السلطنة تشارك في الاحتفال بيوم الصحة العالمي تحت شعار "سلامة الغذاء من المزرعة إلى المائدة"

 

مسقط - العمانية

تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال بيوم الصحة العالمي الذي يوافق السابع من أبريل من كل عام، حيث تختار منظمة الصحة العالمية سنويًا مجالا صحيًا يكون ذا أولويّة ويثير قلقاً على صعيد الصحة العمومية، ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار (سلامة الغذاء من المزرعة إلى المائدة، حافظوا على سلامة الأغذية)، خصوصًا وأنّ سلامة الغذاء تعد مسؤولية مشتركة بين العديد من القطاعات ذات العلاقة، وبمناسبة ذلك اليوم تنفذ دائرة التغذية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة العديد من الأنشطة التي تعكس أهمية الشعار وتستهدف جميع فئات المجتمع العماني.

وتتضمن الفعاليات التي تنفذها دائرة التغذية بوزارة الصحة في يوم الصحة العالمي لهذا العام المشاركة في مؤتمر سلامة الغذاء، الذي تنظمه وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وتم تخصيص ركن بالمعرض المصاحب للمؤتمر، ويشارك في المعرض كادر متخصص في سلامة الغذاء والتغذية الصحية بهدف إطلاع الزوار على دور دائرة التغذية في مجال سلامة الغذاء وآخر الإنجازات التي تم تحقيقها، كما يتضمن المعرض مطبوعات وزارة الصحة في مجال التغذية وسلامة الغذاء وكتيبات ونشرات خاصة بالتوعية الغذائية إضافة لتقديم عروض مرئية عن أهميّة الغذاء والتغذية لرفع الوعي بسلامة الغذاء كما تتضمن الفعاليات إقامة محاضرات خاصة بسلامة الغذاء بالمدارس وإدراج موضوع عن يوم الصحة العالمي تحت شعار سلامة الغذاء في موقع دائرة التثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة.

ويعد الغذاء الصحي والآمن أمرًا ضروريًا للتغذية السليمة فالغذاء الصحي المتوازن يتمثل في الحصول على جميع العناصر الغذائية من (الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والماء) من خلال تناول أطعمة صحية متنوعة من مختلف المجموعات الغذائية وبكميات محددة تفي باحتياجات الفرد ليحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الضرورية لصحته. وفساد الأغذية بسبب التلوث البكتريولوجي أو الكيميائي أو الفيزيائي يهدد صحة الإنسان ويؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض التي تتراوح بين الخفيفة والشديدة ويعتبر الرضع وصغار الأطفال والمسنون أكثر الفئات عرضة للمخاطر الناتجة عن تداول الغذاء الفاسد. وتشكل الممارسات الخاطئة في مجال سلامة الغذاء أحد أهم الأسباب المؤدية للتسمم الغذائي وتشكل عبئًا اقتصاديًا يثقل كاهل المؤسسات والنظم الصحيّة من خلال الخدمات العلاجية المقدمة لذا فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية عدداً من الوصايا للحفاظ على سلامة الغذاء ومتداوليه.

ويمكن للغذاء أن يتلوث في أي نقطة من نقاط السلسلة الغذائية بدءا من إنتاج الأغذية وتوزيعها وانتهاءً بالمائدة فيجب على كل فرد أن يسهم في تحقيق السلامة الغذائية من خلال معرفة دوره في تطبيق الممارسات الصحية عند شراء الأغذية وتحضيرها لحماية أنفسهم ومجتمعهم من مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء. وتمّ اختيار السابع من شهر أبريل من كل عام يوماً للاحتفال بالصحة وهو يوم ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية وفي ذلك اليوم يتم التركيز على أهمّ القضايا الصحية العمومية التي تؤثّر في المجتمع الدولي. وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية مصطلح " الصحة" بأنّه حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً لا مجرّد انعدام المرض أو العجز ونظرًا لأهمية الصحة فإنه يتم تسليط الضوء على المواضيع العالمية التي ترتبط بصحة الإنسان ونشرها بصورة جيدة للمجتمع حتى يتم تدارك المشاكل المستقبلية ونشر الثقافة والوعي الصحي بين مختلف شرائح المجتمع.

