الأجواء الربيعية تهل على "نرويج الشرق الأوسط".. ومقومات طبيعية تعزز السياحة في مسندم

 

الرؤية- خاص

 

بدأت الأجواء الربيعية تهل على محافظة مسندم، لتشكل عنصر جذب سياحي مُميز يسهم في إنعاش السوق السياحية، ونقطة جذب رئيسية لهواة الغوص ومحبي مشاهدة الدلافين.

وتنعم ولايات محافظة مسندم بالعديد من المقومات السياحية لزوارها كالتخييم في المواقع الجبلية والشواطئ وركوب القوارب والسفن التقليدية والغوص وسط الشعب المرجانية ومشاهدة الدلافين والعديد من المقومات السياحية الأخرى، وتستهدف المحافظة تحقيق مليون و200 ألف سائح بحلول عام 2040. وتتنوع المقومات السياحية بين تضاريس طبيعية وواجهات بحرية خلابة تثري الجانب السياحي، وتدعم تطلعات الحكومة لجذب السياح والاستثمارات، بالإضافة إلى ما تزخر به من تراث تاريخي ثري.

وتنتشر الجبال في مسندم بصورة هندسية مرتبة طبيعياً، وتحتوي هذه المنطقة على أهم المعابر المائية وهو مضيق هرمز. ويعتبر تمازج البحر مع الجبل من المعالم التي تنفرد بها هذه المنطقة. وتعد خصب مركزا إقليميا لمحافظة مسندم وتبعد عن مسقط العاصمة نحو 570 كم. وتقع خصب في أقصى شمال المحافظة وتستمد اسمها من خصوبة تربتها ويوجد فيها ميناء خصب، كما تتميز ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال، وهناك رحلات جوية يومية من مسقط، كما توجد رحلات بحرية بالعبارات السريعة، كما يمكن الوصول إليها بالبر عن طريق معبر يمر بدولة الإمارات العربية المتحدة.

طبيعة ساحرة

وفي تقرير للدكتور حسين شحادة من الشبكة العربية العالمية، قال إن خصب تعد عاصمة لمحافظة مسندم، وتتسم بطبيعة جميلة كونها تقع وسط مناطق وعرة وتتجسد آيات الجمال الطبيعي في تلالها العالية التي يتمركز بعضها وسط ممرات بحرية ضيقة. كما تتباهى ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال. وترسم وعورة البراري على ساحل محافظة مسندم والتلال المتمركزة وسط الممرات البحرية، صورة طبيعية خلابة غاية في الجمال، وتعتبر من المعالم التي تنفرد بها السلطنة. وقال إن الرحلة بالطائرة من مسقط إلى مسندم المسماة "نرويج الشرق الأوسط" نظراً لكثرة خلجانها البحرية، مثلما هو الحال في دولة النرويج الواقعة شمالي أوروبا. والرحلة إلى هناك مثيرة؛ حيث يشاهد ركاب الطائرة من خلالها مناظر جوية مدهشة للمحافظة. وترتفع الجبال في هذه المنطقة إلى 2000 متر عن سطح البحر الذي يحيط بها. أضف الى ذلك مزيج الحجارة التي تتكون منها الجبال لتبدو بمنظر في منتهى الروعة. والوقت المثالي لزيارة خصب هو بين نوفمبر ومارس.

ويعد الخنجر أكثر الأدوات شهرة عند المواطن العماني. أما الوضع في خصب فيختلف قليلاً فهناك أداة تفوق حيازة الخناجر شهرة هذه الأداة تسمى "الجرز" وهي عبارة عن رأس فأس صغيرة الحجم مثبت في عصا طويلة. وتعتبر الجرز أداة فريدة بكل معنى الكلمة، فهي متواجدة فقط في خصب، ولن يراها الزائر في أي مكان آخر من السلطنة أو في أي بلد آخر من العالم أو أي حقبة من التاريخ.

الجرز.. تراث عماني

ويشتهر الرجال في منطقة مسندم بحملهم لأداة الجرز مثلما يشتهر الرجال في أيّ مكان آخر من السلطنة بحمل الخنجر. وتتنوع الاستعمالات التقليدية العديدة لأداة الجرز في الماضي على قطع أخشاب الأشجار لاستخدامها في المواقد. كما تستخدم الجرز كمقبض عند تسلق الأشجار، بالإضافة إلى كونها عملية كعصا للمشي ووسيلة للارتكاز في الوثب فوق الأحجار. وبالطبع كان الجرز سلاحاً فعالاً لقتال حيوانات الوشق (من الحيوانات السنورية صغيرة الحجم) والقطط البرية المفترسة التي تهاجم فرائسها بغدر، والتي انتشرت في المنطقة خلال فترات ماضية. ومن المكملات لأداة الجرز يحمل الرجال في خصب سكيناً خاصة تسمى محلياً "بيشك".

وكادت حرفة صنع أدوات الجرز أن تتلاشى تماماً لولا إقدام وزارة السياحة على إحياء هذا التراث عبر تشجيع بعض الحرفيين على صنع الجرز في خصب وذلك لترضي محبي جمع التذكارات الراغبين في اقتنائها كما يمكن رؤية أنواع مختلفة من الجرز في المتحف الذي تم تجهيزه في حصن خصب توفر المياه الساحلية في خصب بيئة ملائمة للعديد من الطيور البحرية والسلاحف والدلافين مما يجعلها نقطة مهمة في قطاع سياحة الحياة البرية. كما تؤوي البحار هنا مجموعة من الثدييات البحرية منها الدلافين الحدباء والدلافين التقليدية والحيتان بالإضافة إلى عدد كبير من بقر البحر. كما تشكل المنحدرات الصخرية والخلجان المغلقة مصدراً آخر لجذب السياح من محبي مشاهدة الطيور البحرية بأعدادها التي لا تحصى والتي تربى في المنطقة بالإضافة إلى مناطق الشعب المرجانية كاملة النمو المنتشرة هناك.

مشاهدة الطيور

تعد خصب مكاناً مدهشاً لعشاق مشاهدة الطيور، وتعيش هنا أعداد كبيرة من الطيور مثل خطاف البحر والفاقة التي تهاجر من سوقطرة وتزور المنطقة خلال أشهر الصيف وتختار منحدرات معينة تجثم عليها على طول الساحل. أما طيور الرفراف الأوراسيوية فتتواجد على شواطئ كثير من الممرات المائية خلال فصل الشتاء. وتعشش طيور السمانة في الربيع على كثير من الجزر النائية والمنحدرات الساحلية، فيما تنتشر النسور على أغلب مساحة الشاطئ. كما يمكن مشاهدة الصقور تجوب سماء خصب بين الحين والآخر ولكن بأعداد قليلة، بالإضافة إلى الإقبال عليها لمناظرها الخلابة فإن السياح المغادرين لمدينة خصب يروجون لها على أنها مكان مثالي لعشاق رياضة الغطس. وتوفر شركات السياحة رحلات إلى الجبال ورحلات بحرية على قوارب البوم ورحلات داخل المدينة بالإضافة إلى رحلات غطس المتمرسين في هذه الرياضة وخاصة في الطرف الشمالي لشبه الجزيرة. كما توفر رحلات إلى أماكن ملائمة لمحبي الغطس من المبتدئين.

ومن الواضح أن الساحل الممتد لولاية خصب يؤهله لكي يكون مكاناً سياحياً واعداً في الفترة المقبلة لا سيما فيما يتعلق بسياحة المناظر الطبيعية الخلابة. كما تمتلك خصب جميع المقومات اللازمة للسياحة البيئية نظراً لما تتميز به من خلجان واسعة وشعاب مرجانية وحياة برية غنية وسواحل رائعة.

وكما هو الحال مع جميع الوجهات التي يقوم الطيران العماني بتسيير رحلاته إليها تتوفر للزوار المسافرين إلى مدينة خصب الأسطورية خدمات مميزة.

ويعد حصن خصب موقعا ساحرا يجذب عيني الزائر عند مروره عبر الطريق الساحلي في الجزء القديم من المدينة، فهو يطل على الجانب الشرقي من ولاية خصب.

تعليق عبر الفيس بوك