اليونان.. سواحل ذهبية تعانق زرقة البحر على وقع سحر الأساطير القديمة

- أكثر من 20 مليون سائح سنويًا

- وجبات بنكهة الزعتر وزيت الزيتون وعصير الليمون

مسقط - الرؤية

نظم طيران الخليج رحلة للإعلاميين وممثلي وكالات السفر والسياحة بالسلطنة لزيارة جمهورية اليونان الديمقراطية لمدة 5 أيام، وذلك بهدف التعرف والوقوف على أهم المعالم الأثرية والسياحية بها، حيث شملت الرحلة زيارة مجموعة من المواقع والمزارات السياحية التي تشتهر بها الجمهورية، والتي تقع في جنوب شرق أوروبا والتي تبلغ مساحتها حوالي 130 ألف كيلومترا مربع كما أن ما يقارب 80% من مساحتها هي عبارة عن مرتفعات جبلية، مما جعلها من أكثر بلدان أوروبا ارتفاعا، وما يميز اليونان وجود 9841 جزيرة بها، ومحافظتها على موروثها التاريخي والحضاري والذي يعتبر من أقدم الحضارات بالعالم.

بدأت السياحة في اليونان كما يشير الخبراء السياحيون اليونانيون منذ عام 1960 عندما اهتمت الحكومة بتأسسيس المقومات السياحية التي يحتاج إليها السائح من الفنادق وشبكات الطرق وغيرها من المرافق إلى أن استطاعت أن تستقطب أهم الفعاليات العالمية ومنها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بعام 2004، كما اصبحت تسقطب ما يعادل 20 مليون سائح سنويا.

وزار الإعلاميون وممثلو وكالات السفر والسياحة عدة مواقع أثرية والتي كان أهمها آثار الأكروبوليس والتي تقع بوسط العاصمة أثينا وهو عبارة عن معبد قديم ويلتف من حوله منازل وقصر للحاكم آنذاك وتعود تلك الآثار إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وتم تحديد أوقات معينة لزيارة المعالم يوميًا من 8 صباحا إلى 6 والنصف مساء بحسب المواسم وقد تمتد فترة الزيارة إلى ما بعد ذلك في فصل الصيف، وتبلغ رسوم الدخول حوالي 12 يورو للفرد، حيث يحتوى الأكروبوليس على أربعة مبان رئيسية، وهي معبد البارثنون وتعني هذه الكلمة باليونانية القديمة أثينا الفتاة المحاربة، وهو أكبر وأعظم معبد أنشأه اليونانيون، وبوابة بروبيليون وهي المدخل الرئيسي للأكروبوليس الواقع في غرب التلة، ومعبد أثينا وهو المعبد الذي يعد الأصغر بالمنطقة، ومعبد أريخثيون وهو آخر معبد بني في الأكروبوليس ويعد من أكثر المعابد فنًا وزينة ولقي اهتمامًا عظيما في العهد اليوناني القديم، ويجاور المعبد منطقة تدعى بلاكا وهي المنطقة السكنية الأعلى ارتفاعا في البلدة القديمة أثينا، وتتميز بمزيج من المعمار الكلاسيكي والشوارع المتعرجة والتي يتخللها سكك ممهدة بالحجر وسط أزقة المنازل وتتناثر حولها مقاه منتشرة على طول شوارعها.

وتعرف الفريق كذلك على عدد من الفنادق القديمة والحديثة والمتوزعة بالعاصمة أثينا والتي اختارت لمواقعها أماكن مميزة كما أن الأسعار تتفاوت بها بحيث تناسب جميع المستويات، وزار الفريق عدة فنادق والتي تعتبر الأشهر بالعاصمة أثينا وهي ديفاني كرفال هوتيل وجيورج ليسبوتوس هوتيل وديفاني أبولون هوتيل.

وتعتبر الجزر اليونانية من أجمل الجزر الأوروبية لما تحظى به من سواحل رملية ذهبية وملامسة لجبال صخرية شاهقة وصفاء بحارها وزرقتها الناصعة، كما توجد هناك شركات متخصصة للرحلات البحرية تنظم رحلات مطولة تمتد إلى أيام وفق ما يحدده السائح من خلال استئجار يخت بحري توفر فيه الوجبات وأماكن للاسترخاء والنوم وزيارة أهم الجزر الجميلة بأسعار مناسبة للعوائل والشباب، كما تتوفر الكروزات والتي تقوم بجولات بحرية يومية تبدأ بالعادة من الصباح الباكر إلى وقت المغيب تتوقف عند مجموعة من الجزر الخلابة، حيث حظى الفريق بتجربة وجولة عبر الكروز زار فيها 3 جزر في خليج سارونيك وهي جزيرة هايدرا وجزيرة بوروس وجزيرة إيجينيا، وقد اختلفت الجزر بالمناظر ولكنها اجتمعت بالجمال، وقد امتازت جزيرة هايدرا بمحلات المجوهرات والفضيات الراقية التي تعد مقصدا للعديد من أثرياء العالم، يتنقل من خلالها السائح على ممرات ضيقة تبين مدى الهندسة الراقية التي شكلت عليه الممرات والمتاجر الصغيرة التي تحظى بها الجزيرة، ويتشكل مينائها على صورة هلال، وتجمع حولها سلسلة من المطاعم والمحلات التجارية والأسواق، وصالات العرض التي تلبي احتياجات السياح والسكان المحليين، وشاحنات القمامة هي المركبة الوحيدة المسموح بها أن تتواجد بالجزيرة حيث لا يسمح للسيارات والدراجات النارية السير على طرقاتها، وبموجب قانون الجزيرة يسمح باستخدام الحمير والتكاسي المائية للتنقل فقط.

