مشاركة متميزة مرتقبة للسلطنة في "إكسبو ميلان 2015" بإيطاليا.. والإرث التاريخي محور الفعاليات

الرؤية - أحمد الجهوري

أكد سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة مفوض عام جناح السلطنة في معرض إكسبو أن السلطنة ستشارك بجناح مميز في معرض إكسبو ميلان 2015 والمزمع إقامته في إيطاليا خلال الفترة من 1 مايو إلى 31 أكتوبر المقبل.

وعقد البلوشي أمس مؤتمرا صحفيا في وزارة التجارة والصناعة لاستعراض مشاركة السلطنة في المعرض، وحضر المؤتمر سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية لشؤون الثروة السمكية نائب مفوض عام جناح السلطنة في المعرض. وهدف المؤتمر الصحفي إلى عرض تفاصيل مشاركة السلطنة بالمعرض من خلال جناح وطني يتم فيه تجسيد الإنجازات الحضارية والإنسانية التي حققتها السلطنة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى جانب إبراز إنجازات السلطنة الحالية وتطلعاتها المستقبلية بكل ما يتصل بالغذاء والأمن الغذائي بجوانبه ومحاوره المختلفة؛ حيث إن العنوان الرئيسي للمعرض "إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة".

وقال البلوشي إن مشاركة السلطنة في معرض إكسبو ميلان 2015 تحمل أهمية كبيرة نظرًا لأنّ هذه الدورة تتناول موضوعا مهما وهو الغذاء، وهذا الأمر لا يعني السلطنة فحسب بل يلامس احتياجات المجتمع الدولي، وذلك نظرا للمشاكل التي تعاني منها المناطق الجغرافية المختلفة. وأوضح أن هناك أسبابا مختلفة أدت إلى سوء التغذية ونقص الغذاء وهي الحروب ونقص المياه وعوامل بيئية ووبائية وصحية وغيرها. وأشار إلى أن السلطنة تمتلك تجربة ثرية تتحدث عن 3 مراحل زمنية مختلفة حول الإرث العماني وتناوله بما يتعلق بالغذاء والزراعة والإنتاج الزراعي والتحديات البيئية والتضاريسية لتأمين الغذاء.

وقال سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي إن منظمي لمعرض إكسبو وضعوا الإنتاج الغذائي كموضوع رئيسي للفعالية، مشيرا إلى أن جناح السلطنة يستعرض هذا الموضوع بما تقدمه البلاد من إنتاج غذائي استطعنا من خلاله التغلب على التحديات وتسخيرها بشكل إيجابي للإنتاج. وأضاف أن اختيار شعار السلطنة بالمعرض تحت عنوان "التراث في الحصاد.. تسخير الشمس والرمال والبحر"، يعكس هذا التوجه.

148 دولة

وتشارك السلطنة في المعرض بجانب 148 دولة ومنظمة إقليمية ودولية متخصصة في معرض إكسبو ميلان 2015 العالمي الذي تستضيفه مدينة ميلان - الإيطالية، وذلك من خلال جناح وطني يتم فيه تجسيد الإنجازات الحضارية والإنسانية التي حققتها السلطنة في العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفضه الله ورعاه-، إلى جانب إبراز الإنجازات الحالية والتطلعات والخطط المستقبلية للمؤسسات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بكل ما يتصل بالغذاء والأمن الغذائي بجوانبه ومحاوره المختلفة وهوالموضوع والعنوان الرئيسي للمعرض "إطعام كوكب الأرض.. طاقة للحياة".

وسيتناول شعار معرض إكسبو ميلان الموضوعات المرتبطة بالتنمية المستدامة، وسيكون حدث عالمي متميز يعرض فيه التقاليد والإبداعات والابتكارات في مجال الغذاء، كما سيجمع بين طياته عدة شعارات فرعية سبق وأن تم طرحها في معارض سابقة، إلى جانب عدد من الشعارات الفرعية الجديدة التي تتمحور حول فكرة ورسالة أساسية وهي أن جميع السكان على وجه الأرض يجب أن يحصلوا على غذاء صحي وآمن وكافٍ، ويندرج تحت الشعار الرئيسي للمعرض مجموعة من المواضيع التي تحسين جودة أمن الغذاء وتوفير غذاء كافٍ للعيش، وضمان صحة الغذاء وصلاحية مياه الشرب وضمان التغذية الصحية عالية الجودة لجميع البشر، والقضاء على المجاعة والجفاف وسوء التغذية الذي لازال يطال ما يقارب 850 مليون نسمة من سكان كوكب الأرض، ومحاربة الأوبئة والأمراض الحديثة بما فيها السمنة السرطان وأمراض القلب وذلك من خلال نشر الوعي حول الممارسات التي أثبتت فاعليتها في هذا المجال، وتوفير الغذاء بدءاً من المزرعة وحتى طاولة الطعام وتشجيع تطوير الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالغذاء حول العالم وتشجيع الابتكار في مجال البحوث والتقنية والممارسات التجارية المثالية لتوفير الغذاء، وتحسين القيمة الغذائية وحفظ الغذاء وتوزيعه بشكل آمن وسليم ونشر الثقافة الغذائية السليمة وتشجيع أسلوب الحياة الصحية وخصوصا بين الأطفال والمراهقين والمعوقين وكبار السن وذلك إدراكًا بأن الغذاء عنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

