مهرجان طاقة يختتم النسخة الثالثة من فعالياته وسط مشاركة شعبية واسعة

الرؤية - جمال عتيق

اختتم مهرجان طاقة النسخة الثالثة من فعالياته ومناشطه، التي امتدت من 26 مارس إلى 4 الجاري، وتضمن المهرجان عددا من المناشط الثقافية والرياضية والاجتماعية.

وسلط الفعالية الضوء هذا العام على تاريخ وحضارة ولاية طاقة ومحافظة أبناء الولاية على الموروث الكبير، حيث اشتمل على تصوير وتجسيد البيئة الريفية والبحرية والتى من خلالها جسد أبناء طاقة الموروث التاريخي وحرف الأجداد والماضي التليد ومحافظتهم على هذا الكنز الكبير والشامل.

وأفرد المهرجان حيزا كبيرًا للرياضة حيث شملت المسابقات كرة القدم، وشد الحبل، والقفز الحر، واختراق الضاحية، وسباق القوارب التقليدية، وكرة الطائرة وسباق السباحة، والشطرنج وعدد من الرياضات الأخرى

وحوى المهرجان عددا من الفعاليات الخاصة بالعائلات والأسر وتمثل ذلك في مسرح العائلة والذي تنوعت فعالياته ومناشطه وتضمنت عددا من المسابقات الثقافية والعلمية والتوعوية والألعاب الترفيهية والكهربائية بالنسبة للأطفال، وإقامة مكان خاص وشعبي للمأكولات الشعبية التي تشتهر بها هذه الولاية وكذلك المشغولات اليدوية المميزة ناهيك عن الأمسيات والمحاضرات وجلسات الفن الطربية والفنون الشعبية بشتى أنواعها.

وحول انطباعها عن نسخة هذا العام من المهرجان أشارت شريفة بنت عابد سيلام الايتاعية رئيسة اللجنة الرياضية بالجمعيّة العمانيّة لأصدقاء المسنين إلى إن المهرجان تطور عن نسختيه السابقتين، وأوضحت أن مشاركة الجمعية هذا العام تندرج ضمن مناشط الجمعية المنعقدة لعام 2015. وتهدف هذه المشاركة للتعريف بالجمعية لتصل الى عدد أكبر من شرائح المجتمع, وقالت إنهم شاركوا بركن يحتوي على استبيان إلكتروني بعنوان (شاركونا بآرائكم نحو خلق بيئة أفضل للمسنين) والذي يهدف إلى خدمة المسنين وإدخال الفرحة على قلوبهم, وكذلك عرض مرئي يعرض مناشط وفعاليات الجمعية العمانية لأصدقاء المسنين منذ تأسيس فريق محافظة ظفار، وكذلك تم نشر مطويّات وكتيبات للجمعيّة، وأضافت سيلام أن الجمعيّة احتفلت بالمقدم السامي للبلاد, وتمت مشاركة المسنين ببعض الأمثلة الشعبية وقدمت بعض الهدايا للأطفال على مسرح العائلة.