وللسلطنة بصمتها المتميزة في المجالات المتعلقة بالصحة وتسعى دائما لإبراز دورها الفعال في خدمة المجتمع من النواحي الصحية التي تساهم في خلو المجتمع من الأمراض، لذلك فهي تشارك دول العالم في الاحتفال بيوم الصحة العالمي في كل عام. وهناك الكثير من التحديات التي تواجهها النُظم الوطنية المعنية بالسلامة الغذائية فمن بين هذه التحديات التغيرات التي تطرأ على طرق إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها والتغيرات التي تطرأ على البيئة ومقاومة وزيادة حركة السفر والتجارة التي تزيد من احتمالات انتشار التلوث على الصعيد الدولي.

وشهدت السلطنة إنجازات عديدة في القطاع الصحي في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - تمثلت في توفير كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمواطنين والمقيمين على أرض السلطنة وانعكس هذا التطور الإيجابي على جميع المؤشرات الصحيّة التي بمقتضاها أصبحت السلطنة تصنف حاليًا ضمن الدول لمتقدمة في مجال تقديم الخدمات الصحيّة على مستوى العالم. وقد عملت وزارة الصحة على وضع العديد من البرامج والخدمات الصحية التي تساهم في رفع المستوى الصحي العام للسكان واعتمدت الوزارة خططًا خمسية للتنمية الصحية تعتمد على منهجية التخطيط الاستراتيجي المبني على النتائج كما وضعت في اعتبارها أولويات السياسة الصحية العامة للسلطنة التي تحددها المعلومات المتوفرة عن الوضع الصحي للسكان.

وتعتمد منظومة الرعاية الصحية في السلطنة على ثلاث مستويات هي الرعاية الصحية الأولية الفعالة عالية الجودة التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية التي تغطي كافة محافظات وولايات السلطنة، والمستوى الثاني وهو الرعاية الصحيّة الثانوية التي تقدمها المستشفيات المرجعية الموجودة في كل محافظات السلطنة ومستشفيات الولايات الموجودة في بعض الولايات الرئيسية التي تقدم رعاية طبية للمشاكل الصحية التخصصية وتوفر رعاية أكثر مهارة وتخصصا أما المستوى الثالث فهو الرعاية الصحية التخصصية عالية التقنية والتي توفرها المستشفيات الكبيرة في محافظة مسقط؛ وهي المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى النهضة وهي جميعها مستشفيات ذات طبيعة شاملة تعمل كمستشفيات مرجعية لكافة أنحاء السلطنة.

شهد قطاع الصحة نقلة نوعية كبيرة فقد استطاع توفير الخدمات والرعاية الصحية للمواطن العماني أينما وجد على هذه الأرض الطيبة وبمستوى عالٍ ويحظى بتقدير العديد من الهيئات الدولية المعنية بالصحة على المستوى الدولي. وهناك عدة وصايا من أجل الصحة العامة للأفراد تم وضعها من قبل منظمة الصحة العالمية وتتبناها وزارة الصحة في جميع خططها الصحية واستراتيجياتها وهي الحفاظ على نظافة الفرد من خلال الحرص على غسل يديه باستمرار قبل البدء بأي مرحلة من مراحل تحضير الطعام والفصل بين الطعام المطبوخ وغير المطبوخ كالحرص على استخدام أدوات منفصلة لكل نوع من الأغذية وتخزين الطعام في أوعية منفصلة وطبخ الطعام طبخاً جيداً، فالطبخ الجيد للطعام كفيل بالقضاء على أنواع البكتيريا ولهذا فهو يعد من أهم الخطوات التي تحمي غذاء الإنسان من التسمم. ومن الوصايا أيضا الحفاظ على إبقاء الطعام في درجة حرارة آمنة ويجب أن يخزن في درجة حرارة أقل من 4 درجات مئوية والأهم من كل هذا استعمال المياه النظيفة والأطعمة الطازجة التي لا تحتوي على أي علامة من علامات التلف والتأكد من تاريخ صلاحيتها.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك