مختصون: مكافحة ظاهرة التسول مسؤولية مجتمعية تستوجب تعاون المواطن وجهات الرقابة

القرينية: نسبة العُمانيين من المتسولين 6% والأغلبية وافدين بحسب إحصاءات 2014

الشيزاوي: دوائر التنمية الاجتماعية تسعى لتوفير العيش الكريم لكل المحتاجين

العلوي: لجنة الزكاة بالبريمي تساعد نحو ألف أسرة محتاجة لعدم اضطرارها للتسول

البادي: على المواطنين دور هام في الحد من الظاهرة بإبلاغ الجهات المعنية

السعيدي: مسؤولو صناديق التبرعات والمؤسسات المختصة أعلم بالمتعففين من المحتاجين

المقبالي: بعض المتسولين يستغلون تطور وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المال

العلوي: قبل تطبيق العقوبات على المتسولين لابد من السعي لتوفير العيش الكريم لهم

البريمي- سيف المعمري

أكد عدد من المختصين والمواطنين على أنّ مواجهة ظاهرة التسول ليست من مهام الجهات المعنية وحدها، وإنّما يجب أن تساهم في ذلك مختلف الجمعيات الأهلية والفرق التطوعية لتوعية مختلف فئات المجتمع بتجنب المساهمة في تحفيز المتسولين بمنحهم المال الذي يشجعهم على الاستمرار في تلك الممارسات المسيئة للمجتمع، وأشاروا إلى أنّ أغلبية المتسولين من الوافدين الذين يستغلون عواطف وأخلاقيات المجتمع العماني لجمع المال دون مجهود أو حاجة للبحث عن عمل يحفظ عليهم ماء وجوههم.

ونبَّه من استطلعت "الرؤية" آراءهم إلى تعدد المبررات التي يختلقها المتسولون لاستغلال عواطف الناس بداية من ادعاء الحاجة للعلاج أو الطعام أو دفع قيمة الإيجار أو الحصول على تذاكر السفر، لكنهم في نفس الوقت لا يطلبون مساعدات عينية، وإنّما يشترطون الحصول على المال، وهو ما يثبت أنّهم ليسوا في حاجة إلى مساعدة فعلية، وأكدوا أنّ التسول انتقل إلى التقنيات الحديثة ووسائل التواصل بشكل ينقله من خانة الحاجة للتسول إلى الاحتيال بهدف الحصول على المال أيضاً، وهو ما يحتاج إلى التوعية المجتمعية أكثر من ملاحقة الجهات المعنية التي تعمل على الأرض لمتابعة وملاحقة المتسولين وضبطهم لمعرفة أسباب إقدامهم على تلك الأعمال ومحاولة مساعدتهم من خلال توفير حياة كريمة.

بداية، قال محمود بن إبراهيم الشيزاوي مدير دائرة التنمية الاجتماعية بمحافظة البريمي إن الدولة سخرت كل سبل العيش الكريم للمحتاجين لضمان عدم اضطرارهم لسؤال الناس في الطرقات، مؤكداً أن استجداء المتسولين عطف الناس في المناسبات الدينية والأعياد من أجل التسول يجري بشكل احتيالي وهو مخالفة مجرمة بالقانون، مشيرًا إلى أنّ الدائرة ممثلة بفريق مكافحة ظاهرة التسول تراقب هؤلاء المتسولين وتتابع الحال في الشوارع للحد من انتشار الظاهرة إلى جانب رصدها مؤشرات المتابعة الاجتماعية.

وأكد الشيزاوي على وجود تنسيق مستمر بين دائرة التنمية الاجتماعية بمحافظة البريمي والادعاء العام وشرطة عمان السلطانية ووزارة القوى العاملة للحد من الظاهرة إلى جانب دراسة ظروف الحالات المضبوطة للتعرف على دوافع ومسببات التسول، ومن ثمّ يتم التنسيق مع الجهات المختصة لاتخاذ اللازم حيال كل حالة.

