركات المجني عليها داخل السلطنة بتحويل مبالغ إلى رقم الحساب البنكي الجديد على اعتبار أنهم يتعاملون مع الشركة الأصلية.

وهناك عدَّة طُرق ووسائل يستخدمها الجناة؛ مُستغلين بذلك وسائل التواصل الاجتماعي للاحتيال على المجني عليهم؛ ومن ذلك: الاحتيال عن طريق عمليات الترويج لبعض المنتجات التجارية الوهمية من خلال جذب مُتصفِّحي المواقع الاجتماعية واستدراجهم وإغرائهم وإيهامهم بجودة المنتج العالية. وعلى ضوء ذلك، يقوم المجني عليه بتحويل المبالغ المالية عن طريق محلات الصرافة، لكنه يتفاجأ بعد وصول البضاعة وعندما يحاول التواصل مع مروج البضاعة، أنه قد تمَّ إغلاق الموقع أو يتم تجاهله من قبل مؤسس الموقع، كما يُعد الابتزاز إحدى الطرق الجديدة للاحتيال عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث يعمد الجاني إلى تهديد المجني عليه بنشر بياناته وصوره الخاصة التي تحصَّل عليها بشكل أو بآخر من مصادر مُختلفة، ويستغل الجاني هذا الموقف بطلب مبالغ مالية من المجني عليه مُقابل عدم النشر.

عمليات استغلال متطوِّرة

وتمَّ رصد عمليات استغلال مُتطوِّرة تستهدفُ الباحثين عن عمل؛ وذلك من خلال البحث في المواقع الإلكترونية للأشخاص الباحثين عن عمل، أو البحث في جامعات لطلب دراسة والحصول على مؤهلات علمية، ويتم أخذ المعلومات المطلوبة من المجني عليه؛ بهدف التواصل معه، ويتم إيهامه بعد ذلك بضرورة اجتياز دَوْرة مُتخصصة في الإنترنت للحصول على الوظيفة، ويُطلب منه دفع رسوم التسجيل عن طريق البطاقة الائتمانية، ويتم أخذ المبالغ على مراحل ليكتشف المجني عليه في الأخير أنه كان هدفا للنصب والاحتيال. كما تمَّ رصد أسلوب إجرامي جديد يتمثل في قيام عصابات إجرامية بعمليات اختراق للحسابات البنكية للعملاء؛ حيث تقوم تلك العصابات بإيهام أحد الباحثين عن عمل بأنه قد تم توظيفه بوظيفة محصِّل ديون كوكيل لهم في السلطنة، ومن اشتراطات الوظيفة أنه يجب أن يكون لديه حساب بنكي إلكتروني، وبعد أن يقوم أفراد العصابة بعملية الاختراق لحسابات بنكية معينة يتم تحويل المبالغ لحساب المجني عليه، ثم يُطلب منه أن يقوم بتجميع تلك المبالغ وتحويلها بعد أخذ نسبة له مقدرة بـ5% عن طريق محلات الصرافة.

ومن بَيْن القضايا الإلكترونية التي انتشرتْ في الآونة الأخيرة: قضية التهديد الإلكتروني؛ حيث تبدأ العملية من خلال تلقي المجني عليه رسالة إلكترونية ينتحلُ فيها المرسل صفة الأنثى، ويرغب في إقامة علاقة عاطفية مع المجني عليه، وبعد أنْ يتم تبادل الرسائل بين الطرفين يتم استدراج المجني عليه بإرسال صور أو مقاطع فاضحة عنه كصور عارية وما شابه؛ فيقوم المجني عليه بإرسال هذه الصور، وبعد استلامها من قبل (الجاني) تتم عملية التهديد بنشر هذه الصور بالمواقع الالكترونية إنْ لم يتم تسليمه المبالغ المطلوبة من قبله، وهكذا يقع المجني عليه في مصيدة الاحتيال.

وتتناول حلقات مسلسل "الفرقة 9" الكرتوني المخصَّصة عن الاحتيال الالكتروني هذه الوسائل الاحتيالية، وإبراز دور شرطة عُمان السلطانية في التصدي لها، والتوعية بخطورتها؛ حيث دأبتْ الشرطة -مُمثلة في الإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية (إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية)- على تحذير الأفراد والمؤسسات وتنبيههم بضرورة توخي الحذر والحيطة في التعاملات الإلكترونية، كما أنها تشدِّد وتحذِّر من التجاوب للرسائل الإلكترونية المشبوهة والتواصل مع مُرسلي هذه الرسائل أيًّا كانت الصور والإثباتات المقدَّمة من قبلهم.

مُشاركة مُجتمعية

ولأنَّ موضوع الاحتيال الإلكتروني يرتبط بأفراد المجتمع العُماني، فقد قامتْ مُؤسَّسات خاصة من باب مسؤوليتها الاجتماعية -كلٌ في مجال اختصاصه- بالمشاركة في إنتاج هذا المسلسل الكرتوني الشرطي "الفرقة 9"، وقد ناقشتْ حلقة مُنتدى إذاعة الوصال يوم الثلاثاء 7 أبريل الجاري إحدى حلقات مسلسل "الفرقة 9" عن الاحتيال بواسطة الهاتف النقال والبريد الإلكتروني؛ وذلك من خلال استضافة خالد الزدجالي رئيس دائرة الشؤون الخارجية للعلاقات الحكومية، ومنال الكيومية رئيسة دائرة المسؤولية الاجتماعية والرعاية في الشركة العُمانية-القطرية للاتصالات "أوريدو".

