المؤتمر الإقليمي الرابع للأمن السيبراني يناقش مستقبل السلامة المعلوماتية.. ويكرم المبادرات والمشاريع الرائدة بالقطاع

مسقط - الرؤية

افتتحت هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات أمس الأحد المؤتمر الإقليمي الرابع للأمن السيبراني، وذلك تحت رعاية صاحب السُّمو السيد تيمور بن أسعد آل سعيد الأمين العام المساعد للتعاون الدولي بمجلس البحث العلمي، وذلك بقاعة مجان بفندق قصر البستان. ويأتي تنظيم المؤتمر الذي يستمر ليومين ضمن فعاليات المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني للمنطقة العربية الذي تستضيفه السلطنة ممثلة في هيئة تقنية المعلومات ويتولى إدارته وتشغيله المركز الوطني للسلامة المعلوماتية في السلطنة، وينظم المؤتمر تحت عنوان "مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية"، وهو يستقطب نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الأمن السيبراني بهدف تسليط الضوء على أهم مستجدات الأمن السيبراني والتهديدات والمخاطر الأمنية على الساحة المعلوماتية.

وقال الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات في كلمته للمؤتمر: إن اختيار موضوع مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية عنواناً رئيساً لهذا المؤتمر يتوافق مع الاهتمام العالمي بهذا الأمر، خاصة مع ازدياد وتيرة الهجمات السيبرانية وحجم الضرر الناجم عنها بما يؤثر سلباً على اقتصاد وأمن الدول، إذ لو نظرناً الى حجم الهجمات والتهديدات السيبرانية خلال السنوات الماضية لأدركنا التزايد الملحوظ للهجوم المنظم والمتطور على العديد من المؤسسات والدول، الامر الذي عزا بالعديد من الدول الى مراجعة استراتيجياتها وخططها المستقبلية للتعامل مع هذه المخاطر والتهديدات السيبرانية".

وأضاف: يأتي مؤتمرنا هذا ليسلط الضوء على مستقبل الأمن السيبراني والسلامة المعلوماتية في ظل ما يشهده العالم من تطور سريع الوتيرة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والتنامي المطرد في المخاطر والتهديدات السيبرانية ، بالإضافة إلى مناقشة الإستراتيجيات والخطط بهدف التصدي لهذه التهديدات والمخاطر على المستويات المحلية والإقليمية والدولية مع تفعيل أوسع للتعاون الإقليمي والدولي لما يترتب على هذه التهديدات والمخاطر من خسائر مادية بالغة حيث أشارت الإحصائيات الصادرة عن شركة مكافي المتخصصة في مجال الأمن السيبراني في دراسة لها أن: جرائم الإنترنت تكلف الاقتصاد العالمي نحو 445 بليون دولار كل عام، كما أن الخسائر المتعلقة بالمعلومات الشخصية، مثل بيانات بطاقات الائتمان المسروقة، تصل إلى 150 مليار دولار، كما أشارت شركة كاسبرسكي لاب لمكافحة الفيروسات في تقرير لها: أنها تمكنت من تعطيل 6.2 مليار من هجمات البرمجيات الضارة على أجهزة الحاسب الآلي للمستخدمين والأجهزة المحمولة خلال 2014 م، أي أعلى بفارق مليار هجمة مقارنة بالعام 2013".

وتابع : " يسرنا في السلطنة ومن خلال استضافتنا للمركز العربي الاقليمي للأمن السيبراني للاتحاد الدولي للاتصالات أن نمكن دول المنطقة من الإستفادة من خدمات المركز ومن الخبرات المتوفرة بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية في السلطنة والخبرات المتوفرة لدى الاتحاد الدولي للاتصالات وشركائه الدوليين من المنظمات العالمية والشركات المتخصصة في مجال الأمن الالكتروني بما من شأنه أن يعزز من جهود ومبادرات الأمن السيبراني في المنطقة" .

ويشارك في المؤتمر نخبة من المتحدثين والمتخصصين أبرزهم لوك داندراند رئيس قطاع تطبيقات الإتصالات والأمن السيبراني بالإتحاد الدولي للاتصالات الذي قدم كلمة الاتحاد الدولي للإتصالات بهذه المناسبة، كما يشارك مارتن فان هورنبييك، رئيس منظمة فيرست الدولية لفرق الأمن السيبراني والاستجابة لطوارئ الحاسبات الذي قدم ورقة عمل حول الأمن السيبراني وكذلك جورجيا ويدمان مؤسسة شركة بالب سيكيورتي التي قدمت عرضا عمليا عن أمن الهواتف الذكية.

وألقى المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بهيئة تقنية المعلومات ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، كلمة أشار فيها إلى أن مناقشة مستقبل الأمن السيبراني يمكن النظر إليه من خلال ما تشهده الساحة المعلوماتية من تطور متسارع جدا في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات والزيادة المضطردة لاستخدامات التقنية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والصحية وغيرها، الأمر الذي أوجد في الوقت ذاته زيادة في التهديدات والتحديات الأمنية المعلوماتية حيث أشار الى أن التقارير والمبادرات العالمية تتبنى موضوع الأمن السيبراني ضمن الاستراتيجيات الوطنية بمختلف مجالاتها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وان الاعتماد الرئيسي المستقبلي يتطلب اهتماما بالغا بهذا الأمر وذكر ما انتهجته بعض الدول من تركيز بارز في تطوير القدرات الوطنية في مجالات الأمن السيبراني والحروب الالكترونية بشكل خاص.وأشار إلى أن أبرز ما يميز هذه النسخة من المؤتمر مشاركة رؤساء وممثلي عدد من المنظمات العالمية والإقليمية الرائدة في مجال الأمن السيبراني شملت المنظمة العالمية لفرق الأمن والاستجابة للطوارئ المعلوماتية التي تضم في عضويتها أكثر من 300 من المراكز الوطنية المعنية بالأمن السيبراني والاستجابة للطوارئ المعلوماتية، إضافة الى المراكز الوطنية للامن السيبراني التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي والتي تعتبر ثاني اكبر تجمع عالمي بعد الامم المتحدة وتضم في عضويتها 57 دولة والمراكز الوطنية لاسيا والباسفيك وتضم اكثر من 25 دولة بالاضافة الى المركز الاقليمي للامن السيبراني للمنطقة العربية.

ويشمل المؤتمر وللمرة الاولى تكريم للمبادرات والمشاريع الرائدة في المنطقة العربية في مجال الأمن السيبراني حيث تم تلقي 14 مشروعا من مختلف الدول العربية بما في ذلك السلطنة وقد تم تكريم الثلاثة الأوائل منهم ضمن اليوم الاول للمؤتمر دعما للابتكار في هذا المجال. كما يتميز المؤتمر كذلك وللمرة الأولى تقديم عرض عملي يتناول موضوع استغلال الثغرات الأمنية ومحاكاة حقيقة لاستغلال هذة الثغرات لشن اختراقات تستهدف بعض أنظمة الهاتف المحول الأكثر شيوعا في وسيلة لعرض حجم المخاطر الأمنية المعلوماتية وسبل التعامل معها.

تعليق عبر الفيس بوك