واعتبر سالم بن أحمد محاد العمري صاحب معرض عودة وطن "جذور المجد" للعملات إنّ المهرجان بشكل عام هو ترويج للمنطقة الواقع بها واستثمار لطاقات ومكونات أبناء المنطقة. ولفت إلى أن أهم ما يميّز مهرجان طاقة هو موقعه البحري وتميز فعالياته البحرية وانشطته التراثية البحرية وغير البحرية. مستدركًا أنّ المهرجان يحتاج إلى بعض البنيات الأساسية من خلال تبليط أو سفلتة أرضية الميدان وإقامة مبان ثابتة لإقامة المعارض بمختلف أنواعها، إضافة إلى شبكة خدماتية متكاملة سواء تحت الأرض أو فوقها. مشيرا إلى أنّ المساحة الحالية صارت ضيقة نظرًا لنجاح المهرجان المنقطع النظير والذي استقطب السياحة الداخلية وأيضًا الخارجية، واقترح العمري نقل ميدان المهرجان إلى حديقة طاقة العامة لعدة عوامل منها انعاش الحديقة وتوفّر المواقف للسيّارات وسعة المكان وإنعاش الحركة التجارية في تلك المنطقة. وحول مشاركته قال العمري: أنا أشارك في المهرجان للمرة الثانية حيث شاركت بمعرض للعملات في المهرجان الثاني، وكنت عضوا في اللجنة الإعلامية لمهرجان طاقة الأول. وأضاف: معرضي سميّته معرض عودة وطن "جذور المجد" وذلك تعبيرا عن فرحتي بعودة قائد الوطن وهو وطننا بحد ذاته كما أن عمان تاريخها جذوره ضاربة في عمق التاريخ، وتابع أن المعرض يشتمل على عدد من العملات العمانية التي كانت متداولة في عمان منها عملات السلطان فيصل والسلطان تيمور والسلطان سعيد وسلطان الوطن السلطان قابوس حفظه الله ورعاه المعدنية منها والورقية من الإصدار الأول لها في عهد السلطان سعيد إلى الإصدار الأخير في عهد جلالته وكذلك العملات التذكارية منها ما حمل مناسبات الأعياد والمناسبات الوطنية ويظهر على بعضها صورة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، ومنها الإصدار التذكاري لأول درهم أموي سُكّ في شبه الجزيرة العربية حيث إنّه سك في عمان وأيضًا تذكارية نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية وتذكاريات القلاع وغيرها، كما تضمن المعرض مجسمات للسفن العمانية كالغنجة والبوم والبدن والبتيل والجالبوت والبغلة والسمبوك والسنبوق المخيط الذي تتميز به ولاية طاقة، ومجسمات للجمال تحكي كيفية عملية التداول قديمًا وخارطة العالم موضحًا فيها طرق الملاحة البحرية. كما ضم المعرض كتبا تحكي عن العملات منها الإصدار الأخير للبنك المركز العماني وكتب تحكي عن التطور في عمان وعن تاريخ عمان القديم البحري وغيره.

من جهته قال طالب بن محمد البلوشي نائب رئيس الجمعية العمانية للسينما: حقيقة نحنا سعداء بوجودنا في مهرجان طاقة الثالث، فهذا المهرجان انتهج نهجا جميلا بتقديمه لكل ما هو جميل ويمت بصلة ما لهذه المنطقة وأضاف: عندما طلب منّا أن نأتي إلى مهرجان طاقة الثالث رحبنا بالفكرة وجئنا لنلبي الطلب بالمشاركة ونقدم على الأقل نوعا من ثقافة السينما، وهذه من الرسائل الحقيقية للجمعية العمانية للسينما؛ وهي نشر ثقافة السينما في سلطنة عمان.

وأشار البلوشي إلى أنّ هذا المهرجان يعد مهرجانا شعبيا بمعنى الكلمة فهو يساعد الأسـر على المشاركة والمساهمة في هذه الفعاليات، وهذا من شأنه أن يكسب العائلات تجربة جديدة وجيدة، مبينا أن المهرجان يشجع هذه العائلات على عرض مشغولاتها الفنية، واصفا ذلك باللفتة الإنسانية الكبيرة. داعيا أبناء الولاية للتمسك بالموروث الشعبي النادر بولاية طاقة وظفار بشكل عام وأن تتوسع دائرة المهرجان كأنشطة وتقديم كل ما هو جديد.

وحول انطباعه عن المهرجان أشار هلال العريمي إلى أنه لمس تطورا للملتقى والفعالية عامًا بعد عام، وقال إن المهرجان قام بجهود من الشباب المخلصين لهذه البلد والذين يعملون ليلا ونهارًا لإبراز تراث منطقتهم وعراقتها، ويتبنون المواهب الفنية والرياضية والأدبية، وأضاف أن سر جاذبية المهرجان تكمن في موقعه المتميز عند شاطئ البحر وتهيئة المكان الجميل ليستوعب الفعاليات المختلفة للصغار والكبار والمعرض الاستهلاكي الجميل، والذي يبرز تراث وحرفيات ولاية طاقة العريقة، وناشد العريمي القطاع العام والخاص دعم هذا المهرجان لكي يستمر ويتطور نحو الأفضل والأفضل.

تعليق عبر الفيس بوك