عودتكم سيدي ترد الروح لعُمان

حمد بن سالم العلوي

كالأرض الظمأى تستقبل عُمان قائدها المفدى، بشوق لا يضارعه شوق، فأنتم يا مولاي جلالة السلطان، لستم كأيِّ من حكام الكون في هذا الزمان، حيث يضيق صدر النّاس بطول مكوثهم، فمكوثكم بين حنايا القلب شعور بالاطمئنان لشعب عُمان، فزمن حكمكم في بلادي كأنّه يوم بلا زيادة أو نقصان، ولكن فترة بقاؤكم في الخارج، وإن كان للضرورة، مضت ثقيلة كأنها دهر من الظلام، أشعل في النفوس الشوق والهواجس، فاختلطت الهموم بالأحزان، يا تُرى هل نحن "الشعب" من أحبك أيها السلطان، أم أنت من أحببت الشعب بالوجدان؟ فأصبح كلانا لا يستطيع أن يفارق الآخر، حتى لو كان أمر الفراق لضرورة اقتضاها الحال، للاطمئنان على الصحة والأحوال، فهذا الحبُّ الوجداني بين الشعب والسلطان، بلا شك سر السعادة والمحبة بيننا سيان.

لقد أصبح الرقم (23) رقماً مميزاً له مغزى في الجنان، فإن جمعنا الرقمين معاً، شكل جمعهما عزاً ونصراً فالقيمة خماسية، فحقًا تربطنا قيمته باستقامتنا على الدين الإسلامي الحنيف، أكان ذلك يرشد إلى أركان الإسلام الخمسة، فقد كان بذلك مهد هدايتنا إلى الإسلام، وكرمُ الخالق علينا أن منَّ بفضله على هدايتنا للإسلام، وإن نحن نذكر عماد الدين بالصلاة فهي خمسة فروض في اليوم والليلة، وبهذه الخماسية العظيمة يتنقىّ المرء باستقامة في الدين من الهموم والأدران، فأن تأتي ولايتكم على عُمان في (23) يوليو بناتج جمع الرقمين بركة أخرى مع الدين، فذلك والله من نعم الخالق على أهل عُمان، وأن تأتي عودتكم من العلاج في يوم شبيه بيوم توليكم حكم عُمان، وهو أيضاً في (23) فتلك سانحة أخرى استبشر بها الوطن عُمان، فبذلك يصبح الشأن يعلو بالشأن في تاريخك يا عُمان، فإن كانت الأولى نتج عنها نهضة عظيمة على أرض الوطن والإنسان، فبمشيئة لله سيكون للثانية شأن آخر في العلوِّ الرقيِّ والتطور والتقدم في أمجادك يا زهرة الأوطان عُمان، أنوار على أنوار والقائد الهمام قابوس، يسوغ بفكره درة بل درر قل مثيلها في هذا الزمان.

أن قدمكم الطهور وهو يترجل من الطائر الميمون، كان يطبع على السجاد الأحمر في أرض مطار مسقط العامرة، أرقامًا تلو أرقام مكونة بالخطوات الرقم (23+23) فبوركت تلك الخُطى، ومبارك على عُمان وقع خطاكم وبكم اليوم تزهو بحلل المجد عُمان، فالأرض تخضرُّ طربًا، والجبال تشهق علوا، والشجر أمسى يانعا بالثمار، والبحر يهدر فرحاً، والصخر يكتسي باللون الأبيض متحولا إلى رخام، والصحراء الذهبية يكسوها العشب وظلال الغاف، هكذا نراها - نحن العمانيين - اليوم بوجودك بيننا حيث كل شيء يأخذ طابع الفرحة معنوياً في أنفسنا، وكذلك الطمأنينة سكنت الأفئدة حين يكون سلطاننا المبجل بين ظهرانينا، فبذلك نرى الوجود أسعد وأطيب وأجمل عن ذي قبل، أي ساحرية تلك التي تشعرنا بأننا نحن بوجودكم بين شعوب الأرض الأفضل بل نحن السعداء.

تعجز قريحة كاتب مثلي عن التعبير عما تكنه النفوس الجياشة، بفرحة عودتكم إلينا يا سيدي، يا سلطان القلوب والشعوب، ما عاد حبك حكراً على العُمانيين وحدهم، وإنما كل شعوب الأرض تهوى رؤيتكم، وتصغي لسماع نطقكم، فكيف لا والمشاعر الوجدانية تلهج بحبكم، فالسنون القليلة التي تمثل 45 ربيعاً، مرت وكأنها 45 يومًا من الخير والعطاء، سنظل يا سيدي ما حيينا نلهج بالدعاء، ونغرد بأعلى صوت يا عُمان أبشري قابوس جاء، وارتقي للمجد سلماً، وأسعدي وأفخري لأنّ السلطان قابوس لك قائداً مظفراً، لا يرتضي في المجد لك دون الأنجماً .. عاش السلطان قابوس وعاشت عُمان العز .. وعاش شعب عُمان الوفي.

تعليق عبر الفيس بوك