محمد العليان
هل ستخيم الظلال السوداء على الكرة العمانية من جديد بعد أن ألقى اجتماع اتحاد كرة القدم مع الجمعية العمومية للأندية بظلال كثيفة في مشهد دراميكي يؤسف له يوم السبت الماضي، حيث تحول الاجتماع بقدرة قادر من طارئ ورسمي إلى تشاوري بمباركة الاتحاد الدولي ( الفيفا) ووصف الاجتماع بحرب نارية بين اتحاد الكرة وكتلة الأندية المعارضة من جهة أخرى بعد أن تخلت معظم الأندية وانسحبت من التكتل وبقيت أندية تواجه مصير الكرة العمانية لوحدها.. هل بدأ العد التنازلي وبدا الاحتقان والتوتر والعوده للمحاكم والقضايا من جديد؟ ولمصلحة من هذا المشهد؟
المشهد انتهى بانسحاب أندية الكتلة من الاجتماع بعد نقاشات قوية تجاوزت المألوف من الطرفين والضحية هنا الكرة العمانية، بعد أن دخلت الشكوك وأبواب الاتهامات بين الجانبين..
اتحاد الكرة يسند قراراته بالفيفا رغم أن الاتحاد الدولي يقول إنه لا يتدخل في اللوائح الداخلية لكل دولة ويقول هذا شأن داخلي، والأندية لم تقتنع بالاتحاد الدولي في تفسيراته وبنوده ولسان حالها يقول لماذا يظهر الفيفا بسرعة البرق في كل قضيّة بين اتحاد الكرة والأندية والرد على الرسائل رغم أن هناك قضايا مرفوعة للفيفا من شهور طويلة لم يرد عليها؟ وما زاد تفاقم الأزمة هو تعليق اتحاد الكرة لعضوية أندية الكتلة والمعارضة كردة فعل من اتحاد الكرة على أندية الكتلة. إنّ ما يحدث بين اتحاد الكرة والأندية يجب وقفه فورا قبل أن تمتد آثاره ويتجاوز الخطوط الحمراء ويحدث ما لا يحمد عقباه.
وحول السؤال هنا من المخطئ ومن المصيب نبدأ باتحاد الكرة حيث الأمور عنده فيها لبس وأخطاء من حيث تفسير البنود وتعريف النظم، وهو يعكس ذلك ومتناقض في قراراته واجتماعاته؛ ولكن هذا لا يعفيه من أنّه هناك عمل على تطوير المنظومة الإدارية والعملية للكرة العمانية ولكن بدون إنجازات كروية لتأتي الاخفاقات الكروية في المرتبة الأولى. أمّا الأندية فلها نصيب من الأزمة، فللأسف الجمعية العمومية منشقة فيما بينها ولا تعرف ماذا لها وما عليها، وليست على قلب رجل واحد، والمفروض أن تكون أكثر احترافية ومهنية في التعامل والذي يأتي من ضمن اختصاصاتها، فالبعض في الجمعية العمومية ليس ملما بالقوانين واللوائح، والبعض الآخر يركض وراء مصلحته الخاصة ويتحرك وهو مسيّر وليس مخيّر.. كل هذه الأزمات والمشاكل لا تليق بسمعة الكرة العمانية؟ منذ إنشاء وتكوين الاتحاد العماني في عام 1983 كأول اتحاد وإلى عام 2008م لم نر هذه المشاهد والمشاكل والأزمات والقضايا واللجوء إلى المحاكم إلا في فترة هذا الاتحاد؛ والسؤال هنا لماذا بالذات هذا الاتحاد؟ هل الكرة عندنا تدار بالأمزجة أم بقوة النفوذ بالنسبة لاتحاد الكرة؟ أم أنّ الكرة تدار في الأندية بالريموت كنترول بأيادي من خارجها نظرًا لضعف بعض ضمائر مسؤولي الأندية وهي لا تستطيع أن تأخذ قراراتها بنفسها, هل هناك من يعمل من الخارج للإطاحة باتحاد الكرة؟ هل هذه المشاهد أصبحت مفتوحة ولها مساحة كبيرة من التساؤلات لدى الوسط الرياضي وهل الإعلام أيضًا يلعب دورًا رئيسيًا في رمي الحجر وتحرك المياه الراكدة سواء مع اتحاد الكرة أو الأندية؟ إنّ ما يحدث بين اتحاد الكرة وأندية المعارضة هو أمر مضحك ومبك في الوقت نفسه؟ هل انتزعت الروح الوطنية في العمل ودبّ الفساد وحل محلها من يركض ويلهث وراء مصالحه الشخصية؟
إنّ كرتنا العمانية تحتاج مزيدا من الأوكسجين النقي حتى تتنفس الصعداء من جديد, ومن هذا المنبر نطالب العقلاء والحكماء للتدخل وغلق هذا الملف والمشهد وهو ليس في مصلحة أحد من الأطراف المتنازعة والخاسر الأكبر هي سمعة الكرة العمانية؟ فمن يعلق الجرس للآخر؟
آخر الكلام ( قبطانان على ظهر السفينة أسهل وسيلة لإغراقها)..