ترجيحات بفشل مفاوضات "النووي الإيراني" .. ومحادثات اليوم الإضافي تؤول إلى طريق مسدود

 

بعد أسبوع من المحادثات الماراثونية في لوزان، لا تزال المفاوضات حول الملف النووي الإيراني مُتعثرة، حول مسائل أساسية بالرغم من تحقيق تقدم، بحسب الوفود المشاركة.. واقتربتْ، أمس، القوى العالمية الست وإيران من التوصل لاتفاق إطار بشأن كبح برنامج طهران النووي، في الوقت الذي امتدَّت فيه المحادثات إلى يوم أمس، حيث انتهت مهلة المحادثات النووية في مدينة لوزان السويسرية عند منتصف ليل الحادي والثلاثين من مارس الماضي، إلا أن الجانبان قررا تمديد المحادثات ليوم إضافي.. وعلى الرغم من ذلك إلا أن المفاوضات واجهت، أمس، طريقا مسدودا بشأن تفاصيل رئيسية مثل رفع عقوبات الأمم المتحدة وأبحاث إيران النووية في المستقبل.

وفي برلين، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية: إنَّ إيران والقوى العالمية الست أحرزت تقدما في المحادثات، وأن إبرام اتفاق ممكن، ولكنه ليس مؤكدا بعد. وأضافت في مؤتمر صحفي "أحرز تقدم.. إبرام اتفاق ممكن لكن لا يوجد شيء مؤكد بعد". وتابعت: "أي اتفاق يجب أن يوقف مسيرة إيران تجاه تصنيع قنبلة نووية بشكل يمكن التحقق منه وبطريقة موثوق بها وطويلة الأمد". مضيفة بأنه لن يكون هناك "اتفاق سيء".

وتأمل القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين الحيلولة دون امتلاك إيران قدرة لتصنيع قنبلة نووية في مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تضر باقتصادها. وتقول إيران إن برنامجها النووي أهدافه سلمية محضة.

وتحدث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بحذر قائلا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "أعتقد أنَّ هناك إطارا واسعا من التفاهم، لكن لا تزال هناك قضايا رئيسية تحتاج إلى حل... بعضها تفصيلية وفنية إلى حد بعيد ومن ثم لا يزال هناك الكثير من العمل لكننا نعمل عليها الآن وسنواصل العمل".

وقال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للتليفزيون الإيراني: إنَّ إيران تأمل الانتهاء من المحادثات مع القوى الست الكبرى بشأن إبرام اتفاق تمهيدي بحلول مساء أمس، إلا أنه حتى مثول الصحيفة للطبع لم تصدر أية إعلانات بخصوص هذا الشأن.

والاتفاق الأولي أساسي للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول مهلة غايتها نهاية يونيو قد ينهي المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاما ويخفض مخاطر حرب أخرى في الشرق الأوسط.

وهدَّدت الولايات المتحدة، أمس الأول، بالانسحاب من المفاوضات إذا لم تسفر المحادثات الحالية عن التوصل لاتفاق إطار سياسي.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف -الذي عاد إلى موسكو، أمس- إن المفاوضين توصلوا إلي اتفاق عام بشأن "جميع الجوانب الرئيسية". لكن دبلوماسيا قريبا من المحادثات نفى التوصل لمثل هذا الاتفاق. فيما حذرت الصين من الفشل وحثت كل الأطراف على الالتقاء في منتصف الطريق.

وقال الوفد الصيني -في بيان نادر، بعد أنَّ غادر وزير الخارجية الصيني وانج يي مدينة لوزان- "إذا تعثرت المفاوضات ستضيع كل الجهود السابقة. يجب أن تتأهب كل الأطراف للالتقاء عند منتصف الطريق للتوصل لاتفاق".

والفشل في التوصل لاتفاق تمهيدي مفصل سيزيد من شكوك الكونجرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون. وكان الكونجرس حذر من أنه سيدرس فرض عقوبات جديدة على إيران إذا لم يتم التوصل لاتفاق هذا الأسبوع. وهدد أوباما باستخدام حق النقض ضد مثل هذه الخطوات.

وقال مفاوض إيراني بارز إنَّ طهران مستعدة للتفاوض إلي أن يتم تجاوز المأزق.. وأضاف للصحفيين "إيران لا تريد اتفاقا نوويا فقط من أجل أن يكون لديها اتفاق.. الاتفاق النهائي يجب أن يضمن الحقوق النووية للأمة الإيرانية".

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقال إنه ما زال بإمكان القوى العالمية التي تجري مفاوضات نووية مع إيران أن تطالب "باتفاق أفضل". وأدلى نتنياهو بتصريحاته هذه قبل اجتماع مزمع في القدس مع جون بينر رئيس مجلس النواب الأمريكي والجمهوري البارز الذي ينتقد بقوة سياسة البيت الأبيض تجاه إيران.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إنه: "إن كانت إيران لا تريد إصدار التعهدات" التي تؤكد أن برنامجها النووي سلمي بالكامل "عندها سيترتب علينا مغادرة طاولة المفاوضات والتفكير في الخيارات الأخرى التي يمكن أن تتوافر لدينا".. ولزمت فرنسا الصمت واكتفى وزير خارجيتها لوران فابيوس بالإبلاغ بأنه سيعود إلى لوزان إن كان ذلك "مفيدا".

تعليق عبر الفيس بوك