مسقط - ميثاء العليانية
رعى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد افتتاح فعاليات مؤتمر "مبتكرو الغد" أمس بمركز عمان الدولي للمعارض على هامش معرض الابتكارات العمانية الثاني الذي تنظمه شركة الساحل الشرقي لتنظيم المعارض بالتعاون مع حملة مبدعي عمان بإشراف من وزارة التعليم العالي، وتشارك فيه نخبة من أبرز الشخصيات العمانية والعربية والأوروبية المعنية بالابتكار والمبتكرين من أجل استشراف المستقبل لتحقيق ريادة عمانية في مجال الابتكارات.
وأكّد صاحب السمو على أهميّة تضافر جهود المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لدعم الابتكار والمبتكرين، مشيرا إلى أن المؤتمر فكرة جيدة تأخذ في الاعتبار عنصر الابتكار وهو أداة مهمة تمكن المجتمع والمؤسسات الراعية من تحويل الأفكار إلى منتجات أو خدمات، وهناك جهود كثيرة تبذل من خلال المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، لكن تبقى الحاجة إلى تنسيق الجهود وتكاملها ليتوفر للمبتكر كافة المعطيات والتسهيلات لتبني الفكرة وصولا إلى منتج نهائي.
وأشاد صاحب السمو بالمؤتمر قائلا إنّ تنظيم مثل هذه المؤتمرات والمعارض المصاحبة تؤدي إلى وجود منتديات وبالتالي تمكن كافة عناصر الحوار أن تتواجد وتتناقش في كيفية وآلية تمكين هذه الأفكار والابتكارات أن تصل إلى مبتغاها أي منتجات، وطبيعة الحال ما يبذل من جهود لدعم كافة القطاعات الاقتصادية لنموها واستدامتها يتطلب وجود مثل هذه القدرات في الأفراد وبيئة داعمة للتطوير والإنتاج. وشدد صاحب السمو على أهمية الاستمرارية في دعم الابتكار والمبتكرين مضيفا: ما يثلج الصدر أن تأتي مثل هذه المبادرات من القطاعات المدنية والقطاع الخاص وهو دليل على تكامل الأدوار وليس فقط ما تقوم به الأجهزة الحكومية في مؤسساتها المختلفة ونتمنى أن تستمر هذه الجهود وأن تكلل بالنجاح للجميع.
وقال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، بدر بن أحمد الحبسي إنّ المؤتمر يناقش ثلاثة محاور رئيسية وهي: التجارب المحلية في توظيف الابتكار، وضبط المفاهيم العامة حول الابتكار، ومسؤولية المبتكر تجاه مجتمعه. ويهدف المؤتمر إلى رسم طريق أرحب وأوسع لكسب العلم والمعرفة وتعزيز الرؤية في المجال العلمي، كما يؤكد على أهمية تأهيل الشباب العماني في مختلف الجوانب العلمية والمهنية ليحقق وينجز على أرض الواقع ما يدور في عقله من وفكره من ابتكارات، كما يهدف إلى تحقيق ريادة عمانية في مجال الابتكارات العلمية.
ويتضمن برنامج اليوم الثاني كلمة افتتاحية بعنوان:"صفات وأساليب المخترعين" يقدمها الدكتور وائل بن سيف الحراصي من شركة تنمية نفط عمان للمؤتمر إضافة إلى تقديم أربع أوراق عمل بعناوين:"غرس متعة الإبتكار في المنزل والمدرسة" يقدمها هلال بن سالم السيابي من الجامعة الألمانية، و" دور المعلم في توليد الشعور بمسؤولية المبتكرين لمجتمعاتهم" يقدمها علي بن سالم الجابري من مجلس البحث العلمي، و"الضوابط الأخلاقية والتنظيمية والقانونية للمبتكرين" يقدمها المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي من شركة نفاذ للطاقة المتجددة، و"المسؤولية الوطنية للباحثين لابتكار طرق جديدة لزيادة استخراج الموارد الطبيعية" يقدمها الدكتور خالد بن علي الهنائي من جامعة السلطان قابوس، فضلا عن جلسة نقاشية بعنوان: رؤى مستقبلية وتحديات ميدانية لتفعيل منظومة الابتكار الوطنية في عمان بحضور صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد، وصاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، والدكتور محمد بن عادل المغيري، والدكتور عبدالله بن محمد المحروقي، ومحمود بن عبد اللطيف الخطيب، والدكتور حمد بن هاشم الذهب.