مرتبطة بالمناسبات الدينية

وقالت أمل القرينية مراقب تسول ضمن فريق مكافحة ظاهرة التسول بدائرة التنمية الاجتماعية بالبريمي إنّ إحصائيات الفريق عن المتسولين خلال العام 2014م، مقارنة بالأعوام الماضية قليلة نسبياً، وظهورهم أصبح مرتبطًا بمناسبات معينة، وهناك تزايد في أعداد المتسولين خاصة أمام المساجد بعد صلاة الجمعة، كما تشير الإحصائيات إلى أنّ نسبة عالية من المتسولين المقبوض عليهم هم من الأجانب، إذ تصل نسبة العُمانيين من المتسولين 6% بينما تصل نسبة الوافدين من المتسولين 94% من خلال إحصائيات العام المنصرم في إشارة واضحة للنسبة العالية التي يمثلها المتسولون الوافدون الذين يستغلون التكافل والبر والرحمة التي يحض عليها الدين الإسلامي في استدرار العطف، وتم تخصيص أرقام هواتف للتواصل مع الفريق والتبليغ بحالات التسول لمنع هذه الظاهرة الدخيلة ومن هذه الأرقام (91398580-25643131).

وتحدث سالم بن سعيد بن علي العلوي نائب رئيس لجنة الزكاة بولاية البريمي مؤكدًا أن انتشار ظاهرة التسول يسيء إلى المجتمع، ويفتح المجال لكسب المال بطرق الاستجداء ويرسخ سلوكًا يبعد الإنسان عن الجد والاجتهاد في طلب الرزق بممارسة عمل مشروع أو حرفة مناسبة تساهم في إعمار الحياة وتنميتها، ثم إن هذه الظاهرة تشير إلى ضعف التكافل بين النّاس وتباين طبقاتهم من الناحية المالية، وهو بدوره يكرس أخلاقيات سقيمة في المجتمع، مثل حقد الفقير على الغني، واستعداد الفقير للانحراف السلوكي، لافتاً إلى أن البعض يعدون التسول في بعض الأحيان عملا منظما وراءه من يشرف عليه بطريقة تتجاوز العفوية إلى ما يشبه الاحتراف بغية الحصول على الأموال، وعلى المواطن أن يقوم بدوره في الحد من ظاهرة التسول من خلال عدم إعطاء المال للمتسولين قدر الاستطاعة ويوجههم إلى مؤسسات الدولة أو الجهات الخيرية الأهلية، وفي حال الضرورة يبلغ عنهم الجهات المعنية بمكافحة الظاهرة.

لا للمساعدات العينية

وأضاف العلوي أنّ المتسولين في أغلب الأحيان يطلبون النقود بشكل مباشر أثناء جلوسهم عند أبواب المساجد، أو بالمرور على المحلات التجارية وفي الأسواق، أو محطات البترول، وربما يدفعهم إلى ذلك الحاجة للمال بسبب الفقر وعدم توفر ما يكفي للعيش، ونادرا ما تجد من يطلب شيئا عينيا كالطعام أو الملابس، وهذه طبيعة السلوك البشري الذي ينزع إلى اعتبار المال النقدي هو ما يمنح الإنسان الحرية لشراء ما يريد دون قيود.

وأكد نائب رئيس لجنة الزكاة بولاية البريمي أن النسبة العظمى من المتسولين والتي قد تصل إلى 95% هي من الوافدين، لأن أغلبية العمانيين متعففين عن الطلب بهذه الطريقة، ويجد أضعفهم ما يغنيه عن السؤال المباشر بالطريقة التي يتبعها المتسولون، إما من خلال ما تقدمه الحكومة من إعانات الضمان الاجتماعي، أو من خلال تكاتف الأهل والأصدقاء وتقديم المساعدة، أو من خلال النشاط التطوعي للمؤسسات الأهلية والفرق الخيرية التطوعية.

