الرؤية - شيماء المحروقية

أقيمت مؤخرًا بجامعة السلطان قابوس ورشة بعنوان "الكاريزما", قدمها الأستاذ سيف الزعابي محاضر ومدرب في علم الإدارة والقيادة بهدف التعريف بمفهوم الكاريزما وأهميّتها في تعلم مهارات التحدث مع الناس والحصول على قبولهم بفعالية وكيفية تقوية علاقتك مع الآخرين والتأثير فيهم. واستهل المحاضر الحلقة بمقدمة عن الكاريزما ووجّه فيها سؤالا للحاضرين فيما إذا كانت هناك علاقة بين الوسامة والكاريزما, وبيّن أن العلاقة بسيطة جداً فـ "غاندي" و"هتلر" و"نابليون" كانوا يفتقرون لعنصر الوسامة ولكنهم تفردوا بشخصية كاريزمية، بعدها عرف صاحب الكاريزما بأنه شخص ملهم يملك قلوب الناس ويجبر الآخرين على احترامه وتبجيله, أمّا عن المقصود بها فهي كلمة من أصل يوناني وتعني الهبة أو التفضيل الإلهي فهي تشير إلى الجاذبية والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص وجعل الآخرين يقومون بما يريده. ووجه الزعابي سؤاله للحضور عن سمة الكاريزما فيما إذا كانت حسنة أم سيئة, وبيّن أنّها سلاح ذو حدين تعتمد على مجال توظيف الشخص لها.

أمّا عن الشخصية فهي عبارة عن مجموعة القيم والمبادئ وأساليب التفكير والمظاهر التي يتمتع بها المرء ومن أنواعها الشخصية المتسلطة والشخصية الديمقراطية والانفعاليّة والمساعدة والنظامية والمهملة والمنهجيّة وأخيراً المتقلبة. وتتكون الكاريزما من أربعة أساسيات بداية بالحضور وفيها تثبت نفسك عن طريق جذب انتباه الجمهور تليها الصفات الأساسية وهي الالتزام بالأخلاقيات والمبادئ العامة.

وقدّم المدرب عرضًا لمدة عشر دقائق لموضوع يستحسنه الشخص, وفيه أشار إلى أهميّة التحكم بوتيرة الصوت، وذلك لجذب آذان المستمعين، وأخيراً تمكين الآخرين وذلك بمشاركتهم بصورة عملية لما تتحدث عنه. إنّ أهمية تعلم الكاريزما تكمن في قدرة الشخص في استخدام الحدس الجسدي والعقلي والعواطف في توليد طاقة إيجابيّة مما يؤهله إلى التمتع بمهارات اجتماعيّة عالية وبقدرة على التحدث بشكل إيجابي مع تحمل المسؤولية.

وقام معهد كارينجي بتحليل الملفات الخاصة لـ10 آلاف شخص واستخلص من ذلك أنّ 15% من النجاح يأتي بالتدريب الإلكتروني و85% من النجاح يعود إلى المقدرة على التواصل مع الآخرين. وفي دراسة أخرى قدمها الدكتور ألبرت إدورد بعنوان "دعنا نسير أسوار عقلك" ذكر فيها من بين 4000 شخص ممن فقدوا أعمالهم في عام واحد نجد أنّ 90%(3400) فقدوا وظائفهم لعدم مقدرتهم على التواصل مع الآخرين.

وأنّ هنالك 13 نوعا للكاريزما أهمها الكاريزما الحقيقية (الاجتماعية) وهذه السبع أنواع تحوي على سبعة مفاتيح لتحقيقها وهي الثقة والرؤية (هدف واضح) والتواصل والأسلوب وتحريك الموقف (إدارته)، والبصيرة (القدرة على التخيّل)، والمفتاح الأخير هو الغموض.

وقدّم الأستاذ سيف مجموعة من الشخصيات الكاريزمية التي خلدها التاريخ على مقدمة القائمة محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وآخرها باراك أوباما، وأخيرًا قدم مجموعة من النصائح لكي تصبح كاريزميا أهمّها: الابتسامة وإفشاء السلام والأناقة والإصغاء والشكر وحسن الخلق.