وقال الزدجالي: إنَّ الاحتيال هو الكسب غير المشروع، وتتعدد أساليبه وفنونه في استدراج الأشخاص. ومع تطوُّر قطاع الاتصالات تطور الاحتيال، وقد أصبحتْ لدينا مجالات احتيال جديدة في السلطنة، والجهات المختصة لها بالمرصاد، وأغلبها يقوم به آخرون من خارج السلطنة.. موضحا الزدجالي بأنَّ شركة "أوريدو" تعتمد اللغة العربية والإنجليزية والهندية، وعليه يُمكن التعرف على المحتالين عندما يتحدَّثون بغير هذه اللغات.. مضيفا بأنَّه يُوجد في موقع الشركة الرسمي "أوريدو" نصائح وإرشادات للتعامل مع مثل هذه الاتصالات المشكك فيها، إلى جانب أساليب الاحتيال الأخرى.. مؤكدا في الوقت نفسه أنَّه لا بد أن يكون لدينا ترسيخ لفهم الثقافة القانونية بالاطلاع على الجريدة الرسمية وقانون هيئة تنظيم الاتصالات...وغيرها من القوانين ذات الصلة؛ فالإغراءات تأتي بأساليب مُتعددة، لكن هدفها واحد، ولا بد من الوعي والاحتياط، والاستفادة من البيئة الواعية والمتماسكة في السلطنة.

أهدافٌ توعويَّة

وقالتْ منال الكيومية: إنَّ مسلسل "الفرقة 9" هدفه توعوي، ولم تتردَّد شركة "أوريدو" لحظة في المشاركة فيه، وهو يأتي من باب مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع العُماني. وأوضحتْ الكيومية -في حديثها عن الرسائل المشبوهة- أنَّه منطقيًّا لا يُصدق أي شخص الرسائل التي تأتي في وقت مُتأخر، وللتأكد منها يُمكنه الاتصال بخدمة العملاء المتوفرة على مدار الساعة.

وأضافتْ بأنَّ العرض الحقيقي الذي يظهر في الرسالة النصية هو نفسه في جميع قنوات التواصل الاجتماعي الرسمي للشركة، وعليه فإنَّه يُمكن للشخص أن يتأكد من ذلك بالدخول إلى هذه الحسابات.. وأكَّدت الكيومية أنَّ مُجتمعنا العُماني مُترابط، وينتج عن ذلك التعاون بين أفراده، وكل شخص مسؤول مسؤولية اجتماعية عن الوعي بمثل هذه الاحتيالات وأساليبها المتنوعة.

جهات راعية

يُذكر أنَّ مسلسل" الفرقة 9" عبارة عن وحدة خاصة تتكوَّن من تسعة أعضاء يعملون بشرطة عُمان السلطانية؛ خمسة منهم يمثلون الطاقم الرئيسي، وأربعة يمثلون الطاقم المساند. ويمثل كل فرد من أفراد الطاقم الرئيسي مهارة ورتبة مختلفة داخل الجهاز، وخلال المسلسل سيقوم أفراد الفرقة بحل مجموعة من الجرائم، مُستغلين كافة طاقاتهم المميزة في سبيل ذلك، رغم المواقف الصعبة التي يواجهونها والضغط الكبير الذي يتعرَّضون له وفقا لخطوط السيناريو بكل حلقة.. ويتكون المسلسل من 15 حلقة تُعرض في شهر رمضان المقبل وهو من إنتاج شرطة عُمان السلطانية، وبرعاية كلٍّ من: شركة الاتصالات العُمانية القطرية "أوريدو"، وشركة تنمية نفط عُمان، وجلفار للهندسة والمقاولات، وسهيل بهوان للسيارات كمنتج مشارك، والبنك الوطني العُماني، وتيجان، ومجموعة سعود بهوان كراعٍ بلاتيني، ونفط عُمان كراعٍ ذهبي، وعُمانتل كراعٍ فضي، والفيروز، وسترباج عُمان، ومجموعة مصطفى سلطان، ودليل للنفط، والشركة العُمانية لإدارة المطارات، وصلالة للميثانول، وبنك إتش.إس.بي.سي-عُمان، وإثراء كراعٍ مُشارك، وسابكو للإعلام (الوصال إف.إم-ميرجإف إم-مجلة واي)، ومؤسسة عُمان للصحافة والنشر كراعٍ إعلامي، وأثير كمدير للحملة الإعلامية. أما المنتج المنفذ للعمل فهو شركة المؤنس للإنتاج الفني والتوزيع التي سبق لها أن أنتجت مجموعة من الأعمال الكرتونية؛ أهمها: مسلسل "يوم ويوم".

تعليق عبر الفيس بوك