وكانت المحطة الثانية هي جزيرة بوروس والتي تعتبر أصغر الجزر الثلاث وتمتلئ فيها أشجار الليمون وأشجار الصنوبر، اشتهرت باروس بالرخام الأبيض الناعم، ويستطيع الزائر المشي والتمتع بالمنازل والشوارع البيضاء مع الزهور الجميلة والملونة.

وكان آخر محطات الجولة البحرية جزيرة إيجينيا والتي تعتبر أكبر جزيرة في سارونيكوس وتمتاز هذه الجزيرة بوجود عدة مواقع أثرية وأهمها معبد أفايا وكنيسة سانت نيكتاريوس وهو آخر قديس مُعترف به من قبل الكنيسة الإغريقية الأورثودوكسية، ويقوم اقتصاد الجزيرة على بيع زيت الزيتون والفستق ذات الجودة العالية وهو أهم ما يحرص السائح باقتنائه، بالإضافة إلى الأسماك وسوق الفواكه، ويتم تقديم الغداء على متن السفينة ويتم ذلك عادةً عندما تبحر السفينة بين بوروس وهايدرا.

وهناك العديد من شركات السفر والسياحة باليونان تتنافس في ما بينها وتوظف قدراتها وخدماتها للسائح من مختلف بلدان العالم، وتوفر لهم ما يتناسب مع طبيعتهم من وجبات وغيرها، وقام الفريق بزيارة إلى شركة أكتينا وهي الشركة المنظمة لبرنامج الفريق السياحي في فترة إقامته باليونان والتقى فيه برئيسها التنفيذي وتعرف فيها الفريق على معلومات سياحية مفصلة حول خطط البلد المستقبلية بالترويج والاستثمار واستقطاب أعداد مضاعفة من السواح. وما أن تطأ قدم السائح إلى اليونان عبر مطاراتها الدولية المنتشرة بأرجائها والتي تتماشى مع تزايد عدد السواح سنويا لا يشعر بأنّ البلد عصفت بها في الفترة الأخيرة أزمة اقتصادية، وأنّ ميزانيّتها تعاني عجزا ما نسبته 13.6%، وسينبهر السائح بجودة الخدمات العامة المتعلقة بالبنى الأساسية من الطرق والميترو والأنفاق وسكك الحديد التي تمتد بما يزيد عن 2500 كيلو متر، كما أنها تعتمد بشكل كبير على النقل البحري ليكون إضافة إلى دخلها القومي حيث تعد الأولى عالميا من حيث امتلاك الحاويات والثالثة من حيث امتلاك السفن.

كما أنها لم تغفل في توفير سبل الراحة للسائح عند بحثه عن الإقامة والمسكن حيث يزيد عدد الفنادق في اليونان 5063 فندقا باختلاف مستوياتها كما تتوفر الشقق الفندقية والشاليهات، ومنها من اختار مواقع جذابة لإطلالة مميزة استغلت ما تحظى به عاصمتها ومدنها من مناظر طبيعية ومواقع حضاريّة عريقة، حيث إنّ الزائر إلى أثينا والبالغ عدد سكانها أكثر من 7 ملايون لن ينزعج من زحمة الطرقات فهناك عدة وسائل نقل يستطيع من خلالها السائح أن يستفيد منها، ولعلّ ما يميزها وجود حافلات النقل الموصلة عبر أسلاك من الكهرباء وضعت على ارتفاعات معينة فوق كل شارع.

وتعرف الفريق على الشعب اليوناني عن قرب ولامس رحابة الصدر والترحيب الذي يميز الإنسان اليوناني والذي يهتم بمنظره وأناقته مهما كان دخله، ومن الجانب الآخر لن يعاني السائح بصعوبة التفاهم مع الشعب اليوناني الودود بالتعامل والذي يبادر دائمًا بتقديم المساعدة، حيث إنه شعب مدرك أهمية السائح وأنه قيمة مضافة للدخل القومي لبلده، كما أنّ الشعب العديد منه يتقن اللغة الإنجليزية بالرغم من محافظتهم على لغتهم الأصلية والرسمية وهي اللغة اليونانية الحديثة والتي يبلغ عدد المتحدثين بها أكثر من 15 مليون نسمة، ويعتبر الشعب اليوناني من أكثر شعوب دول الاتحاد الأوروبي في عدد ساعات العمل حيث يعمل 42 ساعة أسبوعيًا.

وتعرف الفريق كذلك على أهم الوجبات اليونانية والتي تناولها في مطاعم فندقية مختلفة، والمتذوق للوجبات اليونانية يجد أنها تطهى ببهار الزعتر البري وعصير الليمون والتركيز على زيت الزيتون، كما أن السلطة اليونانية هي من أشهر المقبلات لديهم والتي تنتشر بمعظم دول العالم ومنها وبدول الخليج كذلك والتي تتميز بوجود جبنة الفيتا بها.

لا توجد هناك سفارة لجمهورية اليونان بالسلطنة، ألا أن يمكنك زيارة اليونان عن طريق الحصول على التأشيرة الأوروبية (شينجن) والتي عادة ما تمنحها السفارة الفرنسية أو الهولنديّة بالسلطنة، كما لا توجد رحلات مباشرة من مسقط إلى أثينا، إلا عبر طيران الخليج والنزول بمطار البحرين الدولي حيث يوفر طيران الخليج 4 رحلات أسبوعيًا من المنامة إلى أثينا.

تعليق عبر الفيس بوك