وأوضح العلوي أن لجنة الزكاة بولاية البريمي تطوعية تأسست منذ 2005 وتعمل على جمع الزكاة من أهلها في ولاية البريمي وتوزيعها على المستحقين سنويًا بعد دراسة حالات المتقدمين والتأكد من استحقاقهم، وتقدم اللجنة هذه الخدمة لما يزيد على 1000 أسرة مستحقة، قد يزيد عدد أفرادها على 7000 فرد، وتكاد في السنوات الأخيرة توزع سنوياً ما يزيد على 100 ألف ريال عماني، إضافة إلى مواد غذائية عينية قبيل شهر رمضان المبارك تصل قيمتها إلى ما يقرب من 50 ألف ريال، لافتا إلى أنّ عمل اللجنة يتطور من عام إلى آخر، وأصبح أعضاء اللجنة يستخدمون برامج حاسوبية متطورة في إدارة بيانات المستحقين، وقد فازت اللجنة بجائزة جلالة السلطان قابوس للأعمال التطوعية عام 2012م.

الحقيقي والمصطنع

واقترح نائب رئيس لجنة الزكاة بولاية البريمي أن تتبنى إحدى الجهات متابعة هؤلاء المتسولين، لمعرفة أسباب التسول، والتفريق بين الحقيقي منها والمصطنع، وإيجاد وسائل مناسبة يتشارك فيها المجتمع والحكومة والمؤسسات الأهلية لمساعدة المحتاجين الحقيقيين، والوقوف بحزم في وجه المتسولين الذين يستخدمون التسول لغرض جمع الأموال فقط.

أما سلطان بن حميد البادي فقال إنّ دوافع التسول الرغبة في كسب الأموال بأي طريقة باعتبار أن التسول أسهل وأربح دون مجهود يذكر وفي فترة زمنية قصيرة جدًا، لذلك غالبا ما يلاحظ الناس أن المتسول يطلب أموالا دون سلع عينية لأنه غالبًا لا يحتاج الطعام أو الدواء وإنما يسعى لجمع المال حتى أصبحت هذه مهنته وعمله اليومي.

وأضاف البادي: يجب على الجميع المساهمة في التصدي لظاهرة التسول وإبلاغ الجهات المعنية بشأنهم وعدم منحهم أيّ أموال لأنها تحفزهم على مزيد من الإصرار على ممارسة تلك الأفعال بل يمكن القول إن ما يجنيه المتسولون من أموال يساهم في جذب المزيد لممارسة تلك السلوكيات.

وأكد البادي أن من التزامات دائرة التنمية الاجتماعية أن تواصل جهودها للتصدي لظاهرة التسول والاهتمام بجميع فئات المجتمع لمعرفة الاحتياجات الفعلية للمواطنين ومعرفة الواقع الحقيقي لفئة الضمان الاجتماعي والدخل المحدود من أبناء المجتمع وإعادة النظر في قيمة معاشات الضمان الاجتماعي بما يناسب عدد أفراد الأسرة إلى جانب تنظيم حملات إعلانية وتوضيح الآثار السلبية لظاهرة التسول في المجتمع ودعوة الجميع للتعاون مع هذه الحملات.

آفة مجتمعية دخيلة

ووصف سيف بن سعيد السعيدي التسول بأنّه آفة مجتمعية استشرت بين غير العمانيين، وزادت كثافة من يمارسونها حتى أصبحوا يشكلون جماعات منظمة مستغلين تعاطف يطغى عليه الجهل من قبل أفراد المجتمع الذين لا يدركون أن كل بيسة تعطى لمتسول تدعم انتشار هذه الظاهرة السيئة، موضحًا أنّ على الجميع إدراك أن ما يمنح لأغلبية المتسولين لا يمثل الصدقة مهما كان مبلغًا بسيطًا، لأن الكثيرين يعتقدون أنهم بذلك يرضون ضميرهم بمنح الأموال للمتسولين دون التحقق من مدى حاجتهم، وهو ما لا يأتي بنتائج الصدق التي طالب بها الإسلام، وحيث إن الظاهرة سيئة لابد من تجنبها لصالح المحتاج الحقيقي المتعفف، لافتاً إلى أن المكاسب من تلك الممارسات تشجع المتسول على العزوف عن العمل لأنّه بدون عمل يضمن دخلا مناسبا مقابل استغنائه عن ماء وجهه واستغلال تعاطف النّاس، لذلك تنتشر الظاهرة بدرجة أكبر في أعياد المسلمين وعند المساجد والموسم الأفضل هو شهر رمضان الفضيل استغلالا للحالة الروحانية التي تملأ قلوب الناس.