حدث عالمي

وتأتي المشاركة العمانية في هذا الحدث العالمي الهام والذي يتناول موضوع غاية للأهمية بناءً على قرار مجلس الوزراء الموقر في جلسته رقم (27/2011) والمنعقد بتاريخ 14 شوال 1432هـ الموافق 13 سبتمبر 2011، بقبول الدعوة الموجهة من الحكومة الإيطالية الصديقة والموافقة على مشاركة السلطنة في المعرض وتشكيل لجنة وزارية للإشراف على التحضير والإعداد لمشاركة السلطنة في المعرض المذكور برئاسة معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، وعضوية كل من معالي الوزير المسؤول عن الشؤون المالية، معالي الدكتور وزير التجارة والصناعة، معالي الدكتور وزير الصحة، معالي وزير البيئة والشؤون المناخية، معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية، معالي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه، معالي وزير السياحة، وسعادة الدكتور رئيس جامعة السلطان قابوس. وتعيين سعادة محسن بن خميس البلوشي مستشار وزارة التجارة والصناعة مفوضا عاما لجناح السلطنة في المعرض وسعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل شؤون الثروة السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية نائبًا للمفوض العام.

ومن أهم الأسباب التي دعت الجهات المنظمة للمعرض في إيطاليا وكذلك المكتب الدولي للمعارض والمنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة باختيار هذا الموضوع كعنوان رئيسي للمعرض، هو أن مشكلة نقص الغذاء والجوع وسوء التغذية في العالم تشكل واحدة من المشكلات التي تواجهها البشرية جمعاء بل ربما أكثرها حدة في عصرنا الحالي كونها تمس مباشرة حياة وبقاء مئات الملايين من الناس، وتشير تقارير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى أن عشرات الملايين من الناس في العالم مهددون بالموت بسبب الجوع والأمراض الناجمة عن سوء التغذية، في حين أن أكثر من مليار ونصف المليار إنسان يعانون من الجوع ومن مختلف أشكال سوء التغذية، و من أهم أسباب مشاكل الغذاء في العالم هي: السياسية والأمنية (الحروب والنزاعات)، الطبيعية والبيئية (الفيضانات والجفاف والزلازل)، اقتصادية ومالية، تكنولوجية وتقنية، الزيادة المضطردة في عدد سكان العالم.

وتعد مشكلة نقص الغذاء والجوع وسوء التغذية، أزمة كبرى ومتعددة الأوجه، وإن حلها لا يرتبط فقط بزيادة الإنتاج الزراعي وتخفيض كلفته، بل بوضع استراتيجية للاستخدام العقلاني للموارد الإنتاجية كافة، والتي تقوم على فهم الجوانب النوعية والكمية لحاجة الإنسان الكافية من الغذاء، وتبرز الحاجة إلى معالجة مشكلة الغذائية المتفاقمة، ليس فقط نتيجة لعواقبها الكارثية على حياة مئات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بل وكذلك لانعكاساتها الخطيرة على الأمن والاستقرار في الكثير من البلدان وعلى المستوى الدولي عموما، وإن معالجة هذه الظاهرة تستدعي من المجتمع الدولي دراسة بدائل عملية تساهم في التخفيف من الآثار السلبية لمشكلة نقص الغذاء والجوع وسوء التغذية وحث الدول الصناعية على زيادة الاستثمارات في مجال البحوث الزراعية وتسخير العلم والتكنولوجيا في إطار البحث عن حلول مبتكرة لزيادة الإنتاج الغذائي بما يواكب الزيادة المضطردة في الطلب العالمي على الغذاء.

ويعدُّ هذا المعرض فرصةً لصنَّاع القرار والمؤسسات العامة والمدنية في مختلف أرجاء العالم لبحث وتناول أهمية الغذاء ودراسة الآليات المناسبة لتوفير الغذاء الصحي والسليم ليكون في متناول جميع سكان كوكب الأرض، ومن المتوقع أن تحقق السلطنة من خلال الجناح العماني وهذه المشاركة العالمية الهامة مجموعة من الأهداف، وأهمها ما يلي:- التعريف بجغرافية وتاريخ وحضارة السلطنة. والتعريف بما حققته السلطنة من إنجازات حضارية وتنموية على جميع الأصعدة خلال العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه-. والتعريف والترويج للسلطنة كوجهة سياحية متميزة. والتعريف والترويج للسلطنة كوجهة استثمارية ووجهة لفرص الأعمال في المجالات الاقتصادية المختلفة. وتجسيد اهتمام السلطنة بموضوع الغذاء وموضوعات وقضايا ذات صلة بالأمن الغذائي التي تشكل اهتماما إقليميا وعالميا. والتواصل والتفاعل مع المجتمع الدولي حول موضوع الأمن الغذائي بشكل عام والذي يشكل اهتماما بالغا من المجتمع الدولي ومنظماته ذات الصلة. وإبراز إنجازات السلطنة على الصعيد المحلي والإقليمية والدولية في المجالات مثل البيئة والصحة والتعليم والثقافة وكافة مكونات وقطاعات الاقتصاد العماني والتسامح الديني والثقافي. وتحقيق أهداف ذات أبعاد سياسية وإعلامية على المستويين الثنائي والمتعدد. واكتساب المعارف والتجارب من نجاحات الآخرين في الجوانب والموضوعات المختلفة التي يتناولها المعرض.

تعليق عبر الفيس بوك