أهالي العوابي يطالبون بتخصيص أراض للمقابر بالمخططات الجديدة

العوابي - حارث البحري

يناشد أهالي ولاية العوابي بجنوب الباطنة الجهات المعنية تخصيص مساحات كافية من الأراضي للمقابر في المخططات الجديدة، ومدها بخدمات الإنارة وتعبيد طرقها للتسهيل على المشيعين، وأكدوا أن الكثير من مقابر قرى الولاية لم تعد كافية نظرا للكثافة السكانية وتسارع التمدد العمراني، وقالوا إن أزمة الأراضي التي تعاني منها ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة لم تعد مقتصرة على الأحياء من سكان الولاية فحسب، وإنما بلغ أثرها الأموات أيضًا.
وقال خلف بن حمد الحراصي إن الله كرم الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته بعد موته بوجوب دفنه، لذا فإنّ تخصيص أراض للمقابر مطلب ملح في ظل شح الأراضي الصالحة لذلك وهو ما دفع الأهالي إلى تكرار مخاطباتهم للجهات المعنية في هذا الشأن.

وأشار سلطان بن سعيد الرواحي من قرية الصبيخاء إلى أن تخصيص أراض للمقابر أمر ملح، لذلك لم نمل من مخاطبة الجهات المعينة، حتى تم تحويل الموضوع إلى الإسكان لكن لا يزال الموضوع على مكاتب موظفي الإسكان وكلما خاطبناهم حولونا داخل دوائرهم وأقسامهم ولا ندري إلى متى يستمر ذلك الوضع بعد مرور عامين على تقديم طلباتنا.

وأضاف الرواحي أن قرية الصبيخاء شحيحة الأراضي، ولم يتبق في القرية أراض بيضاء للمقابر أو حتى للسكن، وقد طالب الأهالي بتخصيص أرض للمقبرة في مخطط حي النور حيث توجد به مساحة كافية للمقبرة، لكن وزارة الإسكان ما زالت غير جادة في تخصيص أرض للمقبرة دون إبداء أسباب.
وقال يوسف بن زاهر الشريقي إنه لا يخفى على أحد أن توفير أرض للمقابر في الولاية وقراها أصبح هاجسا يؤرق الأهالي خصوصا في ظل عدم كفاية الموقع المخصص حاليا للمقابر، كما أن بعضها في مواقع يشق على الناس الوصول إليها أثناء الجنازة، وقد اختار أهالي قرية مسفاة الشريقيين قص الجبل من أجل دفن موتاهم على الرغم من الصعوبة الشديدة التي تواجه المواطنين أثناء حفر القبور، لافتا إلى أنّ الأهالي في الماضي كانوا يوقفون أراض للمقابر كالأراضي الزراعية وهو أمر نادر حاليًا. ونتمنى من الجهات الحكومية وبلدية العوابي التحرك لتوفير المواقع المناسبة، لأنه كما للحي حقوق، للميت حقوق.

وقال أحمد بن ناصر البحري: ينبغي ألا ننسى أثناء التخطيط العمراني للمدن والقرى أهمية تخصيص مقابر للموتى، فالتمدد العمراني السريع جعل المخططين يتناسون أهمية تخصيص المقابر مما دفع الناس إلى البحث عن أماكن لدفن موتاهم في الجبال والشعاب، لذا ينبغي على المختصين بالتخطيط العمراني عدم إغفال المقابر، كما يجب تخصيص مساحات شاسعة بعيدة عن العمران، لتكفي مقبرة واحدة عدة قرى؛ حتى لا تأتي على حساب التمدد العمراني، وأضاف أن ولاية العوابي تعاني من تداخل المقابر مع العمران في بعض القرى، لذا يجب التصدي لهذه الظاهرة.


وقال محمد بن عبد الله الخروصي إن أهالي ولاية العوابي يعانون من قرب معظم مقابر الولاية من المناطق السكنية لأنها قديمة جدًا وتعود لمئات السنين وللأسف تعاني المخططات الجديدة من نقص المقابر مما أدى إلى عدم كفاية المقابر القديمة كما أن بعض هذه المقابر لا يوجد بها أسوار ولا طرق معبدة مما يصعب على المواطنون مهمة نقل موتاهم إلى المقبرة.


وقال صالح بن علي الهطالي إن غالبية المقابر في قرى وادي بني خروص تقع في منحدرات جبلية ومواقع صخرية يصعب الوصول إليها أو حتى حفر القبور بها وقد ضاقت المقابر القديمة وأصبح السكان في حاجة إلى مخططات أخرى مهيأة وسهل الوصول إليها ومزودة بخدمات الإنارة وأماكن غسل الأموات.

وقال الدكتور خليفة بن سالم الصارمي إن المقابر، هذا الجزء من الأرض الضئيل في مساحته العظيم في دوره وأصبح العثور عليه اليوم يمثل مشكلة كبيرة للأحياء قبل الأموات في ظل النمو السكاني والزحف العمراني المتزايد في الولاية، وهو ما يضطر المواطنين إلى دفن موتاهم في مقابر تقع بالقرب من المنحدرات والشعاب فيجدون صعوبة كبيرة في حفر القبور وحمل النعوش لمسافات طويلة.
وقال ناصر بن سعيد الشريقي من قرية صنيبع إن مقبرة القرية تقع تحت بطن الجبل وبين منحدرات الشعاب وهي على وشك الامتلاء، ويجد المواطنون صعوبة في دفن الموتى وخاصة في وقت الليل، حيث الطرق وعرة وتمر بين المزارع ومجرى الشعاب. وقرية صنيبع أصبحت شحيحة في الأراضي لجغرافيتها الصعبة، لذلك توجهنا إلى جهة الاختصاص للمطالبة بالتحرك وتخصيص أرض مكتملة الخدمات تتناسب مع حقوق الموتى وراحة المشيعين.

تعليق عبر الفيس بوك