الرئيس التنفيذي لـ"نفاذ": الشمس رهان مستقبل الطاقة المتجددة.. ومقوّمات السلطنة تمنحها الريادة

استراتيجية الشركة تستهدف بناء وتشغيل وصيانة محطات الطاقة وتطوير الحقول

حوار- إيمان بنت الصافي الحريبي

أكّد المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة والحاصلة على جائزة الرؤية الاقتصادية في دورتها الرابعة لعام 2015، إنّ الطاقة الشمسيّة باتت رهان المستقبل في مجال الطاقات المتجددة، مشيرًا إلى أنّ مقومات السلطنة تمنحها الريادة في إنتاج هذا النوع من الطاقة الصديق للبيئة.

وقال إنّ المشاركة والفوز كأفضل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جائزة الرؤية الاقتصادية، أتاحت للشركة فرصة كبيرة للتعريف بمشروعاتها، لاسيما وأنّه تمّ تقديم عرض تعريفي ضمن فقرات حفل التكريم، للتعريف بالشركة وطموحاتها، وهو ما ساهم في تقديم نموذج جديد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأضاف السعيدي أنّ إستراتيجيّة "نفاذ للطاقة المتجددة" تتمثل في بناء وتشغيل وصيانة محطات الطاقة الشمسية والبحث والتطوير لحلول الطاقة الشمسيّة بجانب بناء مصنع لأجهزة الطاقة الشمسية في عمان والتصدير لدول الخليج. وأوضح أنّ الشركة تعمل على تصميم وتركيب أنظمة الطاقة المتجددة، كما تجري دراسات للمشروع من حيث طبيعة الإشعاع الشمسي للمنطقة المحددة، وزاوية الإشعاع والعوامل الجوية الأخرى للمشروع، وتقديم توصيات عند تركيب المشروع. وبيّن أنّ الشركة تعمل على تصنيع نظام تنظيف الخلايا الشمسيّة؛ حيث تمثل مشكلة تراكم الغبار أحد أبرز مشاكل تركيب الخلايا الشمسية في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي المناطق الصحراويّة بشكل خاص.

وأشار الرئيس التنفيذي للشركة - التي حصلت على المركز الأول في فئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في جائزة الرؤية الاقتصادية لعام 2015- أنّ مجال الطاقة المتجددة يعد من المجالات الحيويّة التي ينبغي أن يتم الاهتمام بها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا وأنّ السلطنة تعد من أعلى كثافات الطاقة الشمسية "Solar Energy Densities" على مستوى العالم. وقال السعيدي إنّ السلطنة تتلقى يوميًا ما يقارب 5500-6600 Wh/m2 في اليوم الواحد خلال شهر يوليو، وما يقارب 2500-3000 Wh/m2في شهر يناير من كل عام. وتابع أنّه بحسب إحصائيات المنظمة الألمانية لعلوم الفضاء "GAC" فإنّ السلطنة قادرة على إنتاج 2200 kwh/m2في السنة الواحدة، مؤكدًا أهميّة توجّه السلطنة نحو استخدام الطاقة الشمسيّة. وأوضح أنّ الطلب على الطاقة يشهد زيادة ملحوظة في السلطنة بشكل عام سنويًا، بنسبة تصل إلى 15%، لافتًا إلى أنّه في عام 2010 ارتفعت معدلات الطلب على الطاقة إلى حوالي 3856 ميجاوات.

ومضى السعيدي موضحا أنّ السلطنة يتعيّن عليها الاستفادة من كافة المعطيات التي تمتلكها لتقديم مشاريع توظف هذه المقوّمات في صورة ابتكارات واختراعات ومشاريع تنهض بالاقتصاد، وتوظف القدرات الفكريّة والعلميّة للشباب العماني والمهتمين بمجال الطاقة. وزاد السعيدي أنّ زيارة الطائرة الشمسية "سولار إمبلس 2" تدعونا جميعا للتفكير في أهميّة الطاقة الشمسية، وكيف يمكن أن نسخرها في ما هو خير للبشرية بوجه عام، والسلطنة وازدهارها بشكل خاص.

تأسيس الشركة

واستعرض السعيدي تفاصيل شركة "نفاذ للطاقة المتجددة"، وقال إنّها تأسست في أواخر العام 2012 بجهود ثلاثة شباب عمانيين هم عبدالله ناصر السعيدي ومصعب زهير الفارسي وهو رئيس قسم البحث والتطوير، وناصر بن سيف الجابري وهو رئيس قسم تطوير البرمجيات.

وأضاف أنّ "نفاذ" تأسست بفضل فريق عمل اجتهد بشكل جماعي خلال فترة الدراسة، وعمل على تنفيذ مجموعة من المشاريع والأبحاث أثناء فترة الدراسة الجامعية، مشيرا إلى أنّ من بين هذه المشاريع مشروع السيّارة الكهربائيّة والذي تكلل بالنجاح، وتمّ تجربة السيّارة في الجامعة آنذاك، ومن ثمّ كان مشروع تنظيف الخلايا الشمسيّة وهو الأن قيد التصنيع بعد حصوله على جائزة المركز الثاني في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، ضمن فئة الابتكارات العلميّة.

وتابع السعيدي موضحا أنّ المحرك الرئيسي لهم لتأسيس شركة تُعنى بالطاقة المتجددة، هو الشغف بهذا المجال ورغبتهم في تحويل أفكارهم ومشاريعهم إلى منتجات حقيقية، وجاء أول مشروع للشركة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس في مشروع "البيت الصديق للبيئة"؛ حيث تمّ تنفيذ المشروع من خلال محطة للطاقة الشمسيّة قدرتها 20 كيلووات. وفي هذا السياق، تقدم السعيدي بالشكر لكل من وثق بقدرات الشركة ووقف إلى جانبهم حتى أصبحت لديهم شركة متخصصة في مجال يسعون لتطويره.

وأوضح أنّ الشركة تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية التحول نحو استخدام الطاقة المتجددة، كما تهدف إلى تطوير أنظمة تعزز كفاءة استخدام الطاقة المتجددة، وأنظمة تعتمد في تشغيلها على الطاقة المتجددة اعتمادا كليا. واكد أن نفاذ تسعى إلى المساهمة في الاقتصاد الوطني، من خلال توظيف الكفاءات الوطنية بجانب تصميم وتركيب وتشغيل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

آثار تنموية

وعن الأثر التنموي للشركة، قال السعيدي إنّ "نفاذ للطاقة المتجددة" تعمل على تدريب الشباب العماني في مجال الطاقة المتجددة، بما يضمن تحقيق الريادة المستقبليّة في هذا المجال، مشيرًا إلى أن الشركة تعتزم الاستعانة في المستقبل بهؤلاء الشباب للعمل في مشاريعها، بهدف الحد من الخبرات الأحنبية. وبيّن أنّ الشركة تقوم بالاستعانة بالشركات المحلية في حال وجودها، للقيام ببعض الأعمال دون اللجوء للشركات الأجنبيّة. وأضاف أنّ الطاقات المتجددة هي طاقات صديقة للبيئة؛ حيث إنّها لا تصدر انبعاثات ضارة، كما أنّ الشركة حريصة عند تركيب أي أجهزة أن تكون متوافقة مع المقاييس التي تنص عليها شركات الكهرباء في السلطنة.

وأوضح أنّ نفاذ قامت بتدريب طلاب من كليّة الهندسة في جامعة السلطان قابوس، من خلال إشراكهم في تنفيذ مشروع 20 كيلووات في الجامعة، كما تقوم الشركة بمتابعة أداء هذه الأجهزة بعد تركيبها وتشغيل النظام. وقال إنّ الشركة قامت كذلك بإرسال بعض الموظفين لزيارة مصانع وشركات ومعارض ومؤتمرات في مجال الطاقة المتجددة خارج عُمان، بهدف الاطلاع على الخبرات الخارجيّة في هذا المجال واستقطاب هذه التقنيات إلى أرض السلطنة.

