لماذا ندعم المنتج الوطني؟

مشعل المقبالي

بدأ المنتج العماني في غزو الأسواق الخليجية والعالمية بشكل يدعو إلى الفخر في السنوات القليلة الماضية؛ حيث تشير البيانات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة إلى أنّ المنتج العماني وصل إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وما يميّز المنتج العماني عن غيره الجودة والالتزام بالمواصفات والمقاييس المحليّة والعالمية.

ظهرت حملة وطنية في نهاية تسعينيات القرن الماضي تروّج للمنتج العماني بعبارة مشهورة يعرفها الصغير والكبير ممن عايشوا الحملة "المنتج العماني اختيارنا الأول" وبهذه العبارة وبشعارها المميز الجديد يتساءل الكثيرين ولا زالوا لماذا ندعم المنتج الوطني؟.

تسعى الكثير من دول العالم إلى حث مواطنيها على دعم المنتج المحلي وذلك للكثير من الأسباب أبرزها: شراء المنتج الوطني يزيد من الإنتاج وبالتالي يوفر فرص عمل جديدة لمواطنين جدد وكذلك شراء المنتج الوطني يترتب عليه دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة كمشاريع صناعة الأغلفة على سبيل المثال او الطباعة على المنتجات وكذلك نقل وتسويق المنتجات، أما الفائدة العظمى فهي دفع عجلة الاقتصاد في البلد وتدوير المال في داخل البلد وعدم هروب الأموال إلى الخارج. كما أنّ دعم المنتج الوطني يجذب المزيد من الاستثمارات إلى البلد؛ فعندما يرى المستثمر القوة الشرائية في البلد بكل تأكيد سيستثمر في هذا البلد وسيترتب على هذا الاستثمار الكثير من الفوائد التي تعود بالنفع للبلاد والعباد.

و لا يقتصر دعم المنتج الوطني على الصناعات، فالمنتجات الزراعيّة والحرفية كذلك تطلب منا كمواطنين دعمها وذلك لتشجيع المزارع على الثبات في وظيفته وعدم إتاحة الفرصة للوافدين للتحكم بأسواقنا وعلى الجهات المعنية كوزارة الزراعة بذل المزيد من الجهود للترويج للمنتج الزراعي العماني الذي يمتاز بجودته في الخارج مذ قديم الأزل فالليمون الصحاري وصل إلى البصرة يوما من الأيام ولا زال أهل العراق يذكرون الليمون العماني المجفف الذي اختفى اليوم بعد المرض الذي دمر الليمون خاصة في سهل الباطنة؛ ولكن هناك بارقة أمل في عودته بنفس القوة وذلك من خلال تضافر الجهود بين المزارع والجهات المختصة.

دعم المنتج الوطني لن يتم بدون أن تدعم هذه الشركات المواطن في بادئ الأمر، فالباحث في أسواقنا يرى أنّ سعر المنتج العماني أغلى بقليل عن باقي المنتجات، وذلك ربما يعود لأسباب خاصة بالشركة ولكن دائما الزبون لا ينظر إلى هذه الأسباب لتوافر منتجات أخرى في السوق بأسعار أقل فعلى الشركات تكثيف دراسة السوق والترويج لمنتجاتها بطرق أكثر حداثة فبعض الشركات العمانية وصلت للعالمية ولا أظن أنّها بحاجة إلى مساعدة الحكومة في الجانب الترويجي مثلما فعلت الحكومة سابقًا فعليها الاعتماد على ذاتها والاستفادة من الشباب العمانيين القادرين على خلق الكثير من الأفكار الإبداعية في مجال الترويج.

سؤال طرحه على أحدهم كمواطن عماني عادي ماذا سأستفيد من دعم المنتج العماني؟ بالإضافة إلى الأسباب الأخرى فهناك عدة فوائد أولها الجودة المعروفة عن المنتج العماني بشتى أنواعه كالأسماك والمنتجات الزراعية والصناعية تمتاز بجودة قد لا تتوافر في منتجات أخرى وكذلك الالتزام بالمواصفات والمقاييس المحلية التي وضعتها وزارة التجارة والصناعة والتي تراقب المصانع، وبالتالي الشعور بالأمان من عدم احتواء المنتج على مواد ضارة وخطرة على صحة الإنسان رغم بعض التجاوزات، و دعم المنتج الوطني يدعم اقتصاد البلد وبالتالي زيادة دخل المواطن العادي وتقليل اعتماد البلد على المنتجات النفطية.

لنتعاون جميعًا في دعم المنتج الوطني فجميعنا نشترك في هدف واحد، وهو دعم اقتصاد البلد وعلى الشركات الوطنية المساعدة في ذلك من خلال الترويج لمنتجاتها ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة للتسويق لمنتجاتها وكذلك خفض الأسعار لإضفاء المزيد من التنافسية في أسواقنا المحليّة وليكن شعارنا دوما "المنتج العماني اختيارنا الأول".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة