مستشفى خولة يحقق إنجازا طبيا بزراعة 4 أصابع مبتورة في عملية استغرقت 16 ساعة

مسقط - تركي الحوسني

تصوير/ عبدالفتاح الغافري

حقق عدد من أطباء قسم جراحة اليد بمستشفى خولة إنجازا طبيا جديدا، بتمكنهم من زراعة أربعة أصابع مبتورة بقطع كامل ليد عامل مصاب من الجنسية الآسيوية في العقد الثالث من عمره بعد تعرضه لإصابة عمل قبل عدة أيام، وفقد على إثرها الأمل واستسلم لفكرة أنه سيقضي بقية حياته بيد دون أصابع.

وكانت المستشفى قد جهزت صالة العمليات بكامل طاقمها وأجهزتها وتم تحويل المريض مباشرة من وحدة الحوادث والطوارئ إلى صالة العمليات التي عمل بها فريق متكامل مكون من أطباء الجراحة والتخدير والعظام والتصحيح والتقويم وفنيي التخدير وطاقم تمريض متكامل برئاسة الدكتور جوبال مالهوترا طبيب استشاري أول في جراحة الأوعية الدموية الذي قام بإجراء العملية. وتم تثبيت العظام وفرز الأوعية الدموية الدقيقة المصابة، واستئصال الأجزاء المتهتكة، وتوصيل وخياطة جميع الأربطة والشرايين بدقة متناهية من أجل تدفق الدم وتوصيله للأطراف المقطوعة والتأكد من قدرة الأصابع على استعادة حركتها بمساعدة أجهزة مجهرية دقيقة للغاية وطاقم متخصص في هذا المجال كون أن العمل على ربط أوعية دموية يصغر حجمها عن حجم شعرة الإنسان يحتاج لدرجة كبيرة من التركيز ودقة متناهية في العمل واستغرقت عملية زراعة الأصابع المبتورة حوالي 16 ساعة متواصلة.

وفي وقت لاحق، أجريت عملية زراعة إصبع مبتور ليد طفلة عمانية تبلغ من العمر ثلاث سنوات، حيث وصلت الطفلة المصابة إلى وحدة الحوادث والطوارئ بمستشفى خولة بقطع تام للإصبع الصغرى في يدها اليمنى وتم نقلها إلى صالة العمليات مباشرة ولكون الأوعية الدموية في الأصبع الصغرى لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات تعد صغيرة للغاية؛ فإن عملية ربط هذه الأوعية قد استغرق وقتا أطول من إجرائها لشخص بالغ. واستغرقت عملية إعادة زراعة الأصبع المبتورة للطفلة حوالي 11 ساعة وتم خلالها ربط جميع الأوعية الدموية وإصلاح العظام المكسورة والتشوهات المصاحبة في جلد اليد.

ويعد مستشفى خولة بمحافظة مسقط مركزا معروفا لرعاية الإصابات على مستوى الخليج العربي. ولزيادة مستوى الرعاية في هذا الجانب تم مؤخرا إنشاء قسم جراحة اليد بشكل منفصل عن قسم الجراحة العامة وبإدارة مستقلة. ومع وجود طاقم متخصص وأجهزة عالية الدقة في مجال جراحة الأعضاء وجراحة الأوعية الدموية بدأ القسم بالفعل في تقديم خدمة متخصصة ومركزة في هذا المجال. ومع وجود هذه الخدمة تكون وزارة الصحة قد قطعت شوطًا طويلاً لتعزيز الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من تشوهات في اليد نتيجة الإصابات والحوادث.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة