ظفار.. تستشرف مستقبلا سياحيا واعدا بدلالة تنامي أعداد الزوار وارتفاع مستوى الرضا

 

◄ 431 ألف زائر لموسم الخريف الماضي.. و96% من الزوار يتوقون إلى تكرار الزيارة

 

تستبشرُ مُحافظة ظفار بمستقبل سياحي واعد تسردُ ملامحه ثقافة الرقم المستندة إلى الإحصائيات والمعلومات الدقيقة؛ ليتسارع النمو في المحافظة الضارب تراثها في أعماق التاريخ؛ لتعزِّز التفاؤل ليس بعدد الزوار المتنامي، الذي بَلَغ الموسم الماضي أكثر من 431 ألف زائر فقط، بل بانطباعات الرضا التي تترسَّخ عند الزائرين؛ حتى إنَّ 96 بالمائة ممن استطلعت آراؤهم يتوقون إلى زيارة جديدة.

ففي سابقة تعدُّ الأولى من نوعها تصدَّر عن جهة إحصائية رسمية بالمنطقة، أصْدَر المركز الوطني للإحصاء والمعلومات العددَ الأول من إصداره السنوي "المعرفة"؛ حيث خُصِّص العدد لموسم خريف صلالة 2014.وجاء "المعرفة" انطلاقا من خطط المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، في تعزيز ثقافة الرقم لدى الأجيال القادمة، عبر إقامة الشراكات مع كافة أطياف ونطاقات وقطاعات المجتمع العماني؛ في ظلِّ الالتزام بأقصى درجات المهنية العالية التي تجعل من صناعة الرقم في السلطنة مثالا يُحتذى به إقليميا ودوليا، مع الإيمان التام بأهمية الإحصاءات والمؤشرات في عملية صناعة القرار، إضافة إلى الإتاحة المعلوماتية الشاملة بأقصى درجات الشفافية والحيادية والموضوعية.

 

مسقط - العُمانيَّة

 

وأشارتْ الإحصائيات إلى أنَّ عدد زوار محافظة ظفار في موسم الخريف الماضي بلغ 431 ألفا و105 زوار، وسجل شهر أغسطس النسبة الأعلى في عدد الزوار؛ حيث بلغ عددهم في هذا الشهر 303 آلاف و471 زائرا. وشهد موسم الخريف الماضي ارتفاع أعداد الزوار العمانيين ليبلغ عددهم 327 ألفاً، مقارنة بـ299 ألفا خلال العام 2013؛ بزيادة نسبتها 9 بالمائة. وانخفضتْ أعداد الزوار من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنسبة 30 بالمائة؛ حيث بلغ عددهم 69 ألف زائر، مقارنة بـ99 ألف زائر خلال العام 2013.

وجاء الزوار من دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى من حيث عدد الزوار الخليجيين؛ حيث بلغ عددهم 48 ألف زائر، يليهم السعوديون الذين بلغ عددهم 13 ألف زائر. وفي المقابل، ارتفعتْ نسبة الزوار من الجنسيات العربية بنسبة 49 بالمائة، في حين ظلَّت السياحة المحلية هي الغالبة.

كما تُشير الإحصائيات إلى ارتفاع الإنفاق في موسم خريف ظفار 2014 ليصل إلى 41 مليوناً و876 ألف ريال عماني، مقارنة بـ39 مليوناً و707 آلاف ريال عماني خلال موسم 2013.

وفي مؤشر على تقدُّم محافظة ظفار كموقع جاذب للسياحة العائلية، بلغ متوسط أفراد الأسرة السياحية لموسم 2014، حوالي 5 أفراد، كما بلغ حجم الوفود السياحية التي تبلغ 10 أشخاص فأكثر ما نسبته 4بالمائة.

وكقيمة مُضافة للمقومات السياحية للمحافظة، بلغ إجمالي الذين يقيمون في التخييم 6 آلاف و751 شخص، كما بلغ إجمالي عدد الليالي التي قضاها السياح في التخييم 70 ألفا و473 ليلة. وكمؤشر على تنامي الرضا عن تجربتهم السياحية في محافظة ظفار، أظهر استطلاع أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، أنَّ 96 بالمائة من الزوار لديهم النية لتكرار الزيارة، كما وصف 95 بالمائة من الزوار رحلتهم بأنها رائعة. وبالمجمل كانت زيارة المحافظة في موسم الخريف الماضي هي الأولى لـ4 بالمائة من العمانيين، و44 بالمائة من الخليجيين، و54 بالمائة من الجنسيات الأخرى. وقبل زيارتهم في موسم الخريف الماضي، زار 48 من الزوار المحافظة 5 مرات أو أكثر، كما زارها ثلث الزائرين أقل من 5 مرات. وينعكس موسم الخريف بالإيجاب على النشاط الفندقي في المحافظة لتشهد الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2014 ارتفاعا بعدد النزلاء بفنادق 4 و5 نجوم؛ حيث بلغ عددهم 30 ألفا و43 نزيلا، كما مثل الرقم 11 ألفا و471 نزيلا أعلى عدد نزلاء في فنادق المحافظة ذات تصنيف 4 و5 نجوم خلال أغسطس 2014.

وبلغ عدد النزلاء من الجنسيات الأوروبية في فنادق 4 و5 نجوم -خلال تلك الفترة- 4 آلاف و427؛ مُشكلين ما نسبته 14.7 بالمائة من مجموع النزلاء خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر 2014م. كما بلغ إجمالي إيرادات هذه الفنادق 3 ملايين و667 ريالا عمانيا بانخفاض قدره 6.2 بالمائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2013م.

وسجَّلت نسبة النزلاء من الجنسيات الآسيوية ارتفاعا بـ68 بالمائة، نتيجة ارتفاع الزوار من الجنسيات الإندونيسية والفلبينية والسريلانكية والهندية والسنغافورية لأكثر من 100 بالمائة.. وبالمجمل بلغت نسبة الإشغال الفندقي بمحافظة ظفار خلال الموسم 38 بالمائة. ويقيم 55 بالمائة من الزوار في شقق أو منازل مفروشة خلال رحلتهم في محافظة ظفار، بينما يقيم 33 بالمائة في الفنادق والشقق الفندقية، ونسبة قليلة تقيم لدى الأقارب أو الأصدقاء، أو يقيمون في مساكن مملوكة لهم.

وعبَّر 25 بالمائة من الزوار عن مواجهتهم لمشكلة في ارتفاع أسعار الفنادق والشقق الفندقية، كما طالب 32 بالمائة بتطوير الخدمات الفندقية، مقابل 20 بالمائة أفادوا بأن خدمات الفنادق والشقق الفندقية ممتازة في حين كان 13 بالمائة من النزلاء لا يستخدمون أو لا يعرفون عن خدمات الفنادق والشقق الفندقية.

وسجَّل شهر أغسطس أعلى ارتفاع في مؤشر أسعار خدمات الغرف الفندقية ذات 4 و5 نجوم خلال موسم الخريف بمعدل زيادة 4.6 بالمائة.

ويشهد موسم خريف ظفار أيضا رواجا للحركة التجارية بالمحافظة؛ حيث تؤشر على ذلك السحوبات النقدية بالمحافظة التي بلغت خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر 2014 ما قيمته 225 مليون ريال عماني، باستخدام أكثر من مليوني عملية من خلال أجهزة الصراف الآلي.. وكان نصيب شهر أغسطس وحده ما قيمته 78 مليونا و24 ألفا و339 ريالا عمانيا بعدد عمليات سحب بلغ 748 ألفا و21 عملية.

وتبرز الإحصائيات احتياج محافظة ظفار إلى مزيد من الاهتمام والترويج للمعالم والمزارات الأثرية؛ حيث لم يذهب 42 بالمائة من زوار موسم الخريف للمزارات الأثرية، وكان تقييم 18 بالمائة ممن زاروها بأنها ممتازة في حين اقترح 26 بالمائة من الزوار تطوير الطرق الداخلية بما فيها الطرق المؤدية إلى الأماكن الأثرية.

كما طالب 23 بالمائة من الزوار بتوفير معلومات عن الأماكن السياحية، و24 بالمائة ممن زاروا الأماكن الأثرية بتوفير خدمات نقل عام.

وكعادته، كان متحف أرض اللبان من أكثر مواقع الجذب السياحي في محافظة ظفار لما تمثله المتاحف من واجهة حضارية تُبرهن على تاريخ الأمم والشعوب، كما تبرز البعد الإنساني لكل أمة في شتى مناحي الحياة.

وقد زار متحف ارض اللبان خلال موسم الخريف الماضي 55 ألف زائر لتسجل زيارة المتحف خلال موسم الخريف 4ر58 بالمائة من إجمالي الزائرين للمتحف خلال العام 2014م. كما تعد الصناعات الحرفية التقليدية أحد عوامل الجذب السياحي في ظفار؛ حيث يبلغ عدد المنتسبين للقطاع الحرفي بالمحافظة 4 آلاف و773 حرفيا. وينفرد أهالي المحافظة بعدد من الصناعات التقليدية التي يتفردون في إتقانها كصناعة البخور والأواني الفخارية الأخرى كالمباخر والأدوات المنزلية إلى جانب الصناعات الفضية والذهبية. وجاء المنفذ البري في المرتبة الأولى من إجمالي حجم الحركة السياحية الوافدة خلال موسم خريف ظفار 2014م مستحوذا على ما نسبته 71 بالمائة عبر منافذ حريط والمزيونة وصرفيت.

واستخدم 73 بالمائة من الزوار العمانيين المنفذ البري، مقابل 26 بالمائة للرحلات الجوية الداخلية، و1 بالمائة فقط للرحلات الدولية.

كما شهدتْ سياحة الأعمال نموًّا طفيفا خلال موسم الخريف الماضي؛ حيث بلغ عدد الزوار بغرض سياحة الأعمال 22 ألفا و42 زائرا، مُشكلين ما نسبته 5.1 بالمائة من الزوار، وبارتفاع نسبته 5.3 بالمائة عن العام السابق.

تعليق عبر الفيس بوك