قابوس.. ميلاد وطن

سيف سالم المعمري

saif5900@gmail.com

تعد العودة الميمونة يوما تاريخيا يُسجّل في ذاكرة التاريخ العُماني بالعودة المباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى أرضه وشعبه بعد رحلة العلاج التي غادر إليها جلالته إلى جمهورية إلمانيا الاتحادية الصديقة صيف العام الماضي، وها هي اللحظة التي انتظرها العُمانيون والمقيمون على أرض عُمان الطيبة والتي فاضت العيون بدموع الفرحة والابتهاج بهذا اليوم الاستثنائي .

وسيؤرخ الثالث والعشرون من مارس لميلاد جديد لمسيرة النهضة الظافرة التي فجّر مجدها جلالته -حفظه الله ورعاه - في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970 ، وهاهي عُمان تتوشّح أبهى حللها وترتفع الأيادي بالدعاء لهذا القائد العظيم بأن ينعم الله على جلالته بالصحة والعافية والعمر المديد .

إنّ حب العُمانيين لهذا القائد العظيم هو فطري؛ وهو زرعُ غرسه جلالته منذ اليوم الأول لميلاد النهضة المباركة وكرّس جلالته وقته وجهده لخدمة وطنه وشعبه وخدمة جميع القضايا العادلة في العالم أجمل، وما هذه المسيرات التي خرجت في جميع محافظات السلطنة إلا تعبيرًا صادقًا عن الحب الذي يكنه هذا الشعب الأبي لقائده المعظم.

إنّ الفترة الزمنية التي قضاها جلالته في رحلة العلاج كانت أحلك الأيام التي مرت على العُمانيين جميعًا، كيف لا؟ وجلالته يعشق هذه الأرض الطيبة وشعبها الأبي عشقا لا توجزه الأقلام والمحابر، وقلوب العُمانيين متعلقة بمحبته فهو الوالد والقائد والمعلم والمربي وهو الذي يحبه الكبير والصغير ليس العُمانيين فحسب بل يُحظى جلالته بمحبة جميع الأمم والشعوب .

فالاحتفالات التي بدأت منذ وصول جلالته إلى الوطن ما هي إلا تعبير عن الشوق والمحبة التي تفيض من وجدان العمانيين والمقيمين على أرض السلطنة لشخص جلالته، فالصغير والكبير والرجال والنساء تنوعت مظاهر احتفالاتهم والتقت جميعها في قالب واحد أساسه الحب والتقدير الذي يحظى به هذا القائد العظيم .

ومع البيان الرسمي لديوان البلاط السلطاني بالعودة الميمونة لجلالته - حفظه الله ورعاه - خرجت المسيرات وتناغمت الأفراح وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بالابتهلات والأدعية بالشكر لله العلي القدير على النعمة الكبرى التي أنعم الله على عُمان وشعبها بتمام الصحة والعافية لجلالته، وارتفعت الأعلام وصور جلالته من مسندم شمالا حتى ظفار جنوبًا ومن شرق السلطنة إلى غربها، هذه المشاعر الصادقة تدل على لحظة الانتظار للعودة الميمونة والتي كان الكل يسأل عنها، وستستمر الفرحة والأفراح في ربوع الوطن العزيز، والذي ينعم بالمنجزات في شتى مجالات الحياة والتي يرفل فيها المواطن بالحياة الهانئة الآمنة .

إنّ الإنجازات التي تحققت لعُمان في عهد جلالته - حفظه الله ورعاه - هي عظيمة بكل المقاييس فجلالته أعزّه الله سعى ومنذ اليوم الأول لعهده الميمون لإسعاد الإنسان العُماني حيث تحدث جلالته في خطابه الأول قائلا: "أيّها الشعب.. سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل أفضل، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب، كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وَإنٍ عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي".

فهنيئًا لعُمان وشعبها هذه الفرحة وهنيئا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - هذا الشعب الأبي وبوركت الأيام العُمانية المباركة ونسأل الله أن يديم الأفراح والمسرات على أرض عُمان الخير، وعلى جلالته، وكل عام والجميع بخير .

تعليق عبر الفيس بوك