وأشار إلى أنّ معظم الأجهزة التي تعمل الشركة على تطويرها تمثل حلولا لمشاكل الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط بشكل عام. وذكر، على سبيل المثال، مشكلة تراكم الغبار على الخلايا الشمسيّة، وقال إنّها أحد المشاكل التي تواجهها مدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أنّ شركة نفاذ للطاقة المتجددة تطمح بعد تصنيع جهاز تنظيف الخلايا الشمسية، إلى تطبيقه في مختلف دول المنطقة. وتابع أن الطاقة المتجددة ينتظرها مستقبل واعد في المنطقة، بفضل الطلب المتزايد على الطاقة وما تتميّز به المنطقة من إشعاع شمسي ساطع.

خطة استراتيجية

وكشف السعيدي عن أنّ الشركة لديها خطة استراتيجيّة طموحة، يسعى فريق العمل إلى تحقيقها؛ حيث إنّهم يطمحون لإنشاء مصنع خاص للطاقة الشمسيّة في السلطنة، وذلك لتخفيض تكاليف إنتاج الطاقة البديلة والمتجددة.

وشكا السعيدي في المقابل، من بيروقراطية الأحهزة والجهات الحكوميّة، وتأخير إنهاء المعاملات الأمر الذي تسبب في تأجيل انطلاق المشروع الفعلي للشركة. وأوضح في هذا الإطار أنّ طول انتظار وتعدد الاجتماعات مع المركز الوطني للأعمال بواحة المعرفة، لم يتح للشركة حتى الآن أن تحظى بمكتب إداري في المركز، ما دفعهم إلى الانطلاق الميداني لتطبيق المشروع، وبالفعل استأجروا مكتبًا ودشنوا تجربتهم نحو صياغة حلم الدراسة وهو التحول إلى الطاقة الشمسيّة في السلطنة.

وعن المشاريع التي قدمتها نفاذ، قال إنّ الشركة قدت مشروع تنظيف الخلايا الشمسيّة الذاتي لشركة كهرباء مجان، ويهدف هذا المشروع الى تطوير نظام خاص لتنظيف خلايا الطاقة الشمسية "Automatic Dust Cleaning System for PV Panels" في محطة إنتاج الطاقة الكهربائية، عبر استخدام ألواح الخلايا الشمسية، وسوف تقوم الشركة من خلاله بتطوير وتصميم وتصنيع نظام خاص يعمل ذاتيًا وبدون استخدام الماء لتنظيف الألواح الشمسيّة وزيادة كفاءتها العملية في إنتاج الطاقة الكهربائيّة، وذلك من خلال دراسة تأثير الغبار على الألواح الشمسيّة في المشروع، وتطوير هذا النظام بما يتناسب مع نتائج الدراسة، ومن ثمّ عملية التصنيع والتركيب والتشغيل. وقال إنّ المشروع سوف يستمر لمدة عام كامل، ومن خلال هذا المشروع سوف تتمكن الشركة من تحقيق سمعة قوية في السوق المحلي عبر تطوير الحلول المتعلّقة بصعوبات وتحديات استخدام الطاقة الشمسية في السلطنة.

وتابع السعيدي متحدثا عن الشركة، قائلا إنّ "نفاذ" عملت على تنفيذ مشروع المختبر التجريبي لجامعة السلطان قابوس، والذي يهدف إلى تركيب مختبر تجريبي بالجامعة لدراسة الطاقة الشمسيّة وطاقة الرياح وإمكانيّة ربطها بالشبكة المحليّة، وذلك من خلال تركيبها في المنازل أو محطات خاصة، وسوف تقوم شركة نفاذ للطاقة بتصميم وتركيب مشروع هجين يجمع بين نظام إنتاج الطاقة الكهربائية من الألواح الشمسيّة مع مولد كهربائي يعمل بطاقة الرياح بقدرة كهربائية تبلغ 5 كيلو وات.

وبيّن المهندس عبدالله بن ناصر السعيدي الرئيس التنفيذي لشركة نفاذ للطاقة المتجددة أنّ الشركة في مرحلة التصميم والدراسة لثلاثة مشاريع مختلفة؛ الأول محطة بقدرة 50 كيلووات في صحار والثاني مشروع بقدرة 200 كيلووات في صلالة، والمشروع الثالث بطاقة 2 ميجاوات في قريات لأحد المشاريع السياحية.

تعليق عبر الفيس بوك