حالة طبية نادرة.. غوّاص بيروفي يتحول إلى "بالون"

 

الرؤية- كريم الدسوقي

لم يكن الغواص البيروفي، أليخاندرو ويلي راموس مارتينيز، يتصور أن رحلة صيد عادية في أعماق المحيط ستغير شكل جسده وحياته إلى الأبد، وتضعه في مصاف أغرب الحالات الطبية في العالم.

ففي عام 2013، وبينما كان يغوص على عمق يزيد على 30 مترًا قبالة سواحل مدينة بيسكو البيروفية بحثا عن المأكولات البحرية، اصطدم قارب عابر بخرطوم الأوكسجين الخاص به، فقطعه فجأة، ليضطر ويلي إلى الصعود السريع إلى السطح، في لحظة كانت كفيلة بتحويل جسده إلى لغز طبي نادر.

هذا الصعود المفاجئ تسبب في إصابته بما يعرف طبيًا بداء تخفيف الضغط أو "داء الغواصين"، وهي حالة تحدث عند التعرض لانخفاض مفاجئ في الضغط الجوي، ما يؤدي إلى تكون فقاعات من غاز النيتروجين داخل الجسم.

وبينما تصيب هذه الحالة عادة المفاصل والعظام والجهاز العصبي، فإن ما حدث مع ويلي كان استثنائيًا على مستوى العالم؛ إذ التصقت فقاعات النيتروجين بعضلاته وأعضائه الداخلية، ما أدى إلى تضخم غير مسبوق في صدره وذراعيه.

على مدى سنوات، ظل جسد ويلي ينتفخ كالبالون، حتى وصل محيط عضلتي الذراعين إلى نحو 62 و72 سنتيمترًا، في مشهد صادم لكل من يراه.

ومع التصاق الفقاعات بالأنسجة، بات التدخل الجراحي خيارًا شبه مستحيل، خشية حدوث أضرار مُميتة، ولم تجد الفرق الطبية حلًا سوى جلسات الأوكسجين داخل غرف الضغط العالي لمحاولة تفتيت الفقاعات تدريجيًا.

ورغم ما يعيشه من معاناة جسدية ونفسية، لا يخفي ويلي شعوره بالامتنان للبقاء على قيد الحياة، قائلا: "نجوت بمعجزة.. أحمد الله أنني مُشوَّه الشكل فقط، لكنني حيٌّ". ويعترف ويلي بأنه مر بفترة اكتئاب قاسية بسبب نظرات الشفقة من الناس، قبل أن يتمكن من تجاوزها تدريجيًا بقوة الإيمان والدعم النفسي.

المفارقة المؤلمة أن ويلي لا يزال يحلم بالعودة يومًا ما إلى البحر، ليس فقط كمصدر رزق؛ بل كهواية أحبها بكل شغف، وهو ما عبر عنه بأسى قائلًا: "اشتقت للغوص.. كنت أعتبره مغامرة، لكن البحر لا يرحم من لا يحترمه".

اليوم، تُصنَّف حالة ويلي كواحدة من أغرب حالات داء تخفيف الضغط المسجلة عالميًا، في وقت لا يزال فيه الطب عاجزًا عن تقديم حل جذري لها، ما يجعل قصته أكثر إثارة للدهشة والأسى في آنٍ واحدٍ.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z