واقترح السعيدي على المتصدقين أن يحيلوا صدقاتهم إلى صناديق التبرعات المعروفة أو المؤسسات الرسمية المختصة أو تحسس المتعففين من الناس والجيران أو حتى سداد فواتير الطعام لمن يبدون على حالة من الاحتياج، وهذه صور لها فوائد مجتمعية عدة على العكس من آفة التسول.

وقال محمد بن نجيم البادي إنّ المجتمع العُماني جُبل على حب الخير ومساعدة المحتاجين والتكافل بين أفراده وهذه القيمة متوارثة من جيل إلى جيل وفي وقتنا الحاضر ظهرت الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية وهناك عدة جمعيات تعنى بالتكافل في محافظة البريمي منها على سبيل المثال نادي الصم بمحافظة البريمي الذي يخدم فئة الصم في كل المجالات وكذلك لجنة الزكاة السباقة على مستوى السلطنة والتي أصبحت مثالا يحتذى به في التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين على مستوى السلطنة والتي كفتهم ذل السؤال وهناك فرق تطوعية أخرى إلى جانب الدور الرائد لوزارة التنمية الاجتماعية وتوفير راتب شهري لكل المحتاجين ومن ليس لهم دخل شهري ولهم أيضاً وضع خاص يكفل مساندتهم في مناحي الحياة من علاج وتعليم وغيرها من الخدمات، أما ظاهرة التسول التي انتشرت في ظل انفتاح السلطنة على مختلف الجنسيات حيث استغل البعض ذلك للدخول تحت غطاء السياحة أو العمل أو الزيارة للاستفادة من طيبة المجتمع العُماني من خلال ممارسة التسول لذلك فإن غالبية المتسولين من الأجانب.

وقال ناصر بن عبد الله المقبالي إمام وخطيب جامع عبد العزيز القاسمي بولاية البريمي إنه في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية توسع مفهوم التسول وأدواته، حيث كان الأمر في حدود أن يأتيك المتسول إلى منزلك ليشكو ما مر به من مصائب، ليستثير عواطفك من أجل الحصول على القليل من المال، أو يجلس خارج المسجد وقد بترت ساقه أو يده، أو يمر عليك وأنت تتسوق يحملُ طفلاً صغيرًا يطلب منك مالاً لمعالجة ابنه الذي يعاني من مرض عضال، لكن حاليًا هناك وسائل حديثة يستخدمها المتسول للوصول إلى الناس، وهي لا تحتاج إلى الانتقال من مكان إلى آخر، فكل ما تحتاج إليه هاتف أو شبكة انترنت وجهاز حاسوب ومعرفة بسيطة بكيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، موضحًا أن بعض المتسولين يستخدمون الرسائل النصية القصيرة وتطبيقات واتس اب أو تقنيات بلاك بيري حيث تصلك رسالة في بعض الأحيان من أشخاص لا تعرفهم، ولا يمكنك التأكد من صحة الرقم الذي أرسلت منه الرسالة (حيث يمكن تغيير رقم الهاتف باستخدام برامج خاصة) ، وتكون تلك الرسالة في الغالب مختصرة، توضح أنّ هناك شخصًا ما يعاني ويستحلفك بالله ويتمنى أن تساعده بتحويل مبلغ مالي ولو بسيط إلى حسابه الشخصي، وبهذه الطريقة يحاول المتسول انتقاء الكلمات والعبارات التي تستثير العاطفة.

التسول وطرق الاحتيال

واستطرد المقبالي: هناك طرق أخرى تحول التسول إلى خانة النصب والاحتيال، حيث يمكن أن تصلك رسالة من فتاة تعبر فيها عن رغبتها في التعرف عليك وأنها تعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأنها ترغب في أن تكون أنت المخلص لها من تلك المعاناة وقد ترسل لك صورة مزيفة لها، فإذا استرسل الضحية في السؤال عن الموضوع وأصبح هناك حوار مستمر فإنّ نسبة الوقوع في المصيدة تكون أعلى لأن المتسول يكون قد اكتسب خبرة في التعامل مع الأهداف المختلفة، وعلم كيفية الوصول إلى نقاط الضعف عند من يتعامل معهم، فيطلب منك في النهاية مساعدته في محنته بتحويل مبلغ مالي إلى حسابه الشخصي. وكذلك الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي تكون نسبة الوصول إلى الضحايا من قبل المتسولين أعلى من تطبيقات الهواتف الذكية، لأن عملية البحث عن الأهداف تكون أسهل، كما أن نسبة انتقاء الأهداف تكون أدق، لأن الأشخاص يعرفون بأنفسهم من خلال ما تحتويه صفحاتهم من صور وأخبار، فالمتسول أو المحتال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع التعرف على الضحية أو الهدف من خلال تتبع المواضيع التي يطرحها أو الصفحات والأشخاص الذين يتابعهم، وبذلك فإنّ البحث عن نقاط الضعف في الأهداف تكون أسهل، وليس هناك فارق كبير في أسلوب المتسول الذي يجلس أمام المسجد ليحدث الناس عن معاناته ويعرض عليهم المستندات التي تؤكد ما يقول، وبين من يخاطبك من خلال تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، فقط الاختلاف في طريقة الوصول إلى الأهداف.

توعية المجتمع

وأشار ناصر المقبالي إلى أنّ الجهات المعنية بمكافحة ظاهرة التسول لا توسع مجال اهتمامها إلى مستخدمي التقنيات الحديثة، لذلك يجب توعية مختلف شرائح المجتمع بالطرق التي يلجأ إليها المتسولون للاحتيال على الناس عبر وسائل التقنية.

وقال سالم بن سعيد بن سالم العلوي إن المجتمع الإسلامي يحث على الخير والتعاون والبر، وقد يكون الإنسان مضطراً ليسأل عن حاجته أو يطلب ما يسد به جوعه وقد أجاز الإسلام للإنسان أن يسأل إذا كان ذا حاجة شديدة كما جاء في الحديث الذي يرويه أنس رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" المسألة لا تحل إلا لثلاثة : لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع" فهؤلاء الثلاثة تحل لهم المسألة نتيجة الفقر أو المرض، أو لسداد دين حل أجله، وتحل المسألة حتى تحل الضرورة التي دعت من أجلها هذه المشكلة؛ لكن ظاهرة التسول وما تدره من دخل كبير شجعت المتسولين على اتخاذها كحرفة بدلاً من ممارسة مؤقتة للضرورة نظرًا لما يرى من سهولة الحصول على المال دون اهتمام بأنه بذلك يخالف شرع الله تعالى وعرف أهل البلد.

وأكد العلوي أن مكافحة التسول تستوجب أولا أن نعزز الشعور الديني في مجتمعنا من خلال إيصال المساعدات المالية والعينية لمستحقيها قبل أن تمتد أيديهم بالسؤال بحيث نكون نحن المبادرين في المجتمع نحو هؤلاء الناس فنسأل عن حاجتهم ونوصل إليهم المساعدات كالزكاة والصدقات.

القوانين وحدها لا تكفي

وأضاف سالم العلوي أن سن القوانين والتشريعات ومحاربة ظاهرة التسول بالعقوبات المغلظة شيء لا بد منه لكن في نفس الوقت يجب علينا كأفراد المجتمع أن نأخذ بأيدي هؤلاء المتسولين ونبصرهم ونعلمهم وربما لا يعرف المتسول أن ما يمارسه يصنف ضمن المحرمات، كما يجب أن نعمل على تدريبهم على الحرف والمهن البسيطة ليسكبوا المال بطريقة مشروعة وبعد ذلك يحاسب المتسول وتطبق عليه العقوبات.

وقال حمد بن سيف اليحيائي إن الإسلام حث على التكافل الاجتماعي فضلا عن وجود جهات متخصصة للمساعدة وعلى الرغم من ذلك انتشرت ظاهرة التسول خاصة من جانب الوافدين خصوصا أمام المساجد بعد صلاة الجمعة أو من خلال المرور على البيوت للشكوى من الظروف والحاجة للطعام أو العلاج أو دفع إيجار المنزل أو رسوم تذاكر السفر.

تعليق عبر الفيس بوك