وبدأ اليوم الأول للمؤتمر بكلمة لصاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، وقدم رئيس لجنة المؤتمر الرئيسية الكلمة الافتتاحية بعنوان "المقصود الوطني للابتكار وتوجهاته". وتمّ استعراض ست أوراق عمل، الأولى بعنوان:" مصنع لإنتاج مصانع لآخرين في عمان" قدمها المهندس سالم بن حميد المحروقي من شركة راي بريسيشن للهندسة، وجاءت ورقة العمل الثانية بعنوان:" طرق تقييم مخرجات مراكز الابتكار الصناعية" والتي قدمتها الدكتورة لورنا كورك، استشاري ابتكار بالمؤسسة العامة للمناطق الصناعية. وجاءت الورقة الثالثة بعنوان: أمثلة واقعية لابتكارات المؤسسات العمانية الناشئة تحت إشراف إنجاز عمان والتي قدمها شبيب بن محمد المعمري من مؤسسة إنجاز عمان وتحدث فيها عن برامج تدريبية تقدمها مؤسسة إنجاز عمان لتثقيف الطلاب في المفاهيم الريادية التي تركز على الجاهزية لسوق العمل, والثقافة المالية وريادة الأعمال، ويعتمد البرنامج على دعم القطاع الخاص لقطاعات التعليم المختلفة سواء في المدارس، أو الجامعات أو المراكز التدريبية. وناقش أمثلة واقعية لابتكارات الطلاب من القطاع التعليمي العام والعالي، والتي تمكّنت مخرجاتها من شق طريقها إلى الأسواق المحلية، مع مناقشة بعض التحديات الميدانية واقتراحات التقليل من أثرها.
وقدم الدكتور محمد بن عادل المغيري من المحيط الأزرق الشاملة للاستشارات ورقة عمل بعنوان: المؤشرات الفعلية للابتكار في مدخلات ومخرجات المؤسسات العامة والخاصة وغير الرسمية، وأشار فيها إلى أهميّة مراقبة مؤشرات أداء المشاريع من حيث مدخلاتها ومخرجاتها، وقال المغيري: بناء على الخبرات العالمية في مجال توظيف الابتكار للمنفعة العامة، يمكن تقسيم هذه المؤشرات إلى "مؤشرات مدخلات الإبتكار" عند تصميم هذه المشاريع، و"مؤشرات مخرجات الإبتكار" عند تقييم هذه المشاريع. وأكد على أنّ الابتكارات لا تأتي فقط من القطاع الخاص أو العام أو الشراكة بينهما، بل أيضا من القطاع غير الرسمي والذي قد يكون مستترا بالمعنى الإيجابي لهذا المصطلح.
وجاءت ورقة العمل الخامسة بعنوان:" الأوساط الابتكارية والحاجة إلى كيانات مؤسسية وسياسات داعمة" وقدمتها الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية من مجلس البحث العلمي، وركزت على خمسة أبعاد رئيسية لتكوين كيانات بحثية وابتكارية متناغمة ومتلائمة مع السياسيات الوطنية والمؤسسية الداعمة من أجل تحقيق رؤية وطنية شاملة تعنى بالمنظومة الوطنية للبحث والابتكار من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة لمستقبل الأجيال القادمة.
وناقشت ورقة العمل السادسة وسائل التحقق من أصالة الابتكار على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي وقدمها محمود الخطيب، عضو سابق لفريق نشر علم الإختراع والتطوير، وتناول كيفية تحديد سبل التحقق من كون الاختراع يحقق الشروط المعتمدة عالمية ليكون اختراعا مفيدا، مع ذكر التسلسل الخطي في ذلك التحقق من خلال الاتفاقات الدولية في هذا المجال، ومنها اتفاقية PCT والتي وقعت عليها سلطنة عمان منذ عشر سنوات. كما أشارت الورقة إلى الآلية التفصيلية لهذا التحقق بمساعدة محركات بحث براءات الاختراع ومكاتب التنسيق وبحث الجدية والإمكانية والتي تتبع السلطنة بعضها أثناء إتمام عملية تسجيل البراءة.