وادي الخوض متنزه طبيعي يجذب الزوار بالخضرة والمياه المتدفقة.. ومطالب بإكمال المنظومة الخدمية بالموقع

السيب - العُمانيَّة

يُعدُّ وادي الخوض بولاية السيب من المتنزهات السياحية الجميلة في السلطنة التي يرتادها السياح من داخل السلطنة بصفة دائمة؛ للاستمتاع بالأشجار وبرك وعيون مياه الوادي المتدفقة بصفة مستمرة، مُشكِّلة جدولا مائيا في إحدى ولايات محافظة مسقط؛ حيث يرتاد السياح ضفاف الوادي أيام الإجازات الأسبوعية والرسمية لقضاء أوقات جميلة.

والزائرون لوادي الخوض دائما يأتون إلى ساحة الوادي الذي يتكوَّن من برك مائية وعيون جارية ومياه غيلية مُتبقية من آثار الأمطار الموسمية، وينصبون خيامهم لعوائلهم، ويمكثون في الموقع يوماً أو يومين، كما يعجُّ الوادي بالمتنزهين عند هطول الأمطار وجريانه، خاصة هواة رياضة السباحة ومُحبِّي التنزه والترحال في المواقع السياحية الزراعية.

وقال حمود بن منصور الهنائي: إنَّ وادي الخوض يجري على ضفاف القرية من نجد ولاية سمائل، وهو من بين الأودية الكبيرة على مستوى السلطنة, وتتجمَّع فيه مجموعة من الأودية والشعاب؛ أبرزها: أودية بني رواحة، منصح، سمائل، الجيلة، العق، الضباعين، والسدري...وغيرها من الأودية، وأثناء جريان الوادي يمر على منطقة فنجاء بولاية بدبد وينتهي بقرية الخوض بولاية السيب.

وأضاف الهنائي بأنَّ وادي الخوض عندما يجري وهو ممتلئ تستفيد من مياهه أشجار النخيل والليمون، والعديد من المزروعات التي تزرع في القرية, وكذلك تصل آثاره الطيبة إلى مناطق المعبيلة الجنوبية ووادي البحائص ووادي العرش وحلة النصر والمنطقة القريبة من سوق السيب المركزي وحلة القلعة حتى وصوله إلى البحر.

ويسترسل حمود الهنائي: لقد أحسنت الحكومة -ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية- صنعا عندما أوجدت حلا لمشكلة عدم الاستفادة من مياه الوادي وهدرها؛ فقامت في بداية التسعينيات بإنشاء سد لوادي الخوض أُطلق عليه سد وادي الخوض البلاد.

ويُضيف الهنائي قائلاً: يبلغ طول هذا السد سبعة كيلومترات؛ حيث أنشئ بمواصفات عالمية عالية الجودة، وجاء تصميمه مُتعرِّجا وليس مُستقيما كبقية السدود, ووادي الخوض البلاد ليس كبقية الوديان توجد به مستنقعات مائية وحجارة ورمال.

وتتوافر بوادي الخوض مجموعة من المرافق الخدمية التي قامت بتنفيذها المديرية العامة لبلدية مسقط بولاية السيب كالاستراحات وأماكن الترفيه والتنزه والكراسي, وقامت البلدية أيضا برصف الطريق المؤدي من الشارع الرئيسي إلى حافة مجرى الوادي وإنارته بالكامل وإنشاء مواقف عامة للسيارات.

ورَغْم توفير هذه المرافق الخدمية، هناك بعض مطالب من مرتادي وادي الخوض؛ تتمثَّل في: توفير بعض المرافق الخدمية الأخرى؛ لتكتمل كل المرافق والمقومات السياحية.. أبرزها: إنشاء دورات مياه عامة للرجال والنساء، وزيادة المظلات على ضفتي الوادي، وتقليم الأشجار الكثيفة، وزراعة عدد من الأشجار المظللة والمزهرة، ووضع لوائح إرشادية وتوعوية لتوعية وإرشاد زوار الموقع للحفاظ على نظافته، وتحذير فئة الشباب والأطفال الذين لا يتقنون السباحة في البرك المائية العميقة، وإنشاء حدائق ومتنزهات للأطفال مزوَّدة بمجموعة من الألعاب الكهربائية.

ويجري العمل حاليا على إنشاء محمية للنباتات البرية تعدُّ من أكبر المحميات للنباتات البرية في الشرق الأوسط، وهذه المحمية جاء إنشاؤها بناءً على التعليمات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ويقوم بالإشراف على هذا المشروع ديوان البلاط السلطاني.

وقرية الخوض يسكنها حوالي 3000 نسمة، وتوجد بها معالم تاريخية وأثرية؛ مثل: بيت العود الذي مضى عليه أكثر من 200 سنة، وقلعة الخوض التي مضى على بنائها أكثر من 300 سنة، وفلج أبو بياحة، وفلج السراة، وعدد من العيون الحارة؛ أبرزها: العين السخنة.. ويوجد بقرية الخوض أكثر من 5000 نخلة يحصد منها المواطنون كل عام آلاف الأطنان من أجود أصناف التمور، ويتم كذلك حصاد ثمار المئات من أشجار الليمون والمانجو والموز...وغيرها من المحاصيل الزراعية بقرية الخوض.

تعليق عبر